بعد الإعلان عن إصابة شاب صيني عمره 19 عاماً بالزهايمر، أمس الخميس، زادت المخاوف من انتشار هذه الحالة بين الشباب، كما زادت التساؤلات لمعرفة الأعراض الأساسية لتسهيل التشخيص المبكر من أملاً في قدرة العلم على التوصل إلى دواء شاف لهذا المرض الذي يصيب عادة كبار السن.
يُعتبر الزهايمر، نوعاً من أنواع مرض الخرف، يُصيب أكثر من 50 مليون شخص حول العالم. ووفقاً لموقع “هيلث لاين” العلمي الطبي، فإنّه من المعروف عموماً أنّ هذا المرض يُصيب البالغين الذين يتجاوزن 65 عاماً أو أكبر.
وبحسب الموقع، فإن 5% من الأشخاص الذين تمَّ تشخيص إصابتهم بالمرض هم من فئة “الأصغر سنّاً”، أي ما دون الـ40 عاماً، وتسبب بوفاة حوالى مليوني شخص على مستوى العالم، لذا يتم اعتباره على أنه قاتل.
وكشف الموقع أنّ أعراض الزهايمر عند الشباب قد لا يتم تشخيصها بطريقة صحيحة في بداية الإصابة، نظراً لتشابهها مع الكثير من علامات الإصابة باضطرابات نفسية أخرى، لكن اكتشاف المرض في مراحله الأولى يساعد على منع تدهور حالة المريض، وتمكينه من التكيّف مع الحياة بشكل يسمح له بمواصلة ما تبقى من العمر دون معوقات تمنع سعادته أو راحته.
أعراض الزهايمر عند الشباب
أما جمعية “ألزهايمر أسوسييشن” التي تُعنى بمرض الزهايمر لكبار أو صغار السن، فأكدت عبر موقعها الإلكتروني أنّه يظهر على الشاب المصاب بالزهايمر مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية والسلوكية، رغم صعوبة تشخيصها في البداية، إلا أنها تكون واضحة وتصاحب الشخص لفترة طويلة وأهمها:
1. النسيان
من أعراض الزهايمر عند الشباب النسيان المتكرر، الذي يتحول بعد ذلك إلى فقدان ذاكرة مؤقت، يصعب معه تذكر المناسبات والأعمال والمهام التي يجب إنجازها.
2. فقدان القدرة على التخطيط
لا يستطيع مريض الزهايمر وضع خطط عملية أو مرتبة، لحل مشكلة ما أو تنفيذ المهام الي تتطلب قدرا عاليا من التركيز، أو قدرات ذهنية مرتفعة.
3. صعوبة في التركيز على النظافة الشخصية
يفقد مريض الزهايمر أهمية نظافته الجسدية، بحيث يتراجع بشكل سريع مُعدّل الاهتمام بعدد مرّات الاستحمام، أو حتى الرغبة في تغيير الملابس بشكل يومي.
4. الانسحاب من العمل والمناسبات الاجتماعية
مع ظهور الأعراض المرضية، يكرّر المريض انسحابه بشكل متزايد من الأحداث الاجتماعية الشائعة أو مشاريع العمل والهوايات، التي كانت مهمة في السابق.
5. صعوبة إكمال المهام الطبيعية
قد يعاني بعض الأشخاص من مشكلة أكبر في التركيز، بحيث تستغرق المهام اليومية الروتينية التي تتطلّب تفكيراً بسيطاً وقتاً أطول مع تقدّم المرض.
6. صعوبة الرؤية
يجد مرضى الزهايمر صعوبة في رؤية الأشياء في بعض الأحيان حتى التي تتواجد على مسافة قريبة، وهو ما يؤثر على بعض النشاطات مثل القراءة أو قيادة السيارة.
7. فقدان الشعور بالوقت والمكان
أحد اعراض الزهايمر لدى الشباب صعوبة تحديد المكان أو الوقت، لذلك قد يدخل الشخص في حالة من التوهان، ولا يستطيع العودة إلى المنزل في كثير من الأحيان.
8. تقلب الحالة المزاجية
يصاب مرضى الزهايمر بتقلبات مزاجية عنيفة في كثير من الأحيان، وتتنوع بين الحزن والاكتئاب والقلق، وفي بعض الأحيان قد يشعر بالراحة والهدوء.
9. ضياع المقتنيات
يفقد الشاب المصاب بالزهايمر ذاكرته على المدى الطويل، لذلك لا يستطيع تذكر أماكن الاحتفاظ بالأغراض، ودائمًا يجد صعوبة في العثور عليها.
10. صعوبة التعبير
قد يبدو بدء المحادثات أو الانضمام إليها أمراً صعباً لمريض الزهايمر، كما قد يتوقّف عن المحادثة بشكل فجائي أو ينسى كيفية إنهاء الجملة، وصعوبة في العثور على الكلمات المناسبة لعناصر محددة.
