شهر التوعية حول المضادات الحيوية يحذّر من ظاهرة مقاومة الجراثيم لها

2

في شهر التوعية حول استخدام المضادات الحيوية، تدعو كافة الهيئات والمنظمة الصحية منها منظمة الصحة العالمية والـ”مراكز ترصد الأمراض والوقاية منها” واختصاراً “سي دي سي” CDC إلى نشر الوعي حول الاستخدامات الصحيحة للمضادات الحيوية.

في شهر التوعية حول استخدام المضادات الحيوية “آنتي بيوتيك” Antibiotics، تدعو كافة الهيئات والمنظمات الصحية، ومنها منظمة الصحة العالمية، و”مراكز ترصد الأمراض والوقاية منها” المعروفة اختصاراً بـ”سي دي سي” DCD إلى نشر الوعي حول الاستخدامات الصحيحة للمضادات الحيوية. 

وتحذر تلك الجهات نفسها  من ظاهرة مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية المنتشرة عالمياً، والناتجة من عوامل تشمل الاستخدام العشوائي لها.

في هذا الصدد، تشدد رئيسة قسم الصيدلة في مركز “بلفو الطبي”، الدكتورة بيرلا خرباوي، في حديثها مع “النهار”، على ضرورة التزام معايير معينة يجب الاستناد إليها حينما يُصار إلى استعمال المضادات الحيوية.

أسس ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية

تعتبر ظاهرة “مقاومة المضادات الحيوية” AntiMicrobial Resistance مشكلة عالمية، ولا تُحصر في بلادنا. وقد تأتَّتْ من عوامل متنوعة، يتقدّمها الاستهلاك المفرط والعشوائي للمضادات الحيوية. وعلى الرغم من وجود أنظمة صارمة لشراء الأدوية في دول كثيرة، فإن البلدان كافة تواجه هذه المشكلة. لذلك، تبرز أهمية نشر الوعي حول استخدامات المضادات الحيوية وضرورة عدم استهلاكها بشكل اعتباطي، كأنها حلٌّ للمشاكل الصحية كلها! بالتالي، إن استشارة الطبيب مسألة ضرورية – بحسب خرباوي – ولا يمكن اللجوء إلى المضاد الحيوي إلا بوصفة منه.

 

معايير  الوصفات الطبية

يفترض أن يوكل إلى الطبيب وحده مسألة تشخيص المرض والتأكد من مدى الحاجة إلى استخدام المضادات الحيوية في العلاج. ومن الأخطاء الشائعة الاستناد إلى ارتفاع الحرارة كمعيار وحيد في ذلك الشأن.

كذلك يساعد الفحص السريري على تشخيص الحالة. وفي بعض الأحيان، قد يجد الطبيب المعالج ضرورةً للّجوء إلى أخذ خزعة أو عينة معينة، بغية التوصل إلى تحديد طبيعة البكتيريا وأنواع المضادات الحيوية المناسبة لها؛ وبالتالي، يتجنب الأدوية التي لا تجدي في علاجها.  

 

الإنفلونزا لا تستلزم استعمال مضادات الحيوية

في موسم الشتاء تحديداً، تشدد خرباوي على ضرورة الامتناع عن تناول المضادات الحيوية بشكل عشوائي لدى الإصابة بالرشح أو لدى ملاحظة أولى أعراض الإنفلونزا، إذ يلجأ البعض إلى المضادات الحيوية حتى على سبيل الوقاية من الإصابة بالعدوى، أو سعياً إلى عدم تفاقم المرض لديهم . يعتبر ذلك خطأ شائعاً لا بد من تجنبه، لأن ذلك النوع من الاستخدام يسهم في ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية على صعيد المجتمع كله.

وتذكيراً، لا تطاول تلك الظاهرة الأفراد الذين يتناولون المضادات الحيوية بطريقة مغلوطة. بالأحرى، يتأثر المجتمع حينما يؤدي ذلك الاستخدام غير المدروس إلى ظهور “مناعة” لدى البكتيريا ضد المضادات الحيوية، التي صُنعت أصلاً كي تُعالجها. ويوصل ذلك المسار إلى تفاقم صعوبة مواجهة الأمراض الوبائية المعدية، مع مرور الوقت. واستناداً إلى ذلك، تبقى استشارة الطبيب وحده أساسية قبل الإقدام على تناول المضاد الحيوي. 

استكمالاً، يجب عدم إهمال التنبّه إلى الاستمرار في تناول المضادات الحيوية حينما يصفها الطبيب، إلى نهاية الفترة الموصى بها، حتى لو  تحسنت أعراض المرض قبل ذلك. ويرجع ذلك إلى أن عدم متابعة تناول المضادات طوال الفترة المطلوبة علمياً، يؤدي إلى تكوين مقاومة جرثومية للمضاد الحيوي؛ وبالتالي، تنخفض فاعلية الدواء في حال اللجوء إليه من جديد.

التعليقات معطلة.