سقوط نظام بشار الأسد ليس نهاية الحكاية، بل بداية فصل جديد في قصة سوريا، كتب خطوطه الأولى “الفاعل الدولي”. بعد عقود من الاستبداد والصراع، انتهى حكم الأسد ليُفسح المجال أمام ترتيبات جديدة تقودها أطراف دولية وإقليمية لتحقيق رؤيتها لسوريا المستقبلية، في ظل موازين قوى متغيرة ومصالح متشابكة.
في خضم الصراعات المستمرة في الشرق الأوسط، لم يكن الصراع السوري مجرد نزاع داخلي، بل تحول إلى محفل دولي يعكس التوازنات السياسية والاقتصادية للقوى الكبرى. النزاع لم يقتصر على الداخل السوري فقط، بل أصبح ساحة مفتوحة للصراعات الإقليمية والدولية،
إن سقوط بشار الأسد، لن يعني نهاية الصراع، بل سيكون بداية لفصل جديد في الرواية الشرق أوسطية. من الواضح أن الفاعل الدولي، الذي يتأرجح بين تداخل مصالحه الإقليمية والعالمية، بدأ يدرك أن استقرار سوريا يتطلب تغييرًا جذريًا في النظام، يضمن في الوقت نفسه تحقيق مصالح الأطراف الكبرى ويعيد تشكيل ملامح العلاقات بين الدول.
لا يمكن أن يمر هذا التغيير دون انعكاسات استراتيجية. ففي حين يرى البعض أن نهاية الأسد قد تفتح الطريق نحو مرحلة جديدة من الاستقرار السياسي، يرى آخرون أن هذه النهاية قد تؤدي إلى مزيد من الفوضى والفراغ الأمني. ولكن ما هو المؤكد أن الساحة السورية ستكون نقطة انطلاق لقراءة جديدة للمستقبل الشرق أوسطي، حيث تتجدد التساؤلات حول الدور الأمريكي، الروسي، الإيراني، والكيانات الإقليمية مثل تركيا وإسرائيل.
بلا شك، الفاعل الدولي في هذا السياق لن يظل متفرجًا. فما يحدث في سوريا لا يقتصر على مصير نظام واحد، بل يتعلق بإعادة تشكيل موازين القوى في المنطقة. هذا الفاعل سيكون مطالبًا بوضع استراتيجيات جديدة تضمن استقرار المنطقة وتحافظ على مصالحه بعيدًا عن أي تقلبات مفاجئة قد تؤثر على معادلات القوة القائمة.
سقوط بشار الأسد قد يمثل بداية لفصل جديد من الصراع، حيث سيطغى على المشهد توازنات جديدة وروايات جديدة. ومعها ستتغير خارطة القوى الإقليمية والدولية، لتبدأ مرحلة جديدة تكتب فصولها القوى الفاعلة في الساحة الدولية .
سوريا على أعتاب مرحلة جديدة
الفاعل الدولي، الذي أسهم في إسقاط الأسد، يلعب الآن دورًا رئيسيًا في صياغة مستقبل سوريا.
سقوط نظام بشار الأسد يمثل بداية لرواية جديدة، تُكتب بحبر الفاعل الدولي. ورغم أن الطريق مليء بالتحديات، فإن الفرصة متاحة أمام سوريا لتحقيق انتقال سياسي واقتصادي يضع حدًا لعقود من الاستبداد والصراعات. يبقى السؤال: هل ستنجح القوى الجديدة في بناء دولة مستقرة، أم أن سوريا ستبقى عالقة بين روايات الفاعلين الدوليين؟