يعاني نصف المقاطعات الأميركية نقصاً حاداً في أطباء القلب، هذا يعني أن حوالي 22 مليون شخص يعيشون في مناطق تُعرف بـ”صحارى القلب”، حيث يضطرون للسفر نحو 90 ميلاً للحصول على الرعاية القلبية التي يحتاجونها. وهذا الواقع الصادم يكشف عن أزمة صحية تهدد حياة الملايين.

 كشفت الدراسة التي نشرت في موقع NBC News أن 46.3% من المقاطعات الأميركية التي يقع معظمها في المناطق الريفية ذات الدخل المنخفض، تفتقر إلى أطباء القلب، ويواجه سكان هذه المناطق معدلات مرتفعة من عوامل الخطر القلبية مثل السمنة، والسكري والتدخين وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول، علماً أن المقاطعات التي ليس فيها أطباء قلب قد تكون في أمسّ الحاجة لهذا النوع من الرعاية المتخصصة. ومع أن أمراض القلب هي السبب الأول للوفيات في البلاد، إلا أن سكان المناطق الريفية يموتون بمعدلات أعلى من أمراض القلب التي يمكن الوقاية منها. ويؤكد تقرير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن هناك بلدات صغيرة تحتاج بشدة إلى الرعاية الصحية ولا تستطيع الحصول عليها. وذكر التقرير أن فريقاً من مستشفى القلب أفيرا في ساوث داكوتا يعمل على تقديم الرعاية القلبية في 86 مقاطعة عبر الطب عن بُعد، ما يقلل من حاجة المرضى للسفر، كما يوفر استشارات مع مقدمي الرعاية المحليين لتحسين رعاية المرضى. ولتجاوز هذه الأزمة، يحتاج الفريق إلى توسيع نطاق الإنترنت في المجتمعات الريفية وضمان وجود منصات كافية للرعاية الصحية عن بُعد. هذا هو الحل العملي الوحيد لضمان حصول الجميع على الرعاية القلبية التي يستحقونها. ويسعى الفريق أيضاً لإعادة الحياة إلى قلب أميركا من خلال الجهود المشتركة والتكنولوجيا الحديثة ويعمل على تقديم الرعاية الصحية اللازمة للجميع، بغض النظر عن مكان إقامتهم. كما يطمح لضمان أن كل شخص، سواء كان يعيش في مدينة كبيرة أو بلدة صغيرة، يحصل على الرعاية القلبية التي قد تنقذ حياته.