وزارة الخارجية الروسية: إرسال لندن دبابات ثقيلة لكييف لن يؤدي إلا إلى “تكثيف” المعارك
سقوط صاروخ روسي على مبنى سكني في دنيبرو الأوكرانية (رويترز)
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم السبت إن الهجمات الروسية على الأهداف المدنية لا يمكن وقفها إلا إذا قدم شركاء كييف الغربيون الأسلحة اللازمة.
وأضاف زيلينسكي في خطابه الليلي المصور عقب سلسلة من الهجمات الصاروخية الروسية على المدن الأوكرانية “ما هو المطلوب من أجل ذلك؟ تلك الأسلحة الموجودة في مخازن شركائنا والتي ينتظرها جنودنا بشدة”.
وتابع “العالم بأسره يعرف ما الذي يمكن أن يوقف هؤلاء الذين يزرعون الموت وكيف. أشكر كل من يساعدنا”.
وأكد زيلينسكي أن قوات بلاده أسقطت أكثر من 20 من إجمالي 30 صاروخا أطلقتها روسيا السبت، مشدداً أن “الإرهاب” الروسي لا يمكن وقفه إلا في ساحة المعركة.
أيام صعبة
من جانبه، قال وزير الطاقة الأوكراني هيرمان غالوشينكو السبت إن الأيام المقبلة ستكون “صعبة” على صعيد الطاقة بعد الهجوم الصاروخي المكثف الذي شنته روسيا على البنية التحتية الحيوية في عدة مناطق.
وكتب على فيسبوك “بسبب القصف في غالبية المناطق، تم قطع التيار الكهربائي بشكل طارئ. الأيام المقبلة ستكون صعبة”. وقال غالوشينكو إن البنية التحتية للطاقة في ست مناطق أوكرانية تضررت بعد الهجمات.
وقالت “دي.تي.إي.كيه”، أكبر شركة خاصة للطاقة في أوكرانيا، إن اثنتين من محطات الطاقة الحرارية التابعة لها تضررتا في ضربات السبت وإن إحداهما توقفت عن إنتاج الكهرباء.
وقال مسؤولون حكوميون بوقت سابق إن نحو 40 في المئة من منظومة الطاقة الأوكرانية تضررت بسبب هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على مدى ثلاثة أشهر على البنية التحتية للطاقة في البلاد.
وقال كيريلو تيموشينكو، نائب مدير مكتب الرئيس الأوكراني، إنه جرى تسليم أكثر من 300 ألف مولد كهربائي في ديسمبر (كانون الأول) إلى بلاده حيث يكافح الناس من أجل البقاء على قيد الحياة في أشهر الشتاء الباردة.
انقطاع واسع للكهرباء
وكانت أوكرانيا اضطرت إلى قطع التيار الكهربائي في معظم المناطق السبت إثر ضربات روسية أسفرت إحداها عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة 64 آخرين في مبنى سكني، فيما أعلنت لندن عزمها منح دبابات ثقيلة إلى كييف التي تؤكد أنها تحتاجها بشدة.
وأطلقت روسيا صواريخ على البنية التحتية الرئيسية في كييف ومناطق أخرى من أوكرانيا السبت، بحسب مسؤولين أوكرانيين.
وكتب نائب رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية كيريلو تيموشنكو على تطبيق تلغرام أن “هجوماً صاروخياً على منشآت بنى تحتية حيوية” جار في كييف.وتحدث رئيس بلدية العاصمة فيتالي كليتشكو عن انفجارات في منطقة دنيبروفسكي وحض السكان على “البقاء في الملاجئ”.
وقتل تسعة أشخاص بينهم فتاة تبلغ 15 عاماً وجرح 64 بينهم 14 طفلاً في ضربة طالت مبنى سكنيا في دنيبرو شرق البلاد السبت، وفق ما أفادت السلطات. وأوضح زيلينسكي أن المبنى “سقطت جميع طوابقه (الثمانية) نتيجة انفجار صاروخ روسي”.
وفي كريفي ريغ في جنوب البلاد، لقي شخص مصرعه وأصيب آخر جراء قصف مبان سكنية، وفق حصيلة رسمية.
وفي منطقة سومي شمال البلاد، أصيب مدني بشظايا جراء قصف مدفعي من الأراضي الروسية، بحسب الرئاسة الأوكرانية.
وأعلنت مولدافيا أنها عثرت على حطام صواريخ في أراضيها قرب قرية لارغا في شمال البلاد. وقالت الرئيسة المولدافية مايا ساندو إن “الحرب الوحشية التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا أثرت على مولدوفا مرة أخرى”.
لندن تعد كييف بدبابات ثقيلة
قال مكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في ساعة مبكرة اليوم الأحد إن بريطانيا سترسل 14 من دباباتها القتالية الرئيسية إلى جانب دعم مدفعي إضافي إلى أوكرانيا، في تجاهل للانتقادات الموجهة من السفارة الروسية في لندن.
