اقتصادي

شركات أميركية تئن تحت ضغط “المقاطعة العربية”

من التظاهرات الداعية لمقاطعة داعمي إسرائيل في إندونيسيا

في موسم الانعكاسات الأولى عالمياً بعد اشتعال “حرب غزة”، أظهرت النتائج واعترافات مسؤولين كبار أنّ دعوات المقاطعة العربية لبعض الشركات التي اتُهمت بدعم إسرائيل قد فعلت فعلها.

فخلال الأشهر الماضية، تزايدت دعوات المقاطعة في الدول العربية لعدد من الشركات الأميركية والعالمية، وعلى رأسها الشركات الغذائية، بسبب المواقف المؤيّدة لإسرائيل وسط حرب غزة، بخاصة بعد العنف الكبير ضدّ أهالي غزة وحجب المساعدات الإنسانية والغذائية عن الناجين، فيما سقط آلاف الضحايا منذ بداية الحرب.

وجاءت على قائمة المقاطعة شركات مثل “ماكدونالدز وستاربكس ودومينوز بيتزا وبابا جونز وبرغر كينغ وبيتزا هت” وغيرها. وبينما من المرتقب أن تعلن “يام براندز”، مالكة “بيتزا هت” لنتائجها يوم الأربعاء، فإنّ “ريستورانت براندز” مالكة “برغر كينغ” ستعلن نتائجها الأسبوع المقبل، فيما تعلن كل من “دومينوز بيتزا وبابا جونز” نتائجهما في نهاية شباط (فبراير) الجاري.

ويوم الاثنين، أعلنت شركة “ماكدونالدز” فشلها للمرّة الأولى في نحو 4 سنوات عن تحقيق مستهدفاتها من المبيعات، مرجعةً ذلك على وجه الخصوص لضعف أعمالها في الشرق الأوسط، إضافة إلى كل من الصين والهند.

وأشار كريس كمبنسكي، الرئيس التنفيذي لشركة “ماكدونالدز”، الشهر الماضي، أنّ عدداً من الأسواق في الشرق الأوسط والبعض الآخر خارج المنطقة، تشهد “تأثيراً ملموساً على الأعمال” بسبب الصراع بين إسرائيل وحركة “حماس”، بالإضافة إلى “معلومات مضلّلة” حول العلامة التجارية.

وقال كمبنسكي، يوم الاثنين في مؤتمر إعلان النتائج، إنّ الشركة شهدت مبيعات أضعف في الشرق الأوسط والدول ذات الأغلبية المسلمة، مثل ماليزيا وإندونيسيا، نتيجة للمقاطعة. وشهدت فرنسا، التي تضمّ أكبر عدد من السكان المسلمين في أوروبا، ضعفاً ملحوظاً في المبيعات أيضًا، على الرغم من أنّ المسؤولين التنفيذيين قالوا إنّ ردّ الفعل العنيف على زيادات الأسعار في عدد من الأسواق ساهم أيضًا في تراجع الطلب. 

ورغم زيادة مبيعات “ماكدونالدز” في أسواق الشرق الأوسط بنسبة نحو 0.7 بالمئة خلال الربع الأخير، إلاّ أنّ ذلك كان بعيداً للغاية من التوقعات التي كانت تترقّب زيادة تفوق 5.5 بالمئة، ليصبح المكسب الضئيل بطعم الخسارة. ولا تتوقع “ماكدونالدز” أن تنتعش مبيعاتها في الشرق الأوسط حتى تنتهي الحرب، بحسب مسؤوليها والمراقبين.

كما تأثرت المبيعات العالمية بشكل عام، ورغم زيادتها بنحو 3.4 بالمئة، إلاّ أنّ التقديرات كانت تتوقع زيادة بنحو 5 بالمئة، لتحقق النتائج إجمالاً أبطأ وتيرة نمو في المبيعات منذ نحو 4 سنوات.

وتراجعت أسهم “ماكدونالدز” بنسبة 4 بالمئة في التعاملات الصباحية يوم الاثنين، بعد ساعات عدة من إعلانها النتائج. وبحسب محللي البيانات العالميين، فإنّ منطقة الشرق الأوسط تمثل ما يصل إلى 5 بالمئة من مبيعات “ماكدونالدز” العالمية، و2 بالمئة من أرباحها.

ومن جانبها، انخفضت أسهم “ستاربكس” بنسبة 2 بالمئة تقريبًا منذ يوم الثلثاء، عندما أعلنت الشركة أنّ شظايا الحرب في غزة تخطّت حدودها الإقليمية، لتؤثر على مبيعاتها في الولايات المتحدة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام أيضًا.

وأصبحت “ستاربكس” هدفًا للمقاطعة عندما أعلن اتحاد عمالها دعمًا للفلسطينيين، وتصاعد الأمر ليصل إلى أفرع تحمل الامتياز التجاري للشركة (فرانشايز)، ما أدّى إلى ردّ فعل عنيف من الإدارة. وسعت شركة “ستاربكس” إلى النأي بنفسها عن القضية لاحقًا، لكن الأزمة تفاقمت وبلغت منصّة القضاء بدعوى قضائية ضدّ عمال واتحادات نقابية وفروع، بتهمة انتهاك العلامة التجارية.

ويوم الثلثاء الماضي، قال لاكسمان ناراسيمهان، الرئيس التنفيذي لشركة “ستاربكس”، إنّ مبيعات الشركة في الشرق الأوسط تواجه صعوبات، لكن المقاطعة أضرّت أيضًا بمقاهيها الأميركية.

ورغم أنّ مبيعات المتاجر نفسها في الولايات المتحدة زادت بنحو 5 بالمئة في الربع الماضي المنتهي في 31 كانون الأول (ديسمبر)، إلاّ أنّ الحركة إلى داخل المتاجر انخفضت بشكل كبير.