تنوعت الموضوعات التي حظيت بتغطية صحف إيران اليومية بين قضايا داخلية وأخرى خارجية وإقليمية. وعلى صعيد التطورات الدولية والإقليمية، اهتمت الصحف بموضوع الانتخابات الهامة التي ستجرى غدا الأحد في تركيا وانعكاسات هذه الانتخابات على إيران ودول المنطقة.
صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية رأت أن كل شيء في تركيا أصبح جاهزا لهزيمة أردوغان على يد منافسه العلماني كمال كليشدار أوغلو، مشيرة إلى الأزمة الاقتصادية التي عاشتها تركيا في السنوات القليلة الماضية، وهو ما قلل من شعبية حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان.
صحيفة “اعتماد” كذلك لفتت إلى الانشقاق الكبير في الشارع التركي وتشكيل قطبية غير مسبوقة بين التيارين المتنافسين (الإسلامي- العلماني)، وأجرت جولة ميدانية في مدينة إسطنبول حاولت فيها معرفة آراء الشارع وقالت إن قضايا اقتصادية وأخرى سياسية ستترك آثارها على نتائج الانتخابات.
صحيفة “روزكار” قالت إن إيران تعيش بين واقعين لكل منهما مزايا وسلبيات في ما يتعلق بنتائج الانتخابات التركية المرتقبة، وذكرت أن فوز أردوغان سيعود بالنفع الاقتصادي على إيران بينما فوز منافسه كليشدار أوغلو سيعود بالنفع السياسي على طهران.
وفي شأن داخلي لفتت صحيفة “أخبار صنعت” إلى استمرار الغلاء الفاحش في أسعار السلع الأساسية وعنونت في مانشيتها اليوم السبت بالقول: “لغز استمرار الغلاء”، كما تطرقت في تقرير آخر إلى الغلاء الكبير الذي يشهده قطاع السكن وكتبت في عنوانه: “المستأجرون في دوامة الغلاء”.
أما صحيفة “رسالت”، وهي صحيفة أصولية، فقد عرّضت بوزراء الحكومة الذين يدلون بتصريحات مغايرة عن الحقيقة حول الغلاء والوضع الاقتصادي في إيران، وقالت إن وزراء الحكومة “يركبون في سياراتهم من عتبة الباب ولا ينزلون إلا في موقف سيارات مباني الوزارات، وبالتالي لا يدركون ما معنى التضخم، ولا يفهمون معنى القرض والتقسيط!”.
وأشارت صحيفة “دنياي اقتصاد” إلى تنامي ظاهرة الهجرة بين الأطباء الإيرانيين، وكذلك الممرضين والممرضات، حيث بلغت نسبة هجرة الممرضين العام الماضي أكثر من 10 آلاف شخص وهو ما يدق ناقوس الخطر على القطاع الصحي في إيران.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
“جهان صنعت”: العلاقة بين طهران وبكين علاقة تبعية.. وإيران وقعت في فخ الصين
وصفت صحيفة “جهان صنعت” العلاقة بين إيران والصين بعلاقة التابع والمتبوع، مؤكدة أن بكين لن تعتبر بأي شكل من الأشكال طهران شريكا استراتيجيا لها، وهي تقوم بنفس ما تريده الولايات المتحدة الأميركية أي إنها تريد أن تجبر إيران على اتخاذ مواقف أكثر مرونة، وقد مارست في هذا الصدد ضغوطا على طهران لتهدئة الأجواء في المنطقة ودفعتها لإبرام الاتفاق مع المملكة العربية السعودية.
وأضافت الصحيفة أن التطورات العالمية واضطرار إيران للتوجه نحو الصين يعتبر سقوطا في الفخ الصيني في العلاقات بين البلدين، بحيث أصبحت الصين اليوم تستحوذ على إيران، و”قد أصبحنا عالقين في الفخ الذي نصبه الصينيون لنا”.
“آرمان امروز”: إيران لن تعيد النظر في سياساتها الإقليمية
الباحث التاريخي محمود سريع القلم، كتب في صحيفة “آرمان امروز” مقال رأى جاء فيه أن “الجمهورية الإسلامية” ليست مستعدة على الإطلاق أن تعيد النظر في سياساتها الإقليمية لأنها تعتبر حضورها الإقليمي كأهم ورقة ضغط لديها في الحفاظ على توازن القوى، وهي لا ترى ثقلها السياسي يتمثل في المجالات الاقتصادية أساسا.
وأوضح الكاتب نظرا إلى عدم معرفة نتائج الانتخابات الأميركية القادمة والتقارب المتزايد بين روسيا والصين أمام العقوبات الأميركية فإن ذلك يبدو أنه شجع إيران على التقارب أكثر مع روسيا وبناء علاقات استراتيجية معها.
وأضاف سريع القلم أن سياسة روسيا دائما تسعى إلى إبعاد إيران عن الدول الغربية، وفي المقابل إيران لا تجد لنفسها خيارا آخر غير ما ترغب فيه روسيا.
“شرق”: الانتخابات التركية وإيران.. الفرص والتحديات
في مقابلة مع صحيفة “شرق”، أشار المحلل السياسي رحمن قهرمان بور، إلى الانتخابات التركية الحاسمة، وقال إن إيران حاولت خلال الشهور الأخيرة اتخاذ موقف صامت حيال المرشحين، وهي تراقب بحذر ما تؤول إليه النتائج، موضحا أن فوز كل من المرشحين سيضع أمام طهران فرصا وفي نفس الوقت تحديات جمة وهامة.
وذكر قهرمان بور أن فوز أردوغان يعد تهديدا كبيرا وكذك فرصة كبيرة لطهران، وقال إن التأثيرات على إيران ستكون جادة لكنها غير آنية. بعبارة أخرى إن التأثير الذي سيقع على إيران سيتم على المدى البعيد، مشيرا إلى سياسات أردوغان في القضايا التي تهم إيران وتحديدا قضية المياه والتحركات العسكرية في المنطقة (أذربيجان، سوريا، العراق).
أما بالنسبة لكمال كليشدار أوغلو، فرأى الباحث أن فوزه قد يعني تهديدا أقل بالنسبة لإيران من الناحية السياسية، لكن الفرص في المقابل أيضا ستكون شحيحة أمام إيران، لأن شعار كمال أوغلو هو شعار أتاتورك المعروف “استقرار في الوطن وسلام في الخارج”، وبالتالي فإن فوز أوغلو يعني أن إيران ستكون أمام فرصة محدودة للالتفاف على العقوبات المفروضة عليها.
“جمهوري إسلامي”: الوضع الاقتصادي للإيرانيين ليس بخير
حذرت صحيفة “جمهوري إسلامي” في مقالها الافتتاحي النظام الإيراني من تجاهل الواقع الاقتصادي في البلاد وكتبت مخاطبة قيادات النظام: “صدقوا أيها السادة أن حال المواطنين الإيرانيين ليس جيدا، ولا يصح أن نتوقع من أناس في مثل ظروفهم وأوضاعهم أعمالا عظيمة، وفروا للناس معاشهم وهم سيضمنون معادهم”.
في إشارة إلى العزوف الكبير للإيرانيين عن التدين بسبب الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي يحملون النظام الديني مسؤوليتها.
وكتبت الصحيفة: “كثير من الممارسات والسلوكيات الاجتماعية الرافضة للتدين تعود في مجلمها إلى الغلاء والأزمة الاقتصادية، وفروا خبز المواطن وستختفي كثير من هذه المظاهر غير الأخلاقية، الخبز والإيمان وجهان لعملة واحدة”.