سرطان الرئة يواجه باستراتيجية جديدة في الكشف المبكر وتحسين فرص النجاة منه

1

يعتبر سرطان الرئة المسبب الرئيسي للوفيات الناتجة عن الإصابة بالسرطان في العالم، وتصل معدلات الوفيات بسببه إلى 1,8 مليون حالة سنوياً، فيما تشخص 2,21 مليون حالة جديدة.

ونظراً إلى تراجع معدّلات التشخيص المبكر بذلك الورم الخبيث في الشرق الأوسط وأفريقيا، تتدنى معها فرص التعافي منه، وكذلك ترتفع الوفيات الناجمة عنه بمعدلات مرعبة، ولا تتخطى فرص البقاء على الحياة لمدة خمسة أعوام من تشخيصه الـ8%!

يؤدي ذلك إلى تداعيات اقتصادية واجتماعية ملحوظة، يسهم في تفاقها النقص في وسائل الكشف المبكر.

في سبيل مواجهة ارتفاع معدلات التشخيص بسرطان الرئة في مراحل متأخرة وانخفاض فرض النجاة، أطلق فرع الشرق الأوسط وأفريقيا في “تحالف طموح الرئة” (The Lung Ambition Alliance) استراتيجية جديدة لمواجهة ذلك المرض الخبيث. وقد كُشِف عنها إعلامياً قبل أيام قليلة.

تُركز الاستراتيجية المشار إليها على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة العبء المتزايد لسرطان الرئة في المنطقة، عبر التركيز على الكشف المبكر عن المرض. كذلك وُضِعَتْ تدابير حازمة ضمن إطار يدعو إلى إطلاق برامج فحص شاملة لسرطان الرئة في جميع أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط.

تجدر الاشارة إلى أن “تحالف طموح الرئة” يمثِّل ائتلافاً عالمياً بين أطراف متنوعة الاختصاصات في أكثر من 50 دولة. ويكرس التحالف جهوده لتسريع عجلة الابتكار في وسائل مواجهة سرطان الرئة، وتعزيز التغيّرات الإيجابية لدى المصابين به.

 

خطوط عريضة للاستراتيجية الجديدة

 

لقد تضمّنت التوصيات الرئيسية للتحالف العمل على الارتقاء بمشكلة سرطان الرئة كي تصبح أولوية صحية وطنية في الدول الأفريقية والشرق أوسطية، عبر تشكيل فرق عمل متخصصة، تضم وزارات الصحة وهيئات المجتمع المدني والمرضى أنفسهم. كذلك تتطرق الاستراتيجية الجديدة إلى معالجة التحيّزات الاجتماعية وتعزيز الوعي بمخاطر سرطان الرئة وبفوائد الكشف المبكر  عنه، عبر مبادرات توعوية متنوعة وموجَّهة.

بالإضافة إلى ذلك، تركز الاستراتيجية نفسها على تقييم فاعلية البرامج طويلة الأمد المخصصة للكشف عن ذلك المرض، مما يعتبر عاملاً مهماً في دعم الجهود الوطنية المتصلة بذلك المجال، في مجالات التعليم والكشف والرعاية الصحية.

ويؤكد التحالف أيضاً على الاستفادة من التقنيات المبتكرة كالوسائل المتطورة في التشخيص، ومنصات الذكاء الاصطناعي، وبرامج تعزيز جهود الفحص المبكر للمرض.
وقد أصدرت اللجنة التوجيهية لقسم أفريقيا والشرق الأوسط في “تحالف طموح الرئة” هذه التوصيات من خلال مواءمة إطار عمل شبكة خبرائه مع السياق الإقليمي لجهود مكافحة ذلك الورم الخبيث، بهدف تسهيل تنفيذ برامج الكشف المبكر عنه.
كذلك دعا أعضاء اللجنة التوجيهية إلى توحيد جهود السلطات الصحية، والأوساط الأكاديمية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني لمواجهة سرطان الرئة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

وأكَّدت الاستراتيجية نفسها على ضرورة التعاون لتنفيذ التوصيات، وتحسين النتائج الصحية للمرضى، وتقليل الضغوط المالية على أنظمة الرعاية الصحية. وشددت على أن السعي لتخفيف عبء ذلك المرض الخبيث في الدول الأفريقية والشرق أوسطية يفرض وضع استراتيجيات وطنية للكشف المبكر وتحسين الوصول إلى الفئات الضعيفة، بالإضافة إلى سياسات تركّز  بشكل مباشر على المصابين به.

التعليقات معطلة.