ادهم ابراهيم
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لرجل كريم من اهلنا في جنوب العراق . وهو يدعو عبر احدى الفضائيات الى عدم انتخاب الفاسدين المتربعين على قمة السلطة بعبارة لايصح ذكرها ، واعادها عدة مرات للالم الذي يشعر به وقد انتقل هذا الالم الى كل من اطلع على هذا المقطع . وبالرغم من ان هذه الالفاظ لايستسيغها البعض الا ان هذه العبارات منتشرة في كثير من دول العالم للتعبير عن الاستهجان . ان هذا الرجل الشجاع والامين قد تحدث بلهجة اهل الجنوب
اي بالعامية ليوصل الفكرة الى اكبر عدد من الناخبين بعدم تكرار المآسي وانتخاب نفس الشخوص او من على شاكلتهم ان هذه الصرخة سوف لن تمر مر الكرام فكلمة شجاعة واحدة قد تغير وجه التاريخ . مثل المرأة العمورية التي اسرها الروم فصرخت وامعتصماه . فانتقل الخبر الى الخليفة المعتصم بالله فجهز جيشا ودخل عمورية وفك اسر المرأة . وانتصر لها . ان في العراق رجالا لايقلون شجاعة عن المعتصم بالله ولكن الرعاع الفاسدين قد تزاحموا على موائد التآمر ولم يعطوا فرصة للشرفاء لتبوء المسؤولية بدلا منهم . الكلمة الشجاعة اقوى احيانا من السلاح . وهذا الرجل العراقي الشريف لم يقصد البذاءة او اهانة احد ، بل صرخ صرخته الموجعة ليضع حدا لتمادي واستهتار القائمين على رأس السلطة للتنحي وفسح المجال للرجال النزيهين والكفوئين لادارة الحكم بدلا من هذه الطغمة الجاهلة والفاسدة والتي جعلت من العراق خرابا ودمارا من شماله الى جنوبه وسرقت مليارات الدولارات من دون رحمة بالوطن ولا بالشعب المسكين . لقد حان وقت التغيير الفعلي حقا سواء بصناديق الاقتراع او بغيرها فنحن ليس لدينا عمرا اضافيا لانتظار خمسة عشر عاما اخرى لتصحيح الوضع وتنصيب الرجل المناسب لادارة الحكم ادارة علمية ونزيهة . فسنغافورة وماليزيا ليستا افضل من العراق ورجالها الذين قادوها نحو التطور والازدهار ليسوا بافضل من رجال العراق النجباء
ان الدولة العميقة في العراق تقف حجر عثرة امام تغيير الوضع السياسي والاقتصادي في البلد للحفاظ على مصالح فئات محددة من النصابين والمشعوذين الذين يرهبون الناس بوسائل دينية ومدنية متعددة وعلى رأس هذه القوى ادعياء الدين الذين انكشفت اوراقهم ولم يعودوا يستغفلون الا الناس البسطاء والاميين ، اوالمتعلمين الجهلة اللاهثين وراء فتات الموائد والمناصب الحكومية . ان من يدعون انهم ممثلي الشعب في البرلمان العراقي لم يعملوا شيئا لصالح الشعب او الدولة ولم يسنوا القوانين ذات المصلحة الحقيقية للشعب كما لم يعدلوا الدستور الذي يخرقونه جهارا نهارا رغم انه اس البلاء لهذا البلد الصابر بما تضمنه من تقسيمات طائفية وقومية . وحصر السلطات بيد رئيس الوزراء من اجل خلق دكتاتورية فردية تحت لافته ديموقراطية . ان حتمية التغيير اصبحت واجبة على كل فرد من ابناء الشعب بالعزوف عن انتخاب الوجوه الكالحة التي رافقت المسيرة السياسية منذ خمسة عشر عاما والى يومنا الحاضر . واقصد بها كل الوجوه الموجودة الان على الساحة السياسية من كل الطوائف والقوميات ، هؤلاء الاميين والفاسدين وسراق المال العام الذين يبيعون ويشترون الوزارات والمناصب الحكومية دون وازع من دين او ضمير او انسانية . وان على كل مواطن تحكيم ضميره وعقله في من يجب ان يصوت له فان ذلك امانة في عنقه . واذا لم يجد من هو اهل لتمثيله فليضع البطاقة دون اسم ويسقطها بشطبها بقلم غير قابل للمسح . واذا اراد مرتزقة المافيات الحكومية والحزبية تزويرها فعليهم لعنة التاريخ والضمير الانساني ويحملون وزر مايفعلون الى يوم الدين