غطت الصحف الصادرة اليوم السبت 28 يناير (كانون الثاني)، وعلى نطاق واسع، الهجوم المسلح على السفارة الأذربيجانية في طهران، والذي أدى إلى مقتل رئيس فريق الأمن في السفارة وإصابة شخصين آخرين.
ويبدو أن وسائل الإعلام الإيرانية تخشى من ردة فعل باكو التي وصفت الحادث بـ”الإرهابي”، مؤكدة أن الجانب الإيراني تساهل في توفير الحماية اللازمة لسفارتها في طهران، كما أن الحادث يأتي بعد شهور من الدعاية الإعلامية التي تقوم بها إيران ضد أذربيجان.
لكن الصحف اليومية، وعلى رأسها “كيهان” المقربة من المرشد خامنئي، تؤكد في المقابل أن الحادثة كانت شخصية ولا ينبغي على أذربيجان “الوقوع في فخ الأعداء” وتسييس الحادثة بما لا يخدم العلاقات بين البلدين.
أما “جوان” المقربة من الحرس الثوري فشككت في أن تكون الحادثة أمرا شخصيا، لكنها ذهبت في الاتجاه الآخر، حيث حمّلت إسرائيل والحكومة الأذربيجانية مسؤولية الحادثة، بمعنى أن البلدين يقفان وراء هذه الحادثة التي من المحتمل أن تكون مخططة مسبقا.
وفي شأن آخر، علقت صحيفة “رسالت” على الواقع المتأزم في إيران، وتدهور الأوضاع، لا سيما بعد توحيد السلطات بيد التيار الأصولي المقرب من خامنئي.
وكتبت: “الوجه الآخر لتوحيد السلطات ليس جميلا كما كان متوقعا، إن سيطرة مجموعة واحدة على السلطة ستكون سببا في خلق الجهل المركب الذي يصعب الخروج منه لأن الذين يصابون به لا يدركون أخطاءهم ويظنون أنهم على صواب دائما”.
ولفت رئيس تحرير صحيفة “ستاره صبح” إلى الوضع الاقتصادي السيئ في البلاد، وقال إن الشعب الإيراني بات في حاجة إلى الخبز والماء والهواء، مشيرا إلى الأزمات المعيشية وأزمة التلوث وكذلك شح المياه في إيران، محذرا من تبعات استمرار الوضع الراهن وعدم البحث عن حلول سريعة وحقيقية.
فيما تحدثت صحيفة “صبح امروز” عن زيادة الضغوط الدولية على إيران، وقالت إن كل المؤشرات الداخلية والخارجية تشير إلى احتمالية حدوث تحولات كبيرة في منطقة الشرق الأوسط في العام الجاري، كما خلص مراقبون إلى وجود تحديات جمة تنتظر إيران في عام 2023.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
“فرهیختكان”: الهجوم على سفارة أذربيجان مريب وباكو تنوي التصعيد مع إيران
ذهبت صحيفة “فرهيختكان” التي يديرها علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد خامنئي للشؤون الدولية، إلى اتهام أذربيجان بالتآمر والوقوف خلف حادثة السفارة، وادعت أن أعداء ومعارضي “الجمهورية الإسلامية” هم الذين قاموا بالهجوم على سفارة أذربيجان بطهران.
كما ذكرت أن قيام أذربيجان بإخلاء السفارة من الدبلوماسيين خطوة تهدف للضغط على إيران، موضحة أن الهدف من الهجوم على السفارة هو خلق أزمة في علاقات إيران مع دول الجوار، وإرباك سياساتها الخارجية وضرب علاقاتها التجارية مع الدول الأخرى.
وقالت “فرهيختكان” أيضا إن هذه الأزمة هي الوحيدة التي من الممكن أن تتحول إلى صراع ومواجهة عسكرية في المستقبل.
“جهان صنعت”: إيران وتجربة الاتحاد السوفياتي
قال الكاتب والباحث السياسي محمد جنان صفت، في مقال نشره بصحيفة “جهان صنعت”، إنه وفي حال استمرار الوضع الحالي في إيران على ما هو عليه دون القيام بتغييرات أساسية، فإن طهران ستفقد القدرة على التفاوض والتعامل مع الدول الصغيرة والحديثة التأسيس كذلك، مستندا إلى تجربة الاتحاد السوفياتي.
وأضاف الكاتب: “تجربة الاتحاد السوفياتي تظهر أن الدولة حتى لو كانت تملك أقوى الجيوش وأضخم المعدات الحربية والعسكرية فإنها لا تستطيع إنقاذ البلد إذا كان المواطنون غير راضين والوضع الاقتصادي منهارا”.
“اعتماد”: الشرخ يتزايد بين إيران والعراق
قالت صحيفة “اعتماد” الإصلاحية إن تصريحات الرئيس الفرنسي حول ضرورة الحد من نفوذ إيران في العراق، وإصرار بغداد على تسمية الخليج بـ”الخليج العربي”، وخفض مستوى العلاقات التجارية بين البلدين، وامتناع العراق عن دفع مستحقات الغاز والكهرباء إلى إيران، كلها أمور تؤكد أن سياسة احتواء “الجمهورية الإسلامية” يتم تطبيقها حتى من قبل الحكومة الشيعية الصديقة في العراق، حسب تعبير الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أن زيارة رئيس الوزارء العراقي محمد شياع السوداني إلى فرنسا، ولقاءه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، هي تأكيد على وجود شرخ متزايد في العلاقات بين إيران والعراق.
“كار وكاركر”: الفارق بين الرواتب والتكاليف المعيشية 200 في المائة في عام واحد
في تقرير اقتصادي، تناولت صحيفة “كار وكاركر” أزمة التضخم في إيران، وقالت إنه وعلى الرغم من مرور 18 شهرا على وصول حكومة رئيسي التي وعدت منذ بداية مجيئها بإيجاد حلول سريعة للتضخم، إلا أنه لم يحدث شيء إيجابي على أرض الواقع، بل إن الأوضاع ازدادت سوءا.
ونقلت الصحيفة عن الناشط العمالي فرامرز صديفي قوله إنه وخلال عام واحد ارتفع الفارق بين الرواتب والتكاليف المعيشية 200 في المائة، مشيرا إلى ارتفاع بنسبة 136 في المائة في قطاع السكن، وارتفاع بنسبة 44 في المائة في المواد الغذائية.
من جانب آخر، أشارت الصحيفة إلى الخسائر الفادحة التي حلت برواد الأعمال في القطاع الخاص بسبب الكساد الكبير في الأسواق، وقالت إن معظم هذه الشركات أصبحت مفلسة أو إنها أوقفت عجلة الإنتاج بالكامل.