شن الجيش الإسرائيلي، الأحد، سلسلة من الهجمات العنيفة على قطاع غزة، رداً على هجوم أسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين، وإصابة 3 آخرين في مدينة رفح جنوب القطاع، قبل أن يعلن لاحقاً استئناف اتفاق وقف إطلاق النار.
وتزامن ذلك مع جهود مكثفة من الولايات المتحدة والوسطاء الدوليين لمنع انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري بمدينة شرم الشيخ المصرية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه بدأ استئناف تطبيق وقف إطلاق النار في غزة، بعد أن “انتهكته” حركة حماس.
وأوضح الجيش أن الغارات التي شنت جاءت رداً على ما وصفه بـ”الانتهاك الفاضح” لاتفاق وقف إطلاق النار، بعد هجوم استهدف قوات إسرائيلية صباح الأحد في رفح.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن جنديين قتلا بإطلاق قذيفة من نفق في المنطقة، مما أسفر عن مقتل الجنديين، في حين أصيبت جرافة بإطلاق نار من قناصين، مما أدى إلى إصابة جنديين آخرين، أحدهما بحالة خطيرة، قبل إصابة جندي ثالث لاحقًا.
وردًا على الحادث، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تعليمات لقوات الأمن بـ”التحرك بقوة ضد الأهداف الإرهابية في قطاع غزة”، متهمًا حركة حماس بانتهاك وقف إطلاق النار.
فيما حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس حركة حماس من أن أي خرق إضافي للهدنة سيواجه برد قوي ومتدرج، مؤكدًا أن الحركة “ستدفع ثمناً باهظاً عن كل طلقة، وعن كل خرق للاتفاق”.
ووفقاً للجيش الإسرائيلي، فقد استهدفت الغارات عشرات المواقع التابعة لحركة حماس، بما في ذلك مخازن لتخزين وسائل قتالية، وبنى تحتية عسكرية، ومرابض إطلاق نار، وخلايا مسلحة، بالإضافة إلى أنفاق كانت تُستخدم في تنفيذ هجمات.
وفي الوقت نفسه، أفاد الدفاع المدني في غزة أن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 44 فلسطينيًا على الأقل في مناطق متفرقة من القطاع، بينها جنوب غزة ومخيم النصيرات، كما تضررت العديد من البنى التحتية المدنية.
كما سارعت إسرائيل إلى الإعلان عن إعادة فتح المعابر مع غزة، صباح الإثنين، بعد ضغوط أمريكية، بعد أن كانت قد أغلقتها مؤقتاً.
أكسيوس: إدارة ترامب تسابق الزمن لإنقاذ اتفاق غزة – موقع 24
قال موقع “أكسيوس” إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تكثف جهودها الدبلوماسية لإنقاذ اتفاق السلام الهش في قطاع غزة، بعد تجدد الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، الأحد.
وتعد هذه المعابر قناة رئيسية لتدفق المساعدات الإنسانية، إذ يعاني مئات الألوف من سكان القطاع من نقص الغذاء والمجاعة، حسب مؤسسات دولية، كما أشار مرصد عالمي لمراقبة الأمن الغذائي إلى أن الوضع الغذائي في غزة لا يزال هشًا.
وكانت إسرائيل هددت حماس بسبب “التباطؤ”في تسليم جثث الرهائن القتلى، في حين تقول الحركة إنه لا مصلحة لها في ذلك.
وأفرجت الحركة الأسبوع الماضي عن جميع الرهائن الأحياء البالغ عددهم 20، وسلمت في الأيام التالية 12 جثة من أصل 28 رهينة قتلى.
وشددت حماس على الحاجة لمعدات خاصة لاستخراجها من تحت الأنقاض، كما دعت الوسطاء الدوليين والمجتمع الدولي للتدخل الفوري لضمان تنفيذ الاتفاق، والحفاظ على الاستقرار والأمن للشعب الفلسطيني.
مساع للحفاظ على الاتفاق
وكشفت وسائل إعلام أمريكية أن إسرائيل أبلغت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مسبقًا بالغارات عبر مركز القيادة الأمريكي المشرف على وقف إطلاق النار.
وأجرى مبعوثو ترامب ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر اتصالاً مع وزير الأمن الإسرائيلي رون ديرمر ومسؤولين آخرين للتنسيق حول الخطوات التالية.
وقال مسؤول كبير في إدارة ترامب إن الاشتباكات التي وقعت الأحد كانت متوقعة خلال المرحلة الانتقالية، مؤكدًا أن “كلما سُمح للطرفين بمهاجمة بعضهم البعض لفترة أطول، زاد احتمال حدوث هجمات جديدة”.
وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة حثت إسرائيل على الرد بشكل متناسب وبضبط النفس، مع التركيز على عزل حماس وتحريك الجهود بسرعة لإنشاء بديل للحركة في غزة، بدلاً من استئناف الحرب.
إسرائيل تعود لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. وتهدد حماس – موقع 24
قال الجيش الإسرائيلي إنه بدأ استئناف تطبيق وقف إطلاق النار في غزة، بعد أن “انتهكته” حركة حماس، في إشارة إلى انتهاء الضربات على القطاع، والتي قال إنه نفذها رداً على هجمات سابقة على قواته، الأحد.
وأكد أن الاتفاق على إنهاء الحرب في غزة يمثل إنجازاً دبلوماسياً كبيراً لإدارة ترامب، إلا أنهم وصفوا الوضع بأنه “هش جداً”، وأن الرقابة الأمريكية القوية ضرورية للحفاظ على الهدنة.
وقال مسؤول أمريكي: “الأيام الثلاثون المقبلة ستكون حاسمة، ونحن الآن مسؤولون عن متابعة تنفيذ الاتفاق في غزة”.
من جانبها، أرسلت حركة حماس وفدًا إلى القاهرة، بقيادة خليل الحية، للقاء الوسطاء ومتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، في محاولة للحفاظ على الهدنة، وضمان التزام جميع الأطراف بالشروط المتفق عليها.