أسباب زهايمر الشباب
ووفقاً لموقع “هيلث لاين” كشفت أحدث الدراسات التي أُجريت في العام 2016، عن العديد من العوامل التي تُساهم في زيادة خطر الإصابة بالزهايمر لدى الشباب، وأبرزها العامل الوراثي والعمر، وهي:
العامل الوراثي: في حالة وجود تاريخ عائلي للإصابة بالزهايمر، تزداد لدى الشباب احتمالية الإصابة بالمرض في سن مبكرة.
تلف الخلايا العصبية
بعض البروتينات التي يطلقها الدماغ لا تقوم بعملها على نحو صحيح، لذلك تطلق مجموعة من المواد السامة التي تسبب تلف الخلايا العصبية.
العامل البيئي: نمط حياة الشخص وظروف البيئة المحيطة يلعبون دورًا هامًا في رفع فرص الإصابة بالمرض.
إدمان الكحول: الإفراط في تعاطي الكحول يُحدث تغيرات في كيمياء الدماغ، والتي تزيد من مخاطر الإصابة بالخرف.
إصابة الرأس: إذا تعرض الشخص لصدمة أو إصابة قوية في الرأس فمن المحتمل أن يصاب بداء الزهايمر.
التشخيص المُبكر
من جهتها، اعتبرت منظمة “بلو كروس – بلو شيلد” الأمريكية العلمية الطبيّة عبر موقعها الإلكتروني، أنّه في حال إصابة أحد أفراد الأسرة بالمرض، من الضروري البقاء على تواصل مع الطبيب وإجراء فحوصات دورية: فحص طبي، عصبي، اختبارات معرفية، عدم الخجل بالتحدّث عن التغييرات، تحاليل الدم، تصوير الدماغ على أنواعه، يمكن أن يُساعد في التشخيص المُبكر للمرض، أو اكتشاف ما إذا كان الشخص يحمل جينات الإصابة، ما يُسهّل في عملية الوقاية أو إمكانية العلاج.
إمكانية العلاج
وأكدت دراسات وتقارير العلمية أنّه لا يوجد علاج نهائي لمرض الزهايمر عند الشباب، بل يتم التكيف مع طبيعة المرض وفقاً لبعض الخطوات والإرشادات التي يصفها الطبيب، وأهمها:
العلاج الدوائي
يعتمد الطبيب النفسي على وصف بعض الأدوية للتقليل من الشعور بالاكتئاب والقلق والأرق والخوف، على أن يتم الالتزام بالجرعة المحددة تجنبًا لتفاقم الأعراض.
الدعم الأسري
يحتاج مريض الزهايمر إلى الدعم الأسري طوال الوقت، لأن المريض يفقد القدرة على التفكير أو التخطيط أو إتخاذ القرارات المصيرية، ويحتاج دائمًا إلى مساندة الأهل.
تمارين تقوية الذاكرة
يصف الطبيب بعض التمارين التي تقوي من ذاكرة المريض، وهي تمارين بسيطة يمكن ممارستها في المنزل بكل بساطة.
أساليب الوقاية
لكن أجمعت دراسات جديدة بالقول إنه لا توجد إجراءات وقائية تضمن عدم الإصابة بالزهايمر، بل هناك بعض الممارسات التي من شأنها تقليل احتمالية التعرض للخرف خلال فترة الشباب، وأبرزها:
نمط غذاء صحي
الأنظمة الغذائية الغنية بالبقوليات والفواكه والخضراوات والدهون الطبيعية تساعد على تنشيط الذهن، وهو ما يساهم في الوقاية من الزهايمر لدى الشباب.
التمارين الرياضية
يساعد النشاط البدني على بقاء العقل في حالة نشاط دائمة، لذلك احرص على جعل الرياضة جزء أساسي من يومك.
مهارات التفكير والتذكر
نشط ذهنك باستمرار عن طريق استخدام الألعاب التي تتضمن مهارات ذهنية وتركيز عالي، لأن ذلك يقلل من احتمالية الخرف.
الابتعاد عن الدهون
التقليل من تناول الدهون يساعد على الحفاظ على وظائف المخ في حالتها الطبيعية، ويمنع أي خمول ذهني محتمل، لذلك قلل من الدسم الذي تستهلكه يوميًا.
التعلّم المستمر
لا يجب أن تقف عند مرحلة علمية معينة، ب حاول أن تكتسب المعرفة والثقافة خلال جميع مراحل حياتك، لأن ذلك يساهم في توسيع الذهن وتنشيطه.
إدارة الضغوط
الضغط النفسي الشديد يسبب العديد من الأمراض والاضطرابات النفسية والعقلية ومنها الزهايمر، وتمكنك من التعامل مع الضغط النفسي بصورة صحيحة، يقلل من احتمالية التعرض للخرف.