سوريا تنفي بدء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل

2

فريق راديو صوت العرب من أمريكا
نفى قائد الأمن الداخلي بمحافظة السويداء في سوريا، العميد أحمد الدالاتي، بشكل قاطع ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن حضوره جلسات تفاوضية مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الدالاتي في حديث لقناة الإخبارية السورية إن “أنفي بشكل قاطع مشاركتي في أي جلسات تفاوضية مباشرة مع الجانب الإسرائيلي، وأؤكد أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة وتفتقر إلى الدقة والمصداقية”.
وشدد الدالاتي على أن موقف سوريا ثابت وواضح حيال هذا الموضوع، قائلًا: “القيادة السورية تواصل القيام بكافة الإجراءات الضرورية لحماية الشعب السوري والدفاع عن سيادة ووحدة أراضي الجمهورية وذلك باستخدام جميع الوسائل المشروعة”.
وتسلّم العميد الدالاتي مهمة قائد الأمن الداخلي في السويداء قبل أيام، بعدما شغل خلال الأشهر الماضية منصب محافظ القنيطرة.
مفاوضات وجهًا لوجه
وكانت وكالة رويترز قد نقلت في وقت سابق عن 5 مصادر مطلعة قولها إن إسرائيل وسوريا على اتصال مباشر، وأجرتا في الأسابيع القليلة الماضية لقاءات وجها لوجه بهدف تهدئة التوتر والحيلولة دون اندلاع صراع في المنطقة الحدودية بين الجانبين.
وتمثل هذه الاتصالات تطورا مهما في العلاقات بين الدولتين اللتين كانتا على جانبي الصراع في الشرق الأوسط لعقود من الزمن، حيث تشجع الولايات المتحدة الحكام الإسلاميين الجدد في دمشق على إقامة علاقات مع إسرائيل وتخفف إسرائيل من قصفها لسوريا.
وقال مصدران سوريان ومصدران غربيان بالإضافة إلى مصدر استخباراتي إقليمي مطلع على الأمر إنهم يعتمدون أيضا على محادثات عبر قنوات خلفية عبر وسطاء منذ أن أطاح متمردو هيئة تحرير الشام الإسلاميون بالرئيس المخلوع بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
وتحدثت المصادر شريطة عدم الكشف عن هويتها نظرًا لحساسية الموضوع بالنسبة لدولتين لا تربطهما علاقات رسمية، ولهما تاريخ من العداوة. ولم تُنشر أي تقارير سابقة عن المحادثات المباشرة ونطاقها.
وعلى الجانب السوري، أفادت المصادر أن الاتصالات جرت بقيادة المسؤول الأمني ​​الكبير أحمد الدالاتي، الذي عُيّن محافظًا لمحافظة القنيطرة، الواقعة على الحدود مع هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، بعد سقوط الأسد. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، عُيّن الدالاتي مسؤولًا عن الأمن في محافظة السويداء الجنوبية، موطن الأقلية الدرزية في سوريا.
ولم تتمكن رويترز من تحديد من شارك من الجانب الإسرائيلي، رغم أن اثنين من المصادر قالا إنهم مسؤولون أمنيون. وقالت ثلاثة مصادر إن هناك عدة جولات من الاجتماعات الشخصية عقدت في منطقة الحدود، بما في ذلك في الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل.
محادثات بعد توترات
ولم تستجب وزارة الخارجية الإسرائيلية والمسؤولون السوريون على الفور لطلبات التعليق. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع وجود محادثات غير مباشرة مع إسرائيل قال إنها تهدف إلى تهدئة التوترات، وهو اعتراف لافت جاء في أعقاب تقرير لوكالة رويترز يفيد بأن الإمارات العربية المتحدة تتوسط في مثل هذه المحادثات.
وتحتل إسرائيل هضبة الجولان السورية منذ حرب عام 1967 واستولت على المزيد من الأراضي في أعقاب الإطاحة بالأسد في ديسمبر الماضي، مشيرة إلى مخاوفها بشأن الماضي المتطرف للحكام الجدد في سوريا.
ونفذت إسرائيل أيضا حملة قصف جوي دمرت جزءا كبيرا من البنية التحتية العسكرية لسوريا، في حين كانت تضغط في الوقت ذاته على واشنطن لإبقاء سوريا ضعيفة وغير مستقرة. لكن القصف والانتقادات خفت حدتهما في الأسابيع القليلة الماضية.
وفي 14 مايو الجاري، أدى اجتماع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والشرع في الرياض إلى تغيير جذري في السياسة الأميركية تجاه سوريا، مما أعطى الحكومة الإسرائيلية اليمينية إشارة للعمل على التوصل إلى تفاهمات مع الشرع.
ووصف مصدر استخباراتي إقليمي تواصل ترامب مع الشرع بأنه جزء محوري من إعادة تنظيم السياسة الأميركية، التي أربكت إستراتيجية إسرائيل المتمثلة في استغلال الفوضى في سوريا بعد سقوط الأسد.
تفاهمات أوسع
وفي حين تركز المحادثات المباشرة حاليا على الأمن المشترك، مثل منع الصراع والحد من التوغلات الإسرائيلية في القرى الحدودية السورية، قال اثنان من المصادر إنها قد تساعد في تمهيد الطريق أمام تفاهمات سياسية أوسع.
وقال شخص مطلع على المحادثات عبر القنوات الخلفية: “في الوقت الراهن، فإن المحادثات تدور حول السلام، كما في غياب الحرب، وليس التطبيع”.
وأشار ترامب بعد لقائه الشرع إلى أن الزعيم السوري مستعد في نهاية المطاف لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مضيفا أن الأمر سيستغرق بعض الوقت.
ولم يعلق الشرع على البيان، وقال بدلاً من ذلك إنه يؤيد العودة إلى شروط اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974 الذي أنشأ منطقة عازلة تابعة للأمم المتحدة في مرتفعات الجولان.
وقد بذل حكام سوريا الجدد جهوداً متكررة لإظهار أنهم لا يشكلون أي تهديد لإسرائيل، حيث التقوا بممثلين عن الجالية اليهودية في دمشق والخارج واعتقلوا اثنين من كبار أعضاء حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، التي شاركت في الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
وجاء في رسالة أرسلتها وزارة الخارجية السورية إلى وزارة الخارجية الأمريكية الشهر الماضي واطلعت عليها رويترز “لن نسمح لسوريا بأن تصبح مصدر تهديد لأي طرف بما في ذلك إسرائيل”.
وفي الآونة الأخيرة، أظهرت القيادة السورية حسن النية من خلال الموافقة على تسليم مجموعة كبيرة من ممتلكات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي توفي منذ فترة طويلة.

التعليقات معطلة.