طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ، خلال الاجتماع الـ25 لمجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون المنعقد في مدينة تيانجين، «مبادرة الحوكمة العالمية» التي تدعو إلى بناء نظام أكثر عدلاً وإنصافاً، وإلى التقدم نحو مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية. المبادرة لاقت صدى واسعاً في الأوساط السياسية، بوصفها امتداداً لرؤية بكين في إصلاح منظومة العلاقات الدولية.
مبادئ أساسية للمبادرة
شي شدد على أن جميع الدول، كبيرة كانت أم صغيرة، غنية أو فقيرة، متساوية في المشاركة وصنع القرار والاستفادة من الحوكمة العالمية، داعياً إلى دمقرطة العلاقات الدولية، وزيادة تمثيل الدول النامية ورفع صوتها. وأكد ضرورة الالتزام الصارم بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتطبيق القانون الدولي بشكل موحد ومن دون ازدواجية في المعايير، مع رفض فرض القواعد التي تضعها بعض الدول على غيرها.
كما دعا إلى تعزيز التعددية عبر التشاور والمساهمة المشتركة والمنفعة المتبادلة، والحفاظ على مكانة الأمم المتحدة ودورها المركزي في النظام الدولي، مع التأكيد على إصلاح نظام الحوكمة العالمية بما يضع الإنسان في المقام الأول ويجعل الشعوب فاعلين ومستفيدين من هذه المنظومة.
إجراءات عملية وتعاون دولي
الرئيس الصيني أوضح أن المبادرة لا تقتصر على المبادئ النظرية، بل تركز على اتخاذ إجراءات فعلية، من خلال تنسيق عالمي للموارد وتعزيز التعاون العملي لمواجهة التحديات المشتركة مثل الفقر والتغير المناخي والتنمية غير المتوازنة. وأكد أن الهدف هو منع تراجع نظام الحوكمة أو تفككه، ودفعه نحو مزيد من الشمولية والتكامل.
المبادرة جاءت متزامنة مع دعوات صينية متكررة لمواجهة ما تسميه بكين «عقلية الحرب الباردة» وسياسات الهيمنة الأحادية، في وقت تسعى فيه الصين إلى ترسيخ دورها كقوة دافعة لإعادة تشكيل النظام الدولي بما يعكس مصالح الدول النامية ويوسع نطاق المشاركة العادلة في صنع القرار العالمي.