تُعد صحة الأمعاء أحد العوامل الأساسية التي تؤثر بشكل كبير على جودة النوم، حيث يرتبط الجهاز الهضمي ارتباطاً وثيقاً بصحة الدماغ والأعصاب.
الرابط بين صحة الأمعاء والنوم
ويُشير الخبراء إلى أن الأمعاء والدماغ مرتبطان بشكل عميق، حيث يمكن أن تؤدي صحة الأمعاء السيئة إلى اضطرابات في النوم.
ويوضح سام تيخادا، مؤلف كتاب “كيف تنجح في العافية الحديثة” لصحيفة “نيويورك بوست”، أن مشكلات الأمعاء مثل الانتفاخ والارتجاع ليست هي العوامل الوحيدة التي تؤثر على النوم.
بل إن اختلال التوازن في الأمعاء يمكن أن يؤدي إلى التهاب مزمن يؤثر على الجهاز العصبي، مما يسبب الشعور بالتوتر وصعوبة في الاسترخاء وقت النوم.
كيف تؤثر الأمعاء على مستويات السيروتونين والميلاتونين؟
يقول تيخادا إن حوالي 90% من السيروتونين، الذي يتحول إلى ميلاتونين، يتم إنتاجه في الأمعاء، وإذا كانت الأمعاء غير صحية، فإن الجسم يصعب عليه امتصاص العناصر الغذائية من الطعام أو المكملات الغذائية، مما يؤثر على مستويات السيروتونين وبالتالي على إنتاج الميلاتونين، الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم.
دور ميكروبيوم الأمعاء في النوم
يلعب ميكروبيوم الأمعاء دوراً رئيسياً في تنظيم الإيقاعات اليومية للجسم، بعض أنواع البكتيريا في الأمعاء تساهم في إنتاج النواقل العصبية التي تدعم النوم العميق، لهذا، من المهم العناية بصحة الأمعاء لضمان نوم هادئ ومريح.
6 خطوات لتحسين صحة الأمعاء وتعزيز جودة النوم
زيادة الألياف الغذائية
ويُنصح بزيادة تناول الفواكه والخضروات، بالإضافة إلى تناول الأطعمة المليئة بالبريبيوتيك مثل الثوم والبصل والهليون، لدعم البكتيريا المفيدة في الأمعاء.
تساهم الألياف في تحسين صحة الأمعاء وتعزيز الهضم، كما أن لها فوائد أخرى مثل تحسين مستويات الكوليسترول وتنظيم مستويات السكر في الدم.
استخدام مكملات البروبيوتيك
البروبيوتيك هي بكتيريا مفيدة توجد في بعض الأطعمة والمكملات الغذائية. هذه المكملات يمكن أن تساعد في توازن ميكروبيوم الأمعاء وتقليل الالتهاب، مما يعزز إنتاج السيروتونين وبالتالي تحسين النوم.
الحد من الأطعمة المعالجة والسكريات ينصح الخبراء بتقليل تناول الأطعمة المعالجة والمشروبات السكرية؛ لأنها تغذي البكتيريا الضارة في الأمعاء، وتؤدي إلى زيادة الالتهاب، الأطعمة مثل الدهون المشبعة والسكر الزائد يمكن أن تؤثر سلباً على جودة النوم.
شرب كميات كافية من الماء
يعتبر الترطيب من الأمور الأساسية لصحة الأمعاء، ويُنصح بشرب كميات كافية من الماء لدعم عملية الهضم وتعزيز الاسترخاء. الترطيب الكافي يساعد في تحسين أداء الأمعاء والحفاظ على توازنها.
تقليل تناول الوجبات في وقت متأخر
تناول الطعام في وقت متأخر من الليل يمكن أن يسبب مشاكل في النوم، كما أنه مرتبط بزيادة مخاطر السمنة.
ووفقاً لدراسة أجريت في 2023، أظهرت أن الأشخاص الذين يتناولون طعامهم بعد الساعة التاسعة مساءً هم أكثر عرضة للإصابة بالسكتات الدماغية بنسبة 28%، فيما يفضل تناول الوجبات في فترة زمنية محددة بين الخامسة والسابعة مساءً.
الحفاظ على نظام غذائي متوازن لتشجيع نوم جيد، يجب تناول الوجبات التي تحتوي على بروتين خفيف، ألياف، وكربوهيدرات معقدة، مع تجنب الوجبات الثقيلة أو الدهنية التي قد تتسبب في مشاكل هضمية وتؤثر على جودة النوم.
تأثير النوم السيء على الصحة العامة
نقص النوم لا يؤثر فقط على الطاقة اليومية، بل يرتبط أيضاً بمشاكل صحية مثل ضعف المناعة، ارتفاع ضغط الدم، داء السكري، مشاكل القلب والكلى، الاكتئاب، وزيادة الالتهابات التي قد تؤدي إلى العديد من الأمراض المزمنة.
لذا فإن تحسين صحة الأمعاء قد يكون خطوة أساسية في تحسين نوعية حياتك بشكل عام.