يضم مانشستر سيتي المتوج بلقب بطل الدوري الإنكليزي لكرة القدم للعام الرابع توالياً في إنجاز غير مسبوق، كوكبة من النجوم الذين يخدمون فريقاً يقوده المدرب الإسباني بيب غوارديولا: مهاجمون حاسمون (فيل فودن، البلجيكي كيفن دي بروين، النروجي إرلينغ هالاند)، بديل رائع في حراسة المرمى (الألماني شتيفان أورتيغا) ووافد جديد تأقلم بشكل جيد مع المجموعة (الكرواتي يوشكو غفارديول).
فيل فودن الضوء الساطع
أشعل اللاعب الأعسر المولود في ستوكبورت، مانشستر الكبرى، أسلوب لعب سيتي نشاطاً بمراوغاته وتسديداته الرائعة وإحصائياته العالية (19 هدفاً بينها ثنائية الفوز في مرمى وست هام اليوم، و8 تمريرات حاسمة).
صاحب الرقم 47 الذي رسمه على رقبته، أمَّن بشكل رائع على الخصوص فترة غياب قائد الأوركسترا دي بروين الذي أمضى النصف الأول من الموسم في عيادة الفريق.
ومع ذلك، في عمر الـ23 عاماً، لم يعد فودن هو الورقة الرابحة التي يستخدمها غوارديولا لتعويض الغيابات كما كان الحال في العام الماضي. عودة دي بروين لم تغير الوضع: أصبح الجناح أو لاعب الوسط المهاجم الآن في التشكيلