شاش ومطهّر فقط… معاناة قاسية داخل مستشفى ميداني في غزة

1

جرحى فلسطينيون.

لا يملك الجرّاح الفلسطيني بشير الحوراني، الذي يساعد في إدارة مستشفى ميداني أقيم داخل مدرسة في وسط غزة، سوى الشاش ومطهر اليود لعلاج من تم تحويلهم من مستشفيات مكتظّة بالجرحى جراء القصف الإسرائيل المتواصل للقطاع. وقال بينما يمسك بزجاجة يود كان يستخدمها لتطهير آثار ندبة جرح طويل ممتد من الصدر إلى البطن لأحد الرجال المصابين “لا نملك إلا الشاش والمطهر. أكتر من هيك لا نملك شيء”.
وأضاف “طبعاً المفروض أن المريض يكون مبيت داخل المستشفى، لكن نظراً للتكدّس الموجود تم تحويله إلى المستشفى الميداني”.
وقال الحوراني “مثل المريض هذا، في عندنا العشرات. عندنا أطفال. الأطفال صعب التعامل معهم. نفاجأ وإحنا بنغير له تاني يوم بنلاقي التهاب شديد لأنه مفيش تعقيم مفيش أماكن مهيئة، مفيش أماكن مخصصة، مفيش سلات للنفايات”. تقع مدرسة السيدة خديجة في دير البلح بوسط الجيب الفلسطيني الصغير المكتظ الذي تحاصره القوّات الإسرائيلية وتقصفه وتنفذ فيه منذ أسابيع عمليات برية ردّاً على هجوم دام شنّه مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
وأدّت الحرب إلى مقتل أكثر من 20 ألف شخص، وفقاً للسلطات الصحّية المحلية في غزة التي تديرها “حماس”، وإصابة 50 ألفاً آخرين. وفي هذه الأثناء توقفت المستشفيات عن العمل واستنفدت كل الإمدادات الطبية تقريباً.
وتقول وكالات الإغاثة إنّه رغم دخول بعض المساعدات من مصر إلى غزة خلال الأسابيع الماضية، فقد كان من الصعب توزيع الكثير منها خارج المنطقة الحدودية المباشرة، والمستشفيات في أماكن أخرى من القطاع بالكاد قادرة على العمل. وذكرت منظّمة “أطباء بلا حدود” في منشور لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الجمعة أن الأطباء في مستشفى ناصر بخان يونس بجنوب غزة “يدوسون على جثث الأطفال القتلى لعلاج الأطفال الآخرين الذين سيموتون على أي حال”.
وفي المستشفى الميداني بدير البلح، وقف الحوراني منشغلاً بتضميد رأس ميسرة أبو تيلخ، وهو صبي أصيب في القصف لكنّه خرج مبكراً من مستشفى الأقصى القريب لإفساح المجال للتعامل مع حالات أشد خطورة. وقال والده جهاد أبو تيلخ “اضطروا إنهم يطلعوا ميسرة على المستشفى الميداني الموجودين في حاليا، واللي هي مدرسة، على أساس يستكمل العلاج… رغم أن الوضع اللي هنا صعب في المعدات الطبية ونقص في الأدوية والممرضين والدكاترة”. وفقدت الأسرة منزلها وتقيم الآن بشكل موقت في المستشفى الميداني بينما تبحث عن مكان آخر لتلوذ به.
وأضاف الوالد “الحين إحنا مش لاقيين مكان يعني بعد ما انقصف المكان اللي كنا نازحين فيه مفيش إلنا مكان، هنضطر نخلينا هنا مؤقتا لحين ما نلاقي مكان أو مأوى تاني نقعد فيه”.

التعليقات معطلة.