شركات نفط الإقليم: اجتماعنا مع بغداد لم يحقق استئناف صادرات أنبوب جيهان

1

قالت إنهم مستعدون لاستئناف التصدير حال التوصل لاتفاق
 ترجمة / حامد أحمد
في أول لقاء من نوعه لها في بغداد انتقدت مجموعة شركات النفط العالمية العاملة في الإقليم، أبيكور APIKUR، نتائج الاجتماع الذي جمعها مع مسؤولين من كردستان والحكومة الاتحادية بعدم التوصل لاتفاق يمهد لاستئناف صادرات نفط الإقليم عبر أنبوب العراق تركيا جيهان، مشيرة في بيان لها بأن الحكومة العراقية ورغم استمرارها بالتعبير عن أهمية الصادرات عبر أنبوب جيهان، فإن دورها في تحقيق ذلك كان “محدودا وغير مثمر” مع عدم حدوث تقدم حقيقي في تسويات التسديد.
وجاء في البيان أن ممثلين عن الشركات الأعضاء لمجموعة الصناعات النفطية في كردستان، أبيكور، وشركات نفط عالمية أخرى، شاركت في لقاء عقد يوم 20 نيسان مع مسؤولين من الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان لمناقشة موضوع استئناف صادرات نفط الإقليم عبر أنبوب العراق – تركيا جيهان، ولكن للأسف فان اللقاء لم يسفر عن أي اتفاق.
وأكدت مجموعة، ابيكور، في بيانها بأنه “حال التوصل لاتفاقيات ملزمة تضمن مصداقية التسديد لهذه الصادرات تماشيا مع شروط شركات النفط العالمية المنصوص عليها في العقود، وتلك التي تحل تسديد جميع الديون المستحقة، فان شركات النفط الأعضاء لمجموعة ابيكور ما تزال مستعدة لاستئناف صادرات النفط مباشرة عبر خط أنبوب جيهان”.
وقالت مجموعة شركات النفط بانها تقر بحرص الحكومة العراقية على ضمان ان يكون ذلك متوافقا مع قانون الميزانية العراقية، مشيرة أيضا بالقول؛ “لقد أوضحنا أيضا بان العقود التي أبرمتها حكومة إقليم كردستان مع شركة النفط العالمية قد تم اعتبارها من المحاكم العراقية على انها قانونية وسارية المفعول، لهذا، فان أية اتفاقيات بخصوص التسديد، بضمنها نطاق عمل المستشار الدولي، يجب ان تكون متوافقة مع كل من قانون الميزانية العراقي وبنود العقود الحالية لشركات النفط العالمية”.
وجاء في البيان أيضا؛ “مع اخذ ذلك بنظر الاعتبار، فان عدة حلول وتوصيات تم الإدلاء بها واقتراحها، بشكل علني وشخصي، من قبل الشركات الأعضاء في مجموعة أبيكور لمسؤولين من الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم. واشتملت التوصيات على مقترح نطاق عمل المستشار الدولي الذي يلبي التناسق مع كل من شروط قانون الميزانية وعقود شركات النفط العالمية. مع ذلك فان هذه التوصيات لم تتم الموافقة عليها”.
وأفادت ابيكور في بيانها بان مقترحاتها لضمان التسديد بالنسبة للصادرات المستقبلية، أشارت الحكومة العراقية عن استعدادها لأخذ هذه المقترحات بنظر الاعتبار، ولكن رغم ذلك لم تحصل أية نقاشات مطلوبة حول هذه الترتيبات لضمان التسديد. ولم يحصل أي تقدم حول مسألة تسديد الديون المستحقة لشركات النفط العالمية العاملة في الإقليم.
وانتقدت مجموعة ابيكور في بيانها موقف الحكومة العراقية من حسم مشكلة استئناف صادرات نفط الإقليم بقولها؛ إن “الحكومة العراقية مستمرة بالتعبير علنا عن أهمية صادرات النفط عبر أنبوب جيهان، ولكن دورها في هذه المسألة كان ولحد الان محدودا وغير مثمر. نحن ندعو الى مضاعفة الجهود للتوصل الى حلول تعود بالمنفعة لكل الأطراف”.
وقال، مايلز كاجنز، المتحدث باسم مجموعة شركة النفط العاملة في الإقليم ابيكور “إن الشركات الأعضاء في مجموعة ابيكور دائما ما كانت تقدم حلولا مقترحة تلبي كل من شروط قانون الميزانية العراقي ومتماشية مع شروط عقود شركات النفط العالمية التي أقرت المحاكم العراقية بصحتها وسريان مفعولها. نحن نأسف لعدم حصول تقدم، مع ذلك فنحن سنستمر بالدفع باتجاه استئناف صادرات النفط عبر خط أنبوب العراق – تركيا جيهان”.
وكانت وزارة النفط العراقية قد دعت في وقت سابق مجموعة شركات النفط، ابيكور، العاملة في الإقليم الى حضور اجتماع مهم في بغداد مع توجيه دعوة أيضا لوزارة الموارد الطبيعية في الإقليم للمشاركة في المباحثات، التي كانت تهدف لتنظيم مجريات صناعة الطاقة وتحسين التعاون بين الأطراف المعنية.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس، قد حثت في إيجاز صحفي لها منتصف الشهر الحالي على ضرورة توصل جميع الأطراف المعنية الى اتفاق لإعادة فتح أنبوب التصدير جيهان لما فيه مصلحة اقتصادية للبلد وتشجيع استثمارات مستقبلية. وقالت “إنه لأمر حيوي ان تتفق الحكومة الاتحادية مع جميع الأطراف المعنية لاستئناف عمليات التصدير عبر الأنبوب العراقي – التركي جيهان. غلق الانبوب على مدى سنتين يخنق التنمية الاقتصادية للبلد ويعرقل الاستقرار الاقتصادي للإقليم”.
من جانب آخر وعلى هامش منتدى انطاليا الدبلوماسي الذي عقد في تركيا بتاريخ 11 نيسان، قال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، ان العراق يعمل على تهيئة الظروف الداخلية من اجل استئناف صادرات النفط عبر أنبوب جيهان.
وقال وزير الخارجية حسين في حينها “توقف تصدير النفط نتج عن قضايا قانونية، وهناك مباحثات مكثفة بين حكومتي بغداد واربيل والشركات النفطية العاملة في الإقليم للوصول الى اتفاق يسمح باستئناف الصادرات”.
يذكر ان صادرات نفط حقول إقليم كردستان عبر خط أنبوب جيهان قد توقفت منذ 23 آذار 2023 وذلك عقب صدور حكم من غرفة التجارة الدولية في باريس لصالح بغداد ضد تركيا لتسهيلها صادرات نفط من الإقليم بين عامي 2014 و2018 بدون موافقة الحكومة الاتحادية مما يرتب على تركيا تسديد مبالغ مستحقة للعراق حسب قرار المحكمة بقيمة 1.5 مليار دولار، وهو ما رفضت تركيا تنفيذه. وسبب الإغلاق المزمن للأنبوب خسائر كبيرة لكل من بغداد واربيل بإيقاف تصدير نفط خام بمعدل 450 ألف برميل في اليوم تشكل نسبتها 0.5% من تجهيزات السوق العالمية.

التعليقات معطلة.