“سبعون يوماً لتسلم ترامب المنصب: وكل شيء على المحك”

9

 

 

مع فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، باتت الولايات المتحدة والعالم يترقبان السبعة عقود من الأيام التي تفصل بين إعلان فوزه وتسلمه رسميًا لمنصب الرئيس. هذه الفترة الانتقالية الحرجة تعتبر نقطة فاصلة ليس فقط للسياسة الأمريكية بل للعلاقات الدولية والأوضاع الاقتصادية والعسكرية العالمية، ما يجعل الأمور “على المحك” على جميع الأصعدة.

 

تحديات داخلية هائلة

 

من المتوقع أن تواجه الإدارة الأمريكية الجديدة سلسلة من التحديات الداخلية، أبرزها التوترات الاجتماعية والسياسية التي انفجرت خلال الحملة الانتخابية. المجتمع الأمريكي منقسم بحدة، مع مخاوف متزايدة حول حقوق الأقليات وملف الرعاية الصحية. إذ لطالما تعهد ترامب بتغيير سياسات أوباما التي استهدفت تقديم خدمات طبية لملايين الأمريكيين.

 

ملف آخر شديد الأهمية يتمثل في الاقتصاد. ترامب الذي لطالما وعد بإعادة الصناعات والوظائف إلى الأراضي الأمريكية، يواجه تحديات اقتصادية كبيرة، منها الدين الوطني المتزايد ومعدلات البطالة غير المستقرة. نجاحه في الوفاء بوعوده سيعتمد على استراتيجيات اقتصادية جريئة، قد تؤدي إلى انعكاسات كبرى على القطاعات الصناعية والأسواق المالية.

 

تغيرات في السياسة الخارجية

 

لكن التحدي الأكبر يكمن في السياسة الخارجية؛ إذ أعلن ترامب منذ البداية نهجه المختلف عن الإدارة السابقة، واعدًا بتعديل الاتفاقات الدولية التي لا تتناسب مع ما يصفه بـ”المصالح الأمريكية”. أبرز هذه الملفات هو الاتفاق النووي مع إيران، حيث تعهد ترامب بإلغائه أو إعادة التفاوض حوله، وهو ما يثير مخاوف كبيرة لدى شركاء الولايات المتحدة في أوروبا وحلفائها في الشرق الأوسط.

 

فيما يتعلق بالشرق الأوسط، قد ينتهج ترامب سياسات أكثر انحيازاً تجاه إسرائيل، وقد يعمل على تضييق الخناق على إيران ووقف صعود نفوذها الإقليمي. إضافة إلى ذلك، تبقى الأزمة السورية والدور الأمريكي في دعم حلفاء الناتو ضد روسيا من القضايا الساخنة التي ستواجه فريق ترامب.

 

عواقب محتملة على الساحة الدولية

 

إن التحولات التي قد يشهدها العالم في ظل إدارة ترامب لا تقتصر على العلاقات الأمريكية الإيرانية فحسب، بل تمتد لتشمل العلاقات مع الحلفاء التقليديين مثل الناتو والاتحاد الأوروبي، والذي ينتظر كيف سيتعامل ترامب مع ملف الدفاع المشترك ومستقبل التحالفات. علاوة على ذلك، هناك تساؤلات حول العلاقات مع روسيا، إذ أبدى ترامب رغبته في تحسين العلاقات مع موسكو، ما قد يثير توترات داخلية في الولايات المتحدة وأوروبا، خاصة في ظل القلق من تأثير روسيا في الشؤون الدولية.

 

أيام حرجة للسلام العالمي

 

كل هذه التغيرات المحتملة تعني أن العالم يتجه نحو أيام حرجة ستشهد فيها السياسات الخارجية الأمريكية تحولًا كبيرًا قد ينعكس على الاستقرار الدولي. فالدور الذي تلعبه الولايات المتحدة كمراقب ومدير للعديد من الملفات السياسية والأمنية في العالم، يجعل أي تغيير في سياساتها يؤثر على الاستقرار الإقليمي والدولي.

 

أمام هذه الصورة الضبابية، تبدو السبعون يوماً القادمة مليئة بالتوقعات المتباينة والتحديات الكبرى. الجميع يراقب عن كثب، من الساسة الأمريكيين، إلى الحلفاء التقليديين والمنافسين، فكل خطوة محسوبة وكل تصريح يُفحص بعناية. دخول ترامب إلى البيت الأبيض قد يغير معالم السياسات الأمريكية في الداخل والخارج، ويعيد ترتيب القوى والتحالفات الدولية، ما يجعلنا أمام فترة حساسة قد تحمل في طياتها قرارات مصيرية لمستقبل الشرق الاوسط والعالم .

التعليقات معطلة.