وذكر المكتب في بيان أن مجموعة من 14 دبابة تشالنجر 2 ستذهب إلى أوكرانيا في الأسابيع المقبلة ومن المتوقع أن يتبعها حوالى 30 من المدافع ذاتية الدفع طراز إيه إس 90 يديرها خمسة من المدفعيين.
وستبدأ المملكة المتحدة أيضاً في تدريب القوات الأوكرانية على استخدام الدبابات والمدافع في الأيام المقبلة. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء في بيان “مع اقتراب شعب أوكرانيا من عامه الثاني الذي يعيشه تحت قصف روسي لا هوادة فيه، يكرس رئيس الوزراء جهوده لضمان انتصار أوكرانيا في هذه الحرب”.
وأضاف “قام مع أقرب مستشاريه العسكريين بتحليل الصورة العسكرية وبحث التأثير الاستراتيجي للدعم البريطاني وحدد نافذة يعتقد أنه يمكن للمملكة المتحدة وحلفائها من خلالها أن تحقق أقصى تأثير”.
ويأتي ذلك بعد اتصال هاتفي مع الرئيس الأوكراني السبت حدد خلالها سوناك “طموح المملكة المتحدة لتكثيف الدعم لأوكرانيا بما يشمل توفير دبابات تشالنجر2 وأنظمة مدفعية إضافية”.
وقال مكتب سوناك في وقت سابق إن بريطانيا ستنسق دعمها مع الحلفاء بعد أن أشارت ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأسبوع الماضي إلى أنها ستوفر مركبات مدرعة لأوكرانيا. وقال المكتب أيضاً إن وزير الدفاع سيطلع البرلمان البريطاني على تفاصيل الدعم الأمني الإثنين.
من جهتها قالت السفارة الروسية في لندن إن قرار إرسال الدبابات سيؤدي إلى إطالة أمد المواجهة وسقوط المزيد من الضحايا بما يشمل المدنيين وهو دليل على “ضلوع لندن الذي يزداد وضوحاً في الصراع”.
وأكدت وزارة الخارجية الروسية السبت أن إرسال لندن دبابات ثقيلة لكييف لن يؤدي إلا إلى “تكثيف” المعارك.
القتال في سوليدار
في الجبهة، أعلن حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو السبت أن مدينة سوليدار حيث تدور معارك طاحنة بين قوات كييف والقوات الروسية التي أعلنت الاستيلاء عليها، لا تزال “تحت سيطرة” أوكرانيا.
وقال كيريلينكو “سوليدار تحت سيطرة السلطات الأوكرانية، قواتنا تسيطر عليها”، مشيراً إلى أن هذه المدينة القريبة من باخموت هي من “أكثر النقاط سخونة” على الجبهة.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية الجمعة في بيان أن “تحرير” مدينة سوليدار “استكمل (…) في 12 يناير (كانون الثاني) مساء”.
بعد ذلك حيا الجيش الروسي “الأعمال الشجاعة” لمقاتلي مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة التي نفذ مقاتلوها “الهجوم المباشر على الأحياء السكنية في سوليدار”، في اعتراف نادر بين هاتين القوتين اللتين تنافستا في أغلب الأحيان على الأرض في أوكرانيا.
ولا يزال القتال في سوليدار وما حولها مستعراً منذ عدة أشهر لكنه اشتد بشكل حاد في الأيام الأخيرة.
وسيكون الاستيلاء عليها من قبل قوات موسكو انتصاراً ملحوظاً لروسيا بعد سلسلة الانتكاسات على الأرض التي عرفتها قواتها في الأشهر الأخيرة.
روسيا “تلغي” جولة لتبادل الأسرى
من جانب آخر، قالت الهيئة الأوكرانية التي تتعامل مع ملف الأسرى إن روسيا ألغت في اللحظة الأخيرة السبت عملية تبادل مقررة لأسرى الحرب.
وقال مركز التنسيق لمعاملة أسرى الحرب على تلغرام “كان من المقرر إجراء جولة أخرى اليوم من عملية تبادل الأسرى مع الجانب الروسي.. ولكن أُلغيت في اللحظة الأخيرة بمبادرة من الجانب الروسي”.
ولم يرد مكتب المفوضة الروسية لحقوق الإنسان تاتيانا موسكالكوفا على الفور على طلب للتعليق، بحسب “رويترز”.
وأجرت روسيا وأوكرانيا العديد من عمليات تبادل الأسرى، كان آخرها في 8 يناير (كانون الثاني)، وشملت مئات الأسرى من الجانبين خلال الحرب التي دخلت الآن شهرها الحادي عشر.
وقالت موسكالكوفا السبت على تلغرام إن الجنود الروس أبلغوا عن حالات ابتزاز أثناء وجودهم في الأسر لدى أوكرانيا. ولم يصدر أي رد فوري من أوكرانيا على هذه المزاعم.