اقتصادي

صراع البحر الأحمر… “تورم” تُوقف مرور سفنها و”تيسلا” و”فولفو” تعلّقان الإنتاج

زوارق تابعة للحوثيين (ا ف ب)

في أحدث تداعيات هجمات الحوثيين على السفن المرتبطة بإسرائيل والهجوم الأميركي – البريطاني الذي استهدف مراكزهم في اليمن، أعلنت شركة الشحن الدنماركية “تورم”، اليوم الجمعة، تعليق جميع عمليات النقل عبر جنوب البحر الأحمر، فيما أوقفت شركتا “تيسلا” في ألمانيا و”فولفو” في بلجيكا إنتاجهما موقتاً.

وقالت متحدثة باسم الشركة: “قررت شركة تورم اليوم وقف جميع عمليات العبور في جنوب البحر الأحمر حتى إشعار آخر”.

وتمتلك الشركة الدنماركية أسطولاً يضمّ حوالى 80 سفينة وتتخصص في نقل المنتجات البترولية.

ويأتي إعلان “تورم” في أعقاب عدد متزايد من الهجمات التي شنها الحوثيون على سفن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر. ويقول الحوثيون إنهم يتضامنون مع حركة “حماس” الفلسطينية في الحرب مع إسرائيل في قطاع غزة.

كذلك يأتي بعيد شنّ القوات الأميركية والبريطانية غارات جوية على المناطق التي يسيطر عليها المتمردون فجراً، ما عزز المخاوف من اتساع نطاق النزاع في المنطقة.

ودفعت الهجمات التي شنها الحوثيون العديد من شركات الشحن، ومن بينها شركة “ميرسك” الدنماركية، إلى تحويل مسار سفنها عبر رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.

ويمرّ نحو 12% من التجارة البحرية العالمية عادة عبر مضيق باب المندب المؤدي إلى جنوب البحر الأحمر، لكن عدد الحاويات انخفض بنسبة 70% منذ منتصف تشرين الثاني (نوفمبر)، وفق الخبراء.

“تيسلا” و”فولفو” تعلّقان الإنتاج

إلى ذلك، أعلنت شركة صناعة السيارات الكهربائية “تيسلا” أنها ستعلّق معظم إنتاجها لمدة أسبوعين في مصنعها الأوروبي قرب برلين، بسبب نقص في المكونات ناتج عن تأخر في عمليات التسليم جراء هجمات الحوثيين.

وقالت “تيسلا”، في بيان، إنّ “الزيادة الكبيرة في أوقات النقل تتسبب في فجوة في سلاسل الإمداد”.

وأضافت الشركة الأميركية أنّه سيتم تعليق الإنتاج “باستثناء بعض القطاعات الفرعية” في مصنع “جيغا فاكتوري” الواقع جنوب شرق برلين بين 29 كانون الثاني (يناير) و11 شباط (فبراير).

وأكدت “تيسلا” أنّه “اعتباراً من 12 شباط (فبراير)، سيتم استئناف الإنتاج بالكامل”.

وأشارت تيسلا إلى أنّ “النزاعات المسلحة في البحر الأحمر والتحوّل في طرق النقل بين أوروبا وآسيا عبر رأس الرجاء الصالح لها أيضا تداعيات على الإنتاج في غرونهايد”، المدينة الواقعة جنوب برلين حيث افتتحت تسلا مصنعها الأوروبي الوحيد.

وتُسبب هذه الأزمة الأمنية اضطرابا في التجارة البحرية العالمية، ففضلاً عن تمديد فترة التنقل بين آسيا وأوروبا بمقدار 10 إلى 20 يوماً، يكبّد تغيير الطريق الشركات تكاليف باهظة.

ويعمل نحو 11500 موظف في مصنع “تيسلا” قرب برلين الذي بدأ النشاط عام 2022 وينتج بحسب الشركة أكثر من 250 ألف مركبة كهربائية سنوياً مع هدف طويل المدى يبلغ 500 ألف وحدة. وتخطط “تيسلا” لتوسيع المصنع لمضاعفة الإنتاج وعدد الموظفين.

من جهتها، أعلنت شركة “فولفو” أنّ مصنعها في مدينة غانت البلجيكية سيغلق لثلاثة أيام الأسبوع القادم، لنقص أجهزة نقل الحركة بسبب تأخر عمليات التسليم الناجم عن تغيير مسارات الشحن.

وينتج المصنع موديلات الدفع الرباعي “إكس سي40” والسيارات الكهربائية “سي40”.