علي العوادي
لم يتبق سوى سويعات قليلة تتدافع وكأنها في سباق على موعد إلانتخابات البرلمانية ، فبعد أن توقفت الحملات الانتخابية بقيت القلوب واجفة وكأن عداد نبضاتها قد تعطل ، تحمل أحلاماً وردية بحج النجوم أو هي أكبر ، ترمق الغد بعيون يملأها الأمل تارة وتارة أخرى حائرة تخشى مما يحمله، وحالة الترقب شملت المرشح والناخب على حد سواء ، ف( الغد ) لا يقبل القسمة إلا على إثنين ، نجاح أو فشل ، والمشكلة ان الجميع يريد الفوز والنجاح ، وأن الجميع يأبى الفشل والخسارة ، وما يُهيِّن الأمر أن المتناقضين لا يجتمعان في زمكانية واحدة ، النجاح – وفي أي مجال من مجالات الحياة المتشعبة – شيء جميل ومبهر نعتز ونفتخر به حتى ولو كنا لا نستحقه ، ولاننا أناس شرقيين مازالت القبلية تعج في صدورنا سيكون للفشل وقع ثقيل على نفوسنا ، وبالتأكيد أنه قد يترتب على ما يحمله يوم (غد) مصيرُ وطن عريق ومصير شعب تضرب عروقه في أعماق التاريخ البشري ، بل هو التأريخ نفسه ، فالاجداد هم من كتبوا التأريخ الإنساني وهم الذين صنعوا بحور حضاراته ، فامتدت روافدها لتُنشأ الحضارات الأخرى وتغذيها بالعلوم الزاخرة والأفكار السامية ، ومع كل هذه التراكمات الحضارية والارث التاريخي البهي وما وصل إليه العالم من تقدم علمي مذهل كشف الحجب لمن آثر الانكفاء واغماض عينيه عن الحقيقة مازال الكثير منا – وللاسف – وحتى هذه الساعات الأخيرة اما واقفاً على التل ينتظر أيهما أزكى طعاما ، أو حائراً متحيراً ، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، وكأن أثمن ما وهبه آلله له (وهوالعقل) أصبح خارج نطاق التغطية ! في موضوعة الانتخابات ، وليته يقف عند هذا الحد بل أصبح عامل إرباك لغيره بأفكاره المرتبكة و المتناقضة ، حتى وصل به الأمر الى أن يطالب علماء وفقهاء عقيدته أن يحددوا له شخصية معينة وبالاسم الصريح ليتكرم عليها ببصمته (بل يريد كل امرىء منهم أن يؤتى صحفاً منشرة)…المرشحون لهذه الإنتخابات لم يأتوا من جزر الواق واق ، بل هم أبناء هذا البلد ، ذلك يعني أنهم مُعرَّفون – وبكافة مؤهلاتهم – لدى الجميع ولا صعوبة في إختيار من هو الكفوء والنزيه من بينهم ليتحمل هذه المسؤلية الجسيمة ، والحمد لله… فقبل أن أفكر في خاتمة لهذه المقالة المتواضعة وصلتني رسالة من رئاسة مجلس الوزراء على رقم موبايلي- ويبدو أنها رسالة عامة – لتكون خاتمة جاهزة ومناسبة وهذا نصها:(شارك في الانتخابات العامة واختار الاصلح والانزه ومن يخدم العراق والعراقيين ، انتخب العراق
رئيس مجلس الوزراء
مصطفى الكاظمي).