اقتصادي

شركات التكرير الصينية المستقلة تقلص شراء الخام الإيراني للشهر الثاني

تعبيرية

كشفت مصادر تجارية إن شركات التكرير المستقلة في الصين تحجم عن شراء الخام الإيراني لشهر شباط (فبراير) مع دخول خلاف بشأن السعير والشروط شهره الثاني.
وقالت مصادر تجارية إنه نظرا لعدم وجود بدائل رخيصة للإمدادات الإيرانية، قد تضطر هذه الشركات إلى خفض معدلات التشغيل الشهر المقبل في وقت تنخفض فيه أرباحها في ظل تباطؤ النشاط الصناعي بالصين وعادة ما يكون الطلب على النفط بطيئا خلال موسم العام القمري الجديد.
وشركات التكرير الصينية المستقلة هي أكبر مشتري النفط الإيراني، الذي يتم تسعيره بخصومات كبيرة بسبب العقوبات الأمريكية. لكن التعامل متعثر منذ أواخر ديسمبر كانون الأول بعد أن حجبت طهران شحنات وطالبت برفع الأسعار.
وقالت ثلاثة مصادر تجارية مطلعة إن بائعين يعرضون الخام الإيراني الخفيف الموجه إلى الصين في شباط  (فبراير) بخصم حوالي 4.50 دولار للبرميل من سعر خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس التسليم من على ظهر السفينة في ميناء الوصول، في حين كانت هناك خصومات تتراوح بين خمسة وستة دولارات في كانون الأول (ديسمبر)  وحوالي عشرة دولارات في تشرين الثاني (نوفمبر).
وفي الوقت نفسه، يعرض منتجو نفط كبار في الشرق الأوسط أسعار بيع رسمية مخفضة بشكل كبير للمشترين بعقود محددة المدة بسبب مخاوف بشأن فتور الطلب وتراكم المعروض.
وقالت المصادر إن بائعي النفط الإيرانيين يسعون أيضاً إلى الحصول على مزيد من المدفوعات مقدماً، وفي بعض الحالات السداد الكامل، قبل تفريغ الشحنات، مما يزيد تكاليف التمويل على شركات التكرير. وفي السابق، كان البائعون يطالبون بدفع حوالي عشرة بالمئة قبل التسليم.
وقالت المصادر إن المشترين الصينيين ليسوا في عجلة من أمرهم لاستخدام حصصهم في الواردات بسرعة ويطلبون المزيد من بكين.
وكانت النتيجة تباطؤ التداول بشكل حاد.
وقال أحد المصادر التجارية “سوق النفط الإيرانية الآن أكثر باردة للغاية”.
وقال فيكتور كاتونا كبير محللي شؤون الخام في شركة التحليلات كبلر إن إجمالي صادرات النفط الخام الإيرانية بلغ أدنى مستوياته منذ مارس آذار 2023 وسجل 1.1 مليون برميل يوميا في يناير كانون الثاني، بانخفاض حوالي 250 ألف برميل يوميا عن ديسمبر كانون الأول.
وأضاف “من الواضح جدا أن تباطؤ الطلب الصيني هو الذي أدى إلى هذا الانخفاض”.
وأظهرت بيانات كبلر أن أكثر من 90 بالمئة من الخام الإيراني يتم شحنه إلى الصين، بينما يذهب الباقي إلى دول مثل سوريا.
وتراجعت هوامش أرباح الشركات الصينية المستقلة في مقاطعة شاندونغ، مركز النفط في الصين، من تكرير النفط الخام المستورد إلى 130 يوان (18.12 دولار) للطن الأسبوع الماضي، وهو أدنى مستوى في شهرين، بحسب شركة جيه.إل.سي لاستشارات الطاقة، وهو ما يعكس ارتفاع تكاليف مواد اللقيم وضعف الطلب على الوقود.
وقال المتعامل الأول “من الصعب تحديد أي من الجانبين سيرضخ أولا لكسر هذا الجمود”.
وأضاف “على المدى الطويل، من الصعب العثور على بديل معتبر للنفط الإيراني، لأنه لا يزال أرخص نفط في العالم”.
وأظهرت بيانات جيه.إل.سي أن معدلات التشغيل لشركات التكرير المستقلة في شاندونغ بلغت في المتوسط 62.8 في المئة منذ بداية كانون الثاني (يناير)، بانخفاض من 64 في المئة في كانون الأول (ديسمبر) ونحو 70 في المئة في  تشرين الأول (أكتوبر).
وعادة ما تخفض تلك الشركات معدلات التشغيل خلال موسم العام القمري الجديد الذي يستمر أسبوعا، والذي يبدأ هذا العام في العاشر من شباط (فبراير).
(الدولار = 7.1749 يوان صيني)