حسن فليح / محلل سياسي
لن تكون المنطقة بعد الحرب على غزة وتداعياتها كما كانت قبل اندلاعها، ومن المؤكد ستفرض معادلات جديدة على عموم الشرق الاوسط ، ايران التي لعبت دورا مثاليا بالنسبة لامريكا والغرب بتهيئة مسرح الاحداث للحرب الشاملة بدءً من دفع حماس وقيامها بعملية طوفان الاقصى وجر المنطقة بكاملها لتداعيات خطيرة ونتهاءً بخلق المبرر لتواجد القوات واستكمال الحشود الامريكية والغربية بالمنطقة لتنفيذ مخططها العالمي عبر الشرق الاوسط ، تمر ايران الان باخطر مراحل نظامها السياسي ووصلت العلاقة بالامريكان الى نقطة اللاعودة وأنتهت مرحلة التخادم السياسي بين طهران وواشنطن وحان الان وقت العب عالمكشوف ، ولم يعد هناك متسعا من الوقت لا للامريكان ولا للنظام في طهران من الاستمرار في السياسة المتبعة طيلة الفترة السابقة التي اثبتت فشلها ونتهاء صلاحيتها ولم تعد مجدية وانتفاء مبرارتها، ان المرحلة القادمة لم يعد النظام في ايران مُعدا لها وقد تخطتهُ وتجاوزت فاعليته ، جائت عملية طوفان الاقصى لتعري مواقف الجميع وكشف الستار الذي لاذت به مواقف وانشطة وتحركات وشعارات وسياسات مدعية، والاهم مافي ذلك موقف محور المقاومة بقيادة ايران الذي بات محصورا بالزاوية القاتلة ، اليوم نجد ان محور المقاومة تخلى عن حماس وترك الشعب الفلسطيني في غزة يواجه مصيرة لوحدة دون معاونة جدية تذكر لا من ايران ولا من محورها المزعوم ! نشاهد ونسمع ان هناك تبادل لاطلاق النار والقصف بين الحين والحين على الجبهه مع حزب الله وكذلك تصدر صواريخ ومسيرات من العراق والحوثيين على بعض الاهداف والقواعد الامريكية في سوريا والعراق ، لكنها لاترتقي لمستوى الرد المطلوب الذي يوازي مايحصل على الجبهة الفعلية وان تلك المشاغلة للعدو لن تغير شيئا في طبيعة المعركة في غزة وما ستؤول اليه من نتائج مأساوية على الفلسطنيين عموما وعلى مستقبل المقاومة الفلسطينية برمتها، ماعدى انها تعطي الحجة للامريكان بالرد والاستهداف وتتيح لتطورات الموقف ان يأخذ ابعادة بالشكل لذي تريده امريكا ومن معها !! اما التعويل من قبل ايران ومحور المقاومة على الشروع بالهجوم البري الاسرائيلي على غزة لغرض التدخل فأن الهجوم البري قد حصل وغزة تُباد الان دون حراك ووسط صمت رهيب وخذلان الجميع ، اين انتم واين محور المقاومة ؟ هل غزة في الاردن او بالكويت اوعلى حدود السعودية لماذا تلك الحشود البشرية عل تخوم تلك الدول ولماذا هذا التحول بالانظار عن مركز القضية وخلط الوراق بهذه الطريقة جميعها لاجل استكمال الدور الايراني لاشعال المنطقة ؟!! حيث لايقبل ان يودع الا ان بجعل المنطقة رهينة رفسات احتضارة الاخيرة ، ان الهجوم البري ليس العامل الوحيد الذي ينذر بالحرب بل هناك عدة عوامل سياسية وعسكرية تنذر بالحرب الشاملة ومنها اعادة رسم الشرق الاوسط بمعادلات جديدة لحسم الصراع العالمي حوله ، ومن اولويات ذلك ستفقد ايران نفوذها وربما نظامها السياسي القائم حاليا الذي انتهى عمره الافتراضي ونتهت الحاجة اليه ، بعد ان ادى ماعليه طيلة اربع عقود خلت !! كانت اخرها توريط حماس وتخلي ايران المخجل عن التزاماتها في سابقة خطيرة ستنسحب على مثيلاتها من فصائلها الاخرى ، الامر الذي سيتيح للامريكان الاستهداف وانتقاء الاهداف بسهولة في عموم المنطقة حينها سيكتشف “المقاومون” ان ايران ضالعة وليست مُقاومة ولكن بعد فوات ألأوان !؟
