اقتصادي

زيادة في نموّ الوظائف والبطالة في الولايات المتحدة

أشخاص يسيرون أمام مطعم، مع لافتة توظيف في الخارج، في واشنطن (أ ف ب)

شهدت الولايات المتحدة خلال أيار (مايو) استحداث وظائف أكثر من المتوقع، بينما سجّلت أيضاً زيادة في نسبة البطالة، وفق أرقام حكومية نشرت الجمعة، ما يعكس قوة تظهرها سوق العمل في أكبر اقتصاد في العالم.
الا أن هذا الأداء الأفضل من المتوقع يبقى سيفاً ذا حدين، إذ يرجح محللون أن يؤدي الى تعقيد حسابات الاحتياطي الفدرالي الأميركي على صعيد اختيار الوقت الملائم لبدء خفض الفوائد.
واستحدثت 272 ألف وظيفة في الولايات المتحدة خلال الشهر المنصرم، بزيادة ملحوظة عن نيسان (أبريل) الذي شهد استحداث 165 ألف وظيفة، وفق البيانات التي نشرتها وزارة العمل.
وكانت البيانات الرسمية للوظائف المستحدثة في أيار، أعلى بشكل لافت من توقعات المحللين التي ناهزت 185 ألف وظيفة، وفق موقع Briefing.com الاقتصادي المتخصص.
على صعيد آخر، أفادت الوزارة بأن نسبة البطالة في أيار ارتفعت من 3,9 في المئة إلى 4%.
وأتاحت قوة سوق العمل للمستهلكين مواصلة الإنفاق على رغم ارتفاع معدلات الفوائد، ما ساهم في تعزيز أداء الاقتصاد الأميركي. لكن مع لجوء الأسر الى الإنفاق من مدخراتها وارتفاع كلفة الاقتراض للأفراد والشركات، يمكن لهذا الوضع أن يتبدل.
ويرصد واضعو السياسات في الاحتياطي الفدرالي مؤشرات تراجع النشاط الاقتصادي، ويتوقع المحللون أن يتحركوا في حال تبيّن أن تباطؤ الاقتصاد يحصل في مرحلة أبكر مما كان متوقعاً. ويعقد الاحتياطي الأميركي اجتماعه المقبل الثلاثاء والأربعاء.
وقالت كبيرة الاقتصاديين في منصة الوظائف ZipRecruiter جوليا بولاك إن “هذا التقرير المختلط سيعقّد مهمة الاحتياطي الفدرالي”.
أضافت: “كان أعضاء الاحتياطي والمستثمرون يأملون بشكل صريح في أن يكون التقرير أكثر ليونة، ما كان كفيلاً بزيادة الثقة بملاءمة خفض معدلات الفائدة في تموز (يوليو) أو أيلول (سبتمبر)”.
وأبقى الاحتياطي الفدرالي خلال الأشهر الماضية معدلات الفائدة عند أعلى مستوياتها منذ 23 عاما، آملاً أن يساهم ذلك في خفض الطلب وضبط التضخم.
لكن مع استحداث الاقتصاد وظائف أكثر من المتوقع، يتوقع المحللون أن يرجئ الاحتياطي خفض معدلات الفائدة.
وأوضحت وزارة العمل أن قطاعات مثل الوظائف الحكومية أو الرعاية الصحية، إضافة الى الترفيه والضيافة، واصلت استحداث وظائف جديدة.
وارتفع معدل الأجر بالساعة بنسبة 0,4 في المئة مقارنة بنيسان، وبـ4,1 في المئة على مستوى سنوي.
وشددت بولاك على أن “سوق عمل قوية مع نمو رواتب متواصل هو أمر لم يكن المستثمرون يرغبون في حصوله”.
لكن التقرير يشكّل “نبأ ساراً للذين ما زالوا يبحثون عن وظيفة، كما أن المكاسب الأقوى على صعيد الرواتب تعود بالفائدة على الأميركيين الساعين لمواجهة التضخم المرتفع”، وفق الباحث روبرت فريك.