صدمات حرب غزة تدفع جنود إسرائيليين إلى الانتحار

2

ـ محمد طارق
كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن هناك عدداً متزايداً من الجنود الإسرائيليين، الذين يعانون من صدمات نفسية نتيجة حرب غزة، ينهون حياتهم بعيداً عن ساحة المعركة، ما يمثل خسائر جديدة تُضاف إلى قائمة القتلى.
وتحت عنوان “خسارة حرب اضطراب ما بعد الصدمة.. الجنود الإسرائيليون يموتون خارج ساحة المعركة”، سلط تقرير الصحيفة الضوء على ما اعتبرته “مأساة خفية”.
بدأ تقرير “جيروزاليم بوست” بقصة شخصية لطفل يعاني والده، الذي خدم في الاحتياط العسكري لمدة 25 عاماً، من اضطراب ما بعد الصدمة، وتصف القصة كيف أن هذا الأب، الذي كان يعمل في مهام خطيرة، يعيش الآن في خوف دائم، حيث يكسر المرايا والأشياء الثمينة في منزله، ويعاني من نوبات عنف مفاجئة، ما يجعله شخصاً آخر في نظر أسرته.
اضطراب ما بعد الصدمة
وفقاً للصحيفة، فإن اضطراب ما بعد الصدمة ليس ضعفاً أو مرضاً عقلياً، بل هو إصابة في الدماغ ناتجة عن صدمة، تسبب خللاً في الآلية التي تميز بين الخطر وعدمه، ما يجعل المصابين يعيشون في حالة تأهب مستمرة، ويشعرون بالخطر من أبسط الأمور اليومية مثل صوت باب يُغلق أو زحمة سير.
50 انتحاراً في عامين
تكشف الصحيفة عن أرقام وصفتها بـ”الصادمة” للضحايا الصامتين للحرب، حيث إنه منذ بداية الحرب مع حماس في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، انتحر ما يقرب من 50 جندياً إسرائيلياً معظمهم كانوا يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، وتُظهر الأرقام أن 17 جندياً انتحروا في عام 2023، و24 في عام 2024، و17 آخرين في عام 2025.
ويشير التقرير إلى أن حوالي 12% من المحاربين القدامى في الجيش الإسرائيلي قد يعيشون مع هذا الاضطراب، وأن نادي “هيليم” (منظمة لإعادة تأهيل المصابين باضطراب ما بعد الصدمة) يؤكد أن الإحصاءات أعلى من ذلك.

التعليقات معطلة.