| وكالات
أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمس، خلال اتصالين هاتفيين حول الأوضاع في كركوك مع رئيس مجلس النوّاب محمد الحلبوسي، ورئيس «الاتحاد الوطني الكردستاني» في العراق بافيل طالباني، أهمية تفويت الفرصة على كل محاولات الإساءة إلى الاستقرار والتعايش السلمي الذي تتمتع به مدينة كركوك، في حين رفعت سلطات مدينة كركوك العراقية، أمس، حظر التجوال وأجّلت تسليم مقر أمني للحزب الديمقراطي الكردستاني، وذلك عقب مواجهات دامية أوقعت قتلى وجرحى.
وحسب وكالة «المعلومة»، ذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان أن السوداني، أجرى أمس، اتصالين هاتفيين للبحث في أوضاع محافظة كركوك، مع الحلبوسي، وطالباني، مضيفاً إن الاتصالين شهدا تأكيداً مشتركاً على أهمية تفويت الفرصة على كل محاولات الإساءة إلى الاستقرار والتعايش السلمي الذي تتمتع به مدينة كركوك، وما تم تثبيته بجهود أهلها بكل أطيافهم، وتضحيات قواتنا المسلحة بمختلف صنوفها وهي تهزم فلول الإرهاب.
وأعلنت قيادة شرطة محافظة كركوك شمال بغداد، رفع حظر التجوال الذي فرض أول من أمس السبت بالمحافظة، وفتح جميع المنافذ أمام حركة المركبات.
وبدأت مواجهات في محيط مكان الاعتصام، بعد خروج متظاهرين كرد للمطالبة بفتح الطريق السريع، وقالت الشرطة إنها ستحقّق لتحديد من أطلق النار.
ولمنع توسع الاحتجاجات، أمر رئيس الوزراء العراقي بفرض حظر تجوال في المدينة.
بدوره، دعا الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد جميع الأطراف، ذات الصلة بالتطورات المؤسفة في كركوك، إلى الامتناع عن أي تهديد أو استخدام للقوة.
وفي غضون ذلك، أعلن محافظ مدينة كركوك العراقية راكان الجبوري، مساء أول من السبت، تأجيل قرار تسليم مبنى قيادة العمليات المشتركة إلى «الحزب الديمقراطي الكردستاني» وانتهاء الاحتجاجات.
وقال الجبوري: إن تأجيل القرار جاء عقب مكالمة هاتفية، أجراها مع السوداني، وأضاف إنه التقى المتظاهرين أمام المبنى وأخبرهم بقرار التأجيل الذي أصدره السوداني، لافتاً أن المتظاهرين شرعوا حينها في إزالة الخيام وإنهاء احتجاجاتهم وفتح طريق أربيل-كركوك السريع.
وكانت وسائل إعلام كردية أفادت، نقلاً عن الناطق باسم شرطة كركوك، عامر شواني، بمقتل متظاهر وإصابة 8 آخرين، خلال التظاهرات التي شهدتها المحافظة.
من جهته، علّق رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسرور البارزاني، على الأوضاع في كركوك، قائلاً إن مجموعة من الأشخاص، قامت، منذ عدة أيام، بقطع الطريق بين أربيل وكركوك، بحجة منع افتتاح مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في كركوك، وعدم السماح للمواطنين بأن يعيشوا حياتهم الطبيعية، كما أنهم خلقوا أوضاعاً غير ملائمة، وخطيرةً للغاية لأهالي كركوك.
واندلعت أزمة على خلفية طلب الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى الجيش العراقي، إخلاء مبنى العمليات المشتركة في المدينة، انطلاقاً من أنه كان وفق الحزب مركزاً للأخير قبل أن يتخذه الجيش مقراً في تشرين الأول 2017.
وعقب ذلك، قام مئات المحتجين من العرب والتركمان، في محافظة كركوك، قبل يومين، بقطع طريق أربيل – كركوك، رفضاً لقرار تسليم مقر قيادة عمليات كركوك إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسرور البارزاني، في حين خرج محتجون من الكرد في كركوك مساء أول من أمس، في تظاهرة أخرى احتجاجاً على قطع الطريق الواصل بين محافظتي أربيل وكركوك.
وتداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي في العراق مقاطع فيديو تُظهر وقوع صدامات واحتكاكات بين محتجين وقوات الأمن العراقية في كركوك، دفعت قوات الأمن إلى إطلاق الرصاص الحي في الهواء لتفريق المحتجين.
ويرى معظم التركمان والعرب في المدينة أن محاولة الحزب الديمقراطي الكردستاني فصل كركوك عن الحكومة المركزية، عبر ما يسمى «استفتاء الاستقلال» عام 2017، «خيانة وطنية»، لذلك يعدُّون عودة الحزب إلى المدينة مجدداً «تهديداً أمنياً».
وفي المقابل، وفي إطار استعداداته للانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في 18 كانون الأول 2023 في جميع أنحاء العراق، يريد الحزب استعادة ما يقول إنها مبانيه القديمة في كركوك.
وفي وقت سابق، انتشرت قوات «البشمركة» في قواعد أخلاها الجيش العراقي عقب ظهور تنظيم «داعش» الإرهابي عام 2014، وسيطرت فعلياً على كركوك طوال 3 أعوام.
وعقب «استفتاء الاستقلال»، الذي أجرته إدارة إقليم كردستان شمال العراق عام 2017، ومحاولتها ضمّ كركوك، دخل الجيش العراقي المدينة وأنهى سيطرة «البشمركة»، وأخلى مبنى الحزب الديمقراطي الكردستاني، وحوّله إلى مقر لقيادة العمليات.