وتضيف الصحيفة أن زيارة ظريف تأتي بعد أسبوع من زيارة كبار مسؤولي الطاقة الإيرانيين لبغداد لمناقشة تعزيز روابط الطاقة والحفاظ على تدفق الغاز الإيراني إلى العراق، حيث يمثل نحو 40% من احتياجات البلاد من الكهرباء.
وترى الصحيفة أن زيارات المسؤولين الإيرانيين تسلط الضوء على البيروقراطية التي يمر بها العراق، مع اشتداد المنافسة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية للتأثير في السياسة العراقية والحصة السوقية لاقتصادها.
وتقول الصحيفة إن إيران والولايات المتحدة ساعدتا العراق على هزيمة تنظيم “داعش”، ولكنهما الآن في حالة حرب اقتصادية بعد انسحاب إدارة دونالد ترامب من الصفقة النووية مع إيران وإعادة فرض العقوبات.
زيارة ظريف إلى بغداد تأتي بعد أيام من قيام وزير خارجية أمريكا مايك بومبيو بزيارة لم تكن معلنة إلى العراق، وكانت جزءاً من جولة إقليمية تهدف لتشكيل جبهة عربية لمواجهة التغلغل الإيراني.
كما سبقته زيارة وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري لبغداد بهدف إقناع المسؤولين العراقيين بالتوقف عن شراء الغاز الإيراني لتوليد الكهرباء، وتوظيف الشركات الأمريكية لتطوير نظام الطاقة في العراق.
ومنحت الولايات المتحدة الشهر الماضي، العراق، الإذن لشراء الغاز الإيراني لمدة 90 يوماً بعد تعهدات بغداد بشراء تكنولوجيا الطاقة الأمريكية.
الوزير الإيراني قال عقب وصوله إلى بغداد إن “البعض مثل الولايات المتحدة، يسعى لخلق عقبات بوجه توسيع العلاقات والتعاون بين العراق وإيران، لكنهم فشلوا في تحقيق ذلك”.
بالإضافة إلى شراء الغاز الإيراني، يعد العراق أحد أكبر أسواق التصدير غير النفطي في إيران، حيث يبلغ حجم التبادل التجاري قرابة 9 مليارات دولار، معظمها منتجات زراعية ومواد غذائية وفاكهة ودواجن ومواد بناء.
وساعدت العقوبات الأمريكية في زيادة حجم التبادل التجاري خاصة بعد انهيار قيمة العملة الإيرانية، ممَّا أدى إلى تدفق السلع الإيرانية الرخيصة على أسواق العراق.
يقول جعفر الحمداني، رئيس غرفة التجارة العراقية، إنه ومسؤولين إيرانيين ناقشوا طرقاً للتخفيف من تأثير العقوبات الأمريكية على الشركات، في وقت أعلن فيه وزير خارجية إيران جواد ظريف عن اتفاق عراقي – إيراني لإقامة منطقة صناعية مشتركة لتعزيز الأعمال.
من جهته قال رجل أعمال عراقي إن “الإيرانيين جادون للغاية بشأن الحصول على السوق العراقية، لأن ليس لديهم خيار سوى العراق للحصول على أموال سريعة. إنهم يتأذون من العقوبات الأمريكية وهم بحاجة ماسة للعراق، حتى إنهم أصبحوا أكثر مرونة في التعامل معنا”.
ويقول المسؤولون العراقيون إنهم يعارضون العقوبات من حيث المبدأ، لكنهم يلتزمون بها على مضض لتجنب العقاب الأمريكي، ولكنهم أيضاً في نفس الوقت غير قادرين على تحييد جيرانهم الشرقيين، فإيران تتمتع بنفوذ كبير في العراق.
وحيد قرحي، صاحب شركة إيرانية متخصصة في بيع الأدوية العشبية ومستحضرات التجميل، قال إنهم يواجهون حالياً مشكلة في تحويل الأموال “لكننا أذكى من الأمريكيين، ونعتقد أننا سنجد طريقاً لضربهم”.