روسيا تدمر مستودعات الحبوب على نهر الدانوب وزيلينسكي يندد بمنع الصادرات برا

1

غوتيريش يدعو روسيا إلى العودة لاتفاق يسمح بالتصدير الآمن عبر البحر الأسود

(وكالات)  

مستودع للحبوب في منطقة أوديسا الأوكرانية تعرض للتدمير جراء غارة روسية، الإثنين 24 يوليو الحالي (رويترز)

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الإثنين أن تمديد الحظر المفروض على صادرات الحبوب الأوكرانية براً إلى الاتحاد الأوروبي في سبتمبر (أيلول) المقبل “غير مقبول”، وقال زيلينسكي “موقفنا واضح منع الصادرات براً بعد الـ15 من سبتمبر مع انتهاء القيود ذات الصلة غير مقبول بأي شكل”.
في غضون ذلك أظهرت بيانات أن نحو 30 سفينة رست بالقرب من ميناء إيزمايل الأوكراني الحيوي بعد أن دمرت روسيا مستودعات حبوب على نهر الدانوب اليوم الإثنين، ولكن لم يتضح بالضبط سبب توقفها.
وأصابت الضربات الجوية الروسية قبل فجر اليوم الإثنين سبعة أشخاص بجروح وألحقت أضراراً بالبنية التحتية على نهر الدانوب، وهو طريق بديل حيوي لصادرات الحبوب الأوكرانية بعد انتهاء اتفاق استمر عاماً وسمح بالتصدير الآمن عبر البحر الأسود، وقالت كييف إن الهجوم هو توسع لحملة جوية شنتها روسيا الأسبوع الماضي بعد الانسحاب من اتفاق الحبوب.
ووفقاً لحسابات أجرتها وكالة “رويترز”، بناء على بيانات تتبع السفن من شركة التحليلات البحرية “مارين ترافيك”، فإن نحو 29 سفينة تضمنت ناقلات كيماويات توقفت حول إيزمايل.
وأظهرت البيانات أن ثلاث سفن أخرى توقفت أيضاً بالممر المائي المؤدي إلى ميناء ريني – أوديسا، ولم يصدر تعليق على الفور من السلطات الأوكرانية.

ارتفاع في كلفة التأمين

وقالت مصادر في قطاع التأمين إن تغطية مخاطر الحرب على موانئ أوكرانيا التي كانت جزءاً من اتفاق الحبوب السابق علقت.
وذكرت ثلاثة مصادر اليوم الإثنين أن بعض مقدمي خدمات التأمين يدرسون ما إذا كانوا سيستمرون في توفير الغطاء التأميني لموانئ الدانوب، وقال أحد المصادر إن “أقساط الذين لا يزالون يعرضون أسعاراً (للخدمة) سترتفع”.
وقال ديفيد سميث، من شركة “ماكجيل” لوساطة التأمين، لـ”رويترز” إنه “منذ انهيار اتفاق الحبوب وزيادة استهداف روسيا للموانئ والبنية التحتية، يشكل المؤمنون ضد مخاطر الحرب وجهات نظرهم المستقلة ويقررون ما الذي هم على استعداد للتأمين عليه”، وأضاف “تكمن الصعوبة هنا في أن كلفة التأمين لأوكرانيا، على عكس السلع القابلة للتقدير، لا يمكن تحديدها في الوقت الحالي وفقاً لمنوال معين”.

اتفاق الحبوب

وكانت روسيا بتدميرها مخازن الحبوب الأوكرانية على نهر الدانوب، استهدفت طريق تصدير بالغ الأهمية بالنسبة إلى كييف، وذلك في حملة جوية موسعة بدأتها الأسبوع الماضي إثر انسحابها من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
ووقعت معظم هجمات الأسبوع الماضي على موانئ أوديسا البحرية، لكن الضربات فجر اليوم الإثنين أصابت البنية التحتية على طول نهر الدانوب، وهو طريق تصدير ازدادت أهميته بعد انتهاء سريان اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وقال حاكم منطقة أوديسا أوليه كيبر “هاجم الإرهابيون الروس منطقة أوديسا مرة أخرى الليلة الماضية، وكانت البنية التحتية للموانئ على نهر الدانوب هي الهدف هذه المرة”.
وارتفعت العقود الآجلة للقمح والذرة في الأسواق العالمية ارتفاعاً حاداً وسط مخاوف من أن تتسبب الهجمات الروسية واستمرار القتال، بما في ذلك الهجوم الذي شنته أوكرانيا بطائرتين مسيرتين على موسكو الليلة الماضية، بالتأثير في حركة الملاحة وصادرات الحبوب.
وبعد ساعات من الهجوم ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش روسيا بالعودة لاتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، محذراً خلال قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية في روما من تأثير مدمر في “الدول الضعيفة التي تكافح من أجل إطعام شعوبها”.
ونقل موقع “ريني – أوديسا” الإخباري عن مسؤول محلي قوله إن ثلاثة مخازن للحبوب دمرت في مدينة ريني الساحلية على نهر الدانوب خلال هجوم بطائرة مسيرة، وقال الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس على “تويتر” إن “هذا التصعيد الأحدث يشكل مخاطر جسيمة للأمن في البحر الأسود”.

الإرهاب الغذائي

وقدم مسؤولون أوكرانيون تفاصيل محدودة عن الهجوم، لكن الشرطة قالت إن مخازن الحبوب تعرضت للقصف إلى جانب صهاريج كانت تستخدم في تخزين أنواع أخرى من الغلال، مما تسبب في اندلاع حريق.
وقال حاكم منطقة أوديسا أوليه كيبر إن سبعة أشخاص أصيبوا وإن أحدهم في حال حرجة جراء هذا الحريق، ونشرت الشرطة صوراً تظهر المنشآت المتضررة، وأظهرت إحدى هذه الصور حاويات تحمل شعار مجموعة “ميرسك”، وأضاف كيبر “تسعى روسيا لأن تمنعنا من تصدير أي حبوب وأن تجعل العالم يتضور جوعاً”.
وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على “تويتر” “تحاول روسيا انتزاع التنازلات باحتجاز 400 مليون رهينة، أحث جميع الدول، ولا سيما تلك الموجودة في أفريقيا وآسيا الأكثر تضرراً من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، على رد عالمي موحد على الإرهاب الغذائي”.


العودة لاتفاق التصدير الآمن

في سياق متصل دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش روسيا اليوم الإثنين إلى العودة لاتفاق يسمح بالتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، تماشياً مع اقتراح قدمه إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق هذا الشهر. وقال غوتيريش في قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية المنعقدة في روما اليوم الإثنين “بانتهاء سريان مبادرة البحر الأسود، ستدفع الفئات الأكثر ضعفاً الثمن الأكبر. عندما ترتفع أسعار المواد الغذائية يدفع الجميع الثمن”، وأضاف “هذا أمر مدمر للبلدان الضعيفة التي تكافح لإطعام شعوبها”.
وكان غوتيريش بعث برسالة إلى بوتين في الـ11 من يوليو في محاولة أخيرة لإنقاذ الاتفاق، واقترح غوتيريش على روسيا تمديد الاتفاق مع السماح لأربع سفن بالإبحار إلى أوكرانيا وأربع سفن بالمغادرة منها يومياً في مقابل ربط أحد أفرع “البنك الزراعي الروسي” بنظام “سويفت” للمدفوعات المصرفية الدولية.
وكان أحد المطالب الرئيسة لموسكو هو إعادة ربط البنك الزراعي الروسي بنظام “سويفت”، وكان الاتحاد الأوروبي قرر فصل البنك عن نظام “سويفت” في يونيو (حزيران) 2022.
وقال غوتيريش “أدعو الاتحاد الروسي إلى العودة لتنفيذ مبادرة البحر الأسود تماشياً مع أحدث مقترح تقدمت به، وأناشد المجتمع الدولي الوقوف صفاً واحداً من أجل التوصل إلى حلول فعالة في هذا الجهد الأساسي”.
وتوسطت الأمم المتحدة وتركيا في اتفاق حبوب البحر الأسود العام الماضي في مسعى إلى مواجهة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، وأوكرانيا وروسيا من البلدان الرئيسة المصدرة للحبوب.
وقال غوتيريش “ما زلت ملتزماً بتسهيل حرية الوصول إلى الأسواق العالمية للحصول على المنتجات الغذائية والأسمدة من كل من أوكرانيا والاتحاد الروسي، وتوفير الأمن الغذائي الذي يستحقه كل شخص”.

مسيّرة تستهدف صحافياً

من جهة أخرى أصيب صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية اليوم الإثنين في هجوم بمسيرة عندما كان يعد تقريراً حول موقع مدفعية أوكراني قرب باخموت في شرق أوكرانيا، على ما أفاد به مراسلون للوكالة شهدوا الانفجار.
وكان الصحافي الأميركي ديلان كولنز (35 سنة)، ومقره في مكتب الوكالة ببيروت، بمهمة في أوكرانيا عندما أصيب بشظايا عدة خلال هجوم وقع في منطقة حرجية قرب باخموت.
ونقل إلى مستشفى قريب حيث تلقى العلاج، وأفاد أطباء بأن حياته ليست في خطر، وحافظ ديلان كولنز على وعيه وتحدث إلى زملائه.
وقالت مديرة منطقة أوروبا في الوكالة كريستين بوهجيار في بيان “نحقق في ملابسات هذه الحادثة، نتعاطف مع ديلان وعائلته”.
وسيطر الروس على مدينة باخموت التي كانت مسرحاً لمعارك شرسة في شرق أوكرانيا في مايو (أيار) الماضي بعد معركة استمرت سنة تقريباً، ومنذ بدء الهجوم الأوكراني المضاد مطلع يونيو (حزيران) الماضي تتقدم قوات كييف ببطء باتجاه شمال باخموت وجنوبها في محاولة لتطويق القوات الروسية واستعادة المدينة.
ويعمل ديلان كولنز لحساب وكالة الصحافة الفرنسية منذ عام 2018، وهو منسق تغطية الفيديو في الوكالة في سوريا ولبنان.
وسبق أن قام بمهمات عدة في أوكرانيا منذ بدء الحرب، ودخل إلى عاصمتها كييف في الأيام الأولى للهجوم الروسي.
ولديلان كولنز خبرة طويلة في مناطق النزاع في الشرق الأوسط، وغطى كذلك لحساب الوكالة الحرب في ناغورنو قره باغ خلال 2020.
وقتل صحافي الفيديو في وكالة الصحافة الفرنسية أرمان سولدين (32 سنة) في قصف روسي قرب باخموت في التاسع من مايو الماضي.

التعليقات معطلة.