“سانت ليغو” يُغضب التشرينيين… هل يجدّد قانون الانتخابات العراقي حراك الشارع؟

1

النهار العربي بغداد – محمد جهادي

 محتجون على القانون الجديد في ذي قار.   (أ ف ب)

محتجون على القانون الجديد في ذي قار. (أ ف ب)

A+A-أثار تصويت البرلمان العراقي على تعديل لقانون الانتخابات البرلمانية غضباً لدى الحركات المدنية والنواب المستقلين، فضلاً عن اندلاع احتجاجات شعبية. 
وينص القانون على العودة إلى العمل بنظام “سانت ليغو” الانتخابي المعدل وفق قاسم انتخابي بنسبة 1.9، والذي سيعود بالعراق إلى العمل بنظام دائرة انتخابية واحدة لكل محافظة، وإلغاء صيغة الدوائر المتعددة المعتمدة في القانون الحالي.
وكانت جلسة التصويت على “سانت ليغو” قد شهدت فوضى واعتراضات من النواب المستقلين الذين يمثلون احتجاجات تشرين، وقد طُرد بعضهم إلى خارج قاعة مجلس النواب. https://www.youtube.com/embed/ohU34W1s8MA
وفاز وفق القانون الانتخابي الحالي 40 نائباً مستقلاً من تيارات وحركات سياسية، انبثقت من ساحة احتجاج تشرين بالاعتماد على نظام الدوائر المُتعددة، من دون الأخذ بطريقة “سانت ليغو” ذات التمثيل النسبي التي اعتمدت في الانتخابات السابقة لعام 2021 على تقسيم أصوات التحالفات على نسبة 1.9، ما أدى إلى صعود الأحزاب والكتل السياسية الكبيرة على حساب الحركات السياسية المدنية الصغيرة.
وفي تعليق لـ”النهار العربي”، قال المتحدث الرسمي باسم حركة “وعي الوطنية” حامد السيد: “بطبيعة الحال، إن قوى الإطار التنسيقي تجاسرت بعد التصويت على قانون سانت ليغو المرفوض شعبياً ومن مرجعية النجف المتمثلة بالسيد علي السيستاني”، مضيفاً أن “هذه الطريقة معروفة لدى المتابع للشأن العراقي، فهي متبعة من الأطراف السياسية التي تريد تحقيق مصلحتها الخاصة ورغباتها”. “طريقة مشوّهة”وقال السيد: “نعترض على احتكار المحافظة دائرة واحدة للزعماء السياسيين والقوى السياسية المتسلطة والمجربة، ولا نقبل بأي شكل من الأشكال أن يتم تمرير طريقة مشوهة لمصلحة الأحزاب التقليدية”، معلناً مقاطعة حركته “الانتخابات التي تجرى بقانون مفصل على مقاس الطبقة السياسية الحالية المرفوضة والخاسرة، مستغلة الفراغ الذي تركه التيار الصدري بانسحابه من مجلس النواب لكي تستقوي على القوى المستقلة والناشئة”.وأكد أن “مقاطعتنا الانتخابات المقبلة هي بمثابة إعلان معارضة مطلقة وصريحة لتحالف السلطة وقوانيها ومنظومتها الانتخابية”. 

وهكذا دخلت الساحة العراقية في أزمة جديدة، بحسب قول المحلل السياسي نجم القصاب لـ”النهار العربي”، معتبراً أن “عملية التصويت على سانت ليغو مستفزة للصدريين والحركات السياسية المدنية والتشرينيين”.
وأضاف أن “المضي بهذا القانون الانتخابي المرفوض يعني أننا دخلنا في أزمة جديدة، بخاصة أن هناك احتجاجات من التشرينيين والمدنيين رفضاً لسانت ليغو”. ويتوقع القصاب عدم تغاضي التيار الصدري عن تلك الخطوة، مؤكداً أن “التيار داعم للاحتجاج الحالي بطريقة غير مباشرة”. احتجاجات وقطع طرقاتوشهدت بغداد ومحافظات ذي قار، بابل، الديوانية، واسط، والنجف احتجاجات لمتظاهرين وناشطين ضد تمرير القانون. ونصب المحتجون الخيام في ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية، كما قطعوا العديد من الطرق الرئيسة بالإطارات المشتعلة. ويرفض المحتجون إعادة العمل بمجالس المحافظات التي ألغيت على إثر احتجاجات شعبية عارمة في العراق في عام 2019، أدت إلى مئات القتلى وآلاف الجرحى.
وفي محافظتي بابل وواسط نزل محتجون إلى الشوارع والساحات التي شهدت صدامات مع قوات الأمن وقوات مكافحة الإرهاب. وفي محافظة الديوانية، قام المحتجون بقطع الطرق وحرق الإطارات.

التعليقات معطلة.