جاء قرار النيجر بإنهاء تحالفها مع واشنطن في مجال مكافحة الإرهاب بعدما اتهم مسؤولون أميركيون بارزون المجلس العسكري في النيجر بالبحث سراً في اتفاق يسمح لإيران بالوصول إلى احتياطياتها من اليورانيوم، وفقاً لصحيفة “الوول ستريت جورنال” الأميركية.
وأعلن المتحدث باسم المجلس العسكري في النيجر قرار إنهاء التعاون العسكري مع الولايات المتحدة مساء السبت. وهو قرار يوجه ضربة خطيرة لجهود إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لاحتواء التمرد الإسلامي المترامي الأطراف في منطقة الساحل. وقد تؤثر هذه الخطوة على القاعدة التي بنتها الولايات المتحدة بقيمة 110 ملايين دولار وتستخدم لتحليق طائرات المراقبة المسيرة فوق غرب أفريقيا. ومن شأنها أيضاً أن تؤدي إلى انسحاب أكثر من 600 جندي أميركي لا يزالون متمركزين في النيجر.
وكان المسؤولون الأميركيون يعملون على إنقاذ علاقتهم مع النيجر منذ أطاح الجيش الرئيس محمد بازوم في انقلاب تموز (يوليو)، ما أدى إلى فرض قيود على المساعدات العسكرية بموجب القانون الأميركي. ويعمل المجلس العسكري على توطيد العلاقات مع روسيا ومالي وبوركينا فاسو.
لكن في الأشهر الأخيرة، قال مسؤولون أميركيون وغربيون إنهم حصلوا على معلومات استخباراتية تشير إلى أن المجلس العسكري في نيامي يدرس أيضاً إبرام صفقة مع إيران من شأنها أن تمنح طهران إمكانية الوصول إلى بعض احتياطيات اليورانيوم الهائلة في النيجر. وكان القلق الأميركي يتمثل في أن المناقشات بشأن هذا الاتفاق بدأت في كانون الثاني (يناير)، عندما التقى رئيس الوزراء الذي عينه المجلس العسكري علي الأمين زين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وغيره من كبار المسؤولين الإيرانيين في طهران.
وقال مسؤولون غربيون في شباط (فبراير) إن المحادثات بين النيجر وإيران وصلت إلى مرحلة متقدمة. وأفاد مصدر مطلع أن الطرفين وقعا اتفاقاً مبدئياً يسمح لطهران بالحصول على اليورانيوم من النيجر.
وبلغت المخاوف ذروتها خلال الأسبوع الماضي، عندما سافرت مولي في، مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية إلى نيامي لإجراء محادثات مع المجلس العسكري بشأن العلاقات المستقبلية بين الدولتين وما قالت وزارة الخارجية إنه سيكون مناقشات بشأن “عودة النيجر إلى المسار الديموقراطي”.
وخلال الاجتماعات، أثارت مساعدة وزيرة الخارجية قلق واشنطن بشأن التوصل إلى اتفاق مع إيران، وفقاً لمسؤولين من الولايات المتحدة والنيجر، وصفوا الاجتماعات بأنها متوترة إلى حد بعيد. وانتقدت أيضاً عدم إحراز تقدم في العودة إلى حكومة منتخبة في النيجر وأثارت مخاوف واشنطن بشأن الوصول الوشيك للمدربين والمعدات العسكرية الروسية.
ولطالما اتهمت الحكومات الغربية إيران بتطوير برنامج للأسلحة النووية، وهو ما تنفيه طهران. ويخشى المسؤولون الغربيون أن تؤدي الواردات غير الخاضعة للرقابة إلى تسهيل استخدام السلطات الإيرانية لليورانيوم في ما يتخطى برنامجها للطاقة النووية المدنية وتخصيبه إلى درجة يمكن استخدامه لصنع سلاح نووي.