زيارة استثنائية وعلاقات استراتيجية متنامية

2

افتتاحية الخليج – الخليج الإماراتية

  

زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الإمارات هي زيارة استثنائية من حيث الاستقبال والحفاوة والنتائج، وتمثل محطة بارزة في مسار العلاقات الثنائية، وتأخذ بعداً سياسياً واقتصادياً وأمنياً مهماً في إطار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين التي تتعمق بثبات منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي، في إطار سعيهما المشترك لتعزيز الأمن الإقليمي وتحقيق الازدهار، ومواجهة التحديات العالمية الراهنة، من خلال أطر مختلفة، وتميزت من خلال إطلاق الحوار الاستراتيجي، والشراكات الأمنية والاقتصادية الجديدة.

لقد كان اللقاء الذي جمع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والرئيس الأمريكي في قصر الوطن، حاراً ومميزاً، ويعبّر عن عمق الصداقة والود بينهما، إذ وصف الرئيس الأمريكي سموه بـ«المحارب العظيم، والرجل القوي جداً، والذكي، وصاحب رؤية فريدة لا يمتلكها كثيرون»، وتابع قائلاً: «أعلم أنك لن تتخلى عني أبداً، وأنت تعلم طبيعة العلاقة الخاصة التي تجمعنا، وتجمع بلدينا». وخلال اللقاء دعا الرئيس ترامب رئيس الدولة إلى زيارة البيت الأبيض، قائلاً: «امنحني شهراً فقط لترتيب المكتب البيضاوي، وأتطلع لاستقبالكم في البيت الأبيض وسنحتفل معاً». 
إن هذه الإشادة من أقوى رئيس دولة تؤكد أن رئيس دولة الإمارات هو قائد متفرد من حيث الاحترام والتقدير، حيث أكد بدوره على أن الإمارات «حريصة على تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة»، وأضاف «نحن حريصون على مواصلة تعزيز هذه الصداقة وتقويتها لمصلحة البلدين والشعبين، ووجودكم هنا اليوم يؤكد أن هذا الحرص متبادل»، واعتبر أن هذه الزيارة أعطت دفعة قوية للشراكة الاستراتيجية بين البلدين. 
وكان رئيس الدولة منح ترامب «وسام الشيخ زايد»، وهو أعلى وسام تمنحه الإمارات لرؤساء الدول وملوكها وقادتها. كما أعلن رئيس الدولة استثمار 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات العشر المقبلة، وقد أكد الرئيس ترامب أن هذا الاستثمار سيكون في مجال الذكاء الاصطناعي، وقال: «أعتقد أن الشراكة في مجال الذكاء الاصطناعي مع دولة الإمارات ستكون مميزة».

يذكر أن هذه الزيارة هي الثانية لرئيس أمريكي بعد الزيارة الأولى التي قام بها الرئيس الأسبق جورج بوش عام 2008. وهي تأكيد على أهمية دور الإمارات في المنطقة والعالم.

ومنذ قيام العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والولايات المتحدة بعد فترة قصيرة من تأسيس دولة الإمارات في عام 1971 شهدت علاقاتهما نمواً مطرداً في مختلف المجالات، وأقيمت شراكات متنوعة تحققت من خلالها مصالح ثنائية ساهمت في تطوير العلاقات الحالية والمستقبلية، وأبرزت دور الإمارات كشريك موثوق به في تعزيز الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وأبرزت قدرتها التنافسية في المنطقة، على أن تكون وجهة مثالية لرجال الأعمال والمستثمرين والشركات العالمية.

لذلك، فإن زيارة الرئيس ترامب إلى الإمارات ستكون نقطة انطلاق جديدة في العلاقات الثنائية، ومنطلقاً لتعاون أوسع في إطار رؤية مشتركة مستقبلية تخدم مصالح البلدين، وتعزز الأمن الإقليمي والعالمي.

التعليقات معطلة.