مقالات

(سيتلاشون كما تلاشى البعث من قبلهم)

حسن فليح /محلل سياسي

من غير الممكن ومن غير المعقول ان يستمر النظام المليشاوي الى ماهو ابعد عمرا واخطر سلوكا وابعد تأمرا على العراق وشعبه ، انه زمن الذهول الذي اصاب العراقيين من هول ماحصل لهم والزمن الملعون والعصيب من حياتهم ، زمن السطو وزمن الخراب والقتل والدمار لكل شيئ ، هي المؤامرة التي اشتركت فيها كل مكونات الشر حول العالم على العراق بقيادة امريكا وبأشراف ايراني حاقد ، وبتنفيذ عملاء وذيول لاينتمون للعراق تحت اي وصف وصفة انهم خارجون عن كل القيم ومنحرفون عن ابسط القواعد والثوابت الوطنية ، ولذلك حتمت كل العوامل والظروف الداخلية والخارجية لاجل نزع الشرعية الدولية عن هذا النظام واستبدالة قانونيا وشرعيا ، بنظام اخر وحسب الرغبة ولارادة دولية وكما هو الحال الذي اعتدتنا عليه عبر مسلسل التغيرات لانظمة الحكم في العراق عبر تاريخة السياسي الذي يمتد لقرن كامل بعد ان عجزت الارادة الوطنية الغائبة والمبعثرة وكانت دائما خارج المشهد الفاعل ، شرعت بريطانيا الخبيرة بالشأن العراقي بارسال سفيرها الجديد فوق العادة السيد ستيفن هتشن الى العراق ، وكما قلنا في مقالة سابقة انه بمثابة المندوب السامي لها في بغداد لادارة المرحلة القادمة من عملية التغيير الممنهجة ، علما هناك فريق كبير مصاحب للسيد ستيفن هتشن عسكري وسياسي وامني واقتصادي ، وكان اول طلب له من الحكومة العراقية تسليمه كافة السجلات الخاصة بعدد السكان للعراق ووثائقهم الثبوتية لاجراء المقارنة الحقيقية بينها وبين السجلات البريطانية عن العراقيين الحقيقين وكذلك مع وجود السجلات العثمانية للوصول بدقة الى العدد الكلي والحقيقي لعدد السكان وعزل الدخلاء والمنتسبين زورا بكونهم عراقيين والكشف بشكل قانوني عن التزوير الذي قامت به ايران والتلاعب بسجلات النفوس بالعراق وذلك من قبل فريق بريطاني متخصص معد لهذا الهدف ، لاجل أستكمال شروط لاصدار قرار لاحق بمغادرتهم وطردهم من العراق ، علما هناك فريق من الخبراء الاقتصادين والمحاسبين سيضع اليد على البنك المركزي للمطالبة بكشف حساب شامل من 2003 والحد يوم 18 /7 من هذا العام وهو اليوم الاول لوصول المندوب السامي للعراق والمباشرة بمهام عمله ، لضبط الملفات القانونية عن السرقات والجهات التي تقف وراء ذلك سواء كانت دولا ام شخصيات ، وان المصارف الاهلية الاربعة عشر والتي ستليها ثمانية مصارف اخرى واكثر من 380 شخصية سياسية سيصدر امر لاحق بايقاف حساباتهم ومصادرتها ، بريطانيا تريد تفريغ النظام الحالي من محتواه وتجريدة تماما من عوامل قوته تمهيدا لاسقاطة وقلب المعادلة تماما لصالحها في المنطقة وانطلاقا من العراق ، تلك المعادلة الامريكية التي تشكلت عام 1963 بمساعدة وتشجيع البعثين لاستلام نظام الحكم في بغداد ، حتى جائت لحظة الخلاص من ذلك النظام بعد ان كان مُعدا لمرحلة لم تعد قائمة استمرت اربعين عاما ، غزت العراق بنفسها ونصبت عملائها في عام 2003 لاقامة نظام متهري القصد منه القضاء على ماتبقى من العراق والعراقيين وبمساعدة النظام الايراني الحليف الخفي والعدو الوهمي لها لتمرير المؤامرة ، لايمكن لبريطانيا ان تجعل من العراق خلف ضهرها خاصةً بعد الفشل الذريع للتجربة الامريكية فيه والتي جعلت من العراق مسرحا متاحا للصراعات الدولية والاقليمية والداخلية ولكل من هب ودب وكما هو الحال الان ، لاتسمح بريطانيا للعراق ان يفلت من يدها والذي يعد مركز الشرق الاوسط واهميته الجيلوسياسية والاقتصادية بالنسبة لها ، بريطانيا جائت لتعدل المسار وتجعل من العراق خارج الصراعات الدولية والاقليمية ولا ينافسها احد ودون منازع او مشارك وحسم الامر كليا لصالحها ، وابعاد العراق مستقبلا عن تلك الصراعات ، من هنا استدعت المملكة البريطانية الرئيس الامريكي بايدن لزيارتها قبل ايام لاستلام الملف العراقي رسميا والزام الولايات المتحدة على استهداف المليشات والفصائل التابعة لايران والشروع بنزع الشرعية عن هذا النظام واسقاطه بنفسها وتسليم العراق خاليا لها ، وان القواة الامريكية المرسلة حاليا الى سوريا والعراق والحشود البحرية في مياه الخليج تجمعت لهذا الغرض ، وتنفيذا لهذا الطلب وأن كانت على مضض ، ومن الواضح مانشاهده من مسرحية حرق المصحف الشريف في سويد والدنمارك والذي سيتكرر هذا الحدث في عواصم غربية اخرى في الايام القادمة لاثارة روح الانتقام لدى البعض من العراقيين ودفعهم لأستهداف السفارات واشاعة الفوضى ، الامر الذي سيؤدي الى سحب السفارات الغربية لممثليها من بغداد وتهيئة مسرح الاحداث سياسيا بأنتزاع الشرعية الدولية عن النظام ولاذن بالشروع بالعملية العسكرية الخاصة بأستهداف الفصائل والمليشات المسلحة تمهيدا لتلاشيها وأسقاط النظام الحالي .

admin