شركات النفط تتعهّد من دبي بخفض كبير لانبعاثات غاز الميثان

1

تعاون دولي في COP28 لتحقيق تقدم في ملف غاز الميثان.


جرت العادة في قمم المناخ العالمية طرح قضايا تتمحور بصورة رئيسية حول سبل تخفيض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون ومناقشتها، في سبيل معالجة آثار التغيّر المناخي والأزمات المتصلة بها، إلاّ أنّ مؤتمر “كوب28” الجاري في دبي، أعطى حيزاً أساسياً من المفاوضات والمناقشات، لبحث سبل خفض انبعاثات غاز الميثان، كوسيلة أسرع وأجدى لمكافحة ظاهرة الاحترار. وقال ائتلاف يضمّ 50 شركة كبرى للنفط والغاز في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ، إنّه سيعمل على خفض انبعاثات غاز الميثان بنسبة 80 إلى 90% بحلول نهاية العقد، ما يمثّل انفراجة محتملة في مكافحة تغيّر المناخ. كما أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ممثلة في المؤتمر بنائبة الرئيس كامالا هاريس، قواعد جديدة للحدّ من انبعاثات غاز الميثان في الولايات المتحدة. ما هو غاز الميثان؟الميثان (CH4) هو هيدروكربون يعدّ مكوناً أساسياً للغاز الطبيعي. هو أيضاً أحد الغازات الدفيئة (GHG)، لذا فإنّ وجوده في الغلاف الجوي يؤثر على درجة حرارة الأرض والنظام المناخي. ينبعث الميثان من مجموعة متنوعة، ووفقاً لوكالة حماية البيئة الأميركية يدخل الميثان إلى الغلاف الجوي عن طريق الأنشطة البشرية والمصادر الطبيعية، وتشمل مصادر الانبعاثات البشرية مدافن النفايات، وأنظمة النفط والغاز الطبيعي، والأنشطة الزراعية، واستخراج الفحم، والاحتراق الثابت والمتحرك، ومعالجة مياه الصرف الصحي، وبعض العمليات الصناعية. يُعدّ الميثان ثاني أكثر الغازات الدفيئة البشرية المنشأ وفرة بعد ثاني أكسيد الكربون (CO2)، وهو ما يمثل نحو 16% من الانبعاثات العالمية، الميثان أقوى بـ 28 مرّة من ثاني أكسيد الكربون في حبس الحرارة في الغلاف الجوي. وعلى مدى القرنين الماضيين، تضاعفت تركيزات غاز الميثان في الغلاف الجوي إلى أكثر من الضعف، ويرجع ذلك إلى حدّ كبير إلى الأنشطة البشرية. ونظراً الى أنّ الميثان من الغازات الدفيئة القوية وقصير العمر مقارنة بثاني أكسيد الكربون، فإنّ تحقيق تخفيضات كبيرة سيكون له تأثير سريع ومهمّ على احتمالات ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي. 

 وفي السياق، يقول الصحافي والباحث في علوم البيئة وتغيّر المناخ ومؤسس منصّة “المناخ بالعربي” أحمد سبع الليل لـ”النهار العربي”: “يُعتبر غاز الميثان واحداً من الغازات الرئيسية المسبّبة للاحتباس الحراري، باعتباره ثاني أهم الغازات الدفيئة بعد ثاني أكسيد الكربون، ووفقاً لأحدث الدراسات والتقارير فإنّ غاز الميثان هو المسؤول الرئيسي عن نحو 20% من التأثير الإشعاعي المباشر منذ عام 1750. والميثان مصدر قلق شديد على مستوي البيئة، إذ إنّ لديه قدرة كبيرة على حبس الحرارة واحتجازها بصورة أكبر بكثير من ثاني أكسيد الكربون خلال مدة زمنية قصيرة، كما يُعدّ استخراج الوقود الأحفوري مثل الغاز الطبيعي والنفط والفحم ومعالجته واستخدامه، من المصادر الرئيسية لانبعاثات غاز الميثان، ويُعتبر التسرّب من استخراج الغاز الطبيعي ونقله وتوزيعه مصدراً رئيسياً لغاز الميثان، إلى جانب الاحتراق غير الكامل. وتُعتبر مدافن النفايات أيضاً مصدراً مهمّاً لانبعاثات غاز الميثان بسبب تحلّل النفايات العضوية في ظلّ الظروف اللاهوائية، ويمكن لعمليات معالجة مياه الصرف الصحي أيضاً أن تنتج غاز الميثان عندما تتحلّل المواد العضوية”.لماذا تشكّل انبعاثات الميثان خطراً على البيئة؟يُعتبر الميثان أقوى بنحو 80 مرة في ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي من ثاني أكسيد الكربون على مدى 20 عاماً، وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وكما هو مبين في التقييم العالمي لغاز الميثان الذي أجراه برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فقد تضاعفت كمية الميثان في الغلاف الجوي منذ عصور ما قبل الصناعة، وتتزايد الانبعاثات الآن بشكل أسرع مما كانت عليه منذ ثمانينات القرن الماضي، ويساهم الميثان أيضاً في تكوين الأوزون على مستوى الأرض، وهو غاز ضار بالبشر والنظم البيئية والمحاصيل، وفقاً للتقييم العالمي للميثان. وفي ما يتعلق بأهم الإجراءات الدولية للحدّ من انبعاثات غاز الميثان يوضح سبع الليل، أنّه “تمّ الإعلان عن تخفيضات في الانبعاثات من ميثان النفط والغاز يوم الأحد الماضي، وذلك بفضل التعاون بين رئيس مجلس المناخ بقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة ومواثيق مثل ما أُعلن خلال قمّة المناخ COP28. يعمل غاز الميثان على تسريع العمل المناخي وتوسيع نطاقه عبر القطاعات الصناعية. وتمثل الإمارات أيضاً 40% من الإنتاج العالمي، إذ توجد فيها 50 شركة عالمية للنفط والغاز، منها شركات النفط المملوكة للدولة. وسيصل الغاز إلى ما يقرب من الصفر بحلول عام 2030، وسيتوقف حرق الغاز الطبيعي بانتظام. وقد أعاد عمالقة الوقود الأحفوري تأكيد التزاماتهم، والعديد منهم للمرّة الأولى، بإزالة الكربون من عمليات الإنتاج الخاصة بهم بحلول عام 2050 للحدّ من انبعاثات غاز الميثان. وأعلنت هذه الشركات أيضاً عن عزمها على تحقيق صافي انبعاثات غازات الدفيئة بحلول عام 2050. وتشمل هذه الشركات عدداً من شركات النفط الإماراتية والسعودية، من بينها شركة أرامكو السعودية، وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، وشركة بتروبراس البرازيلية، وأنغولا. سونانجول بالإضافة إلى الشركات المتعددة الجنسيات مثل Shell وTotal Energies وBP”.

التعليقات معطلة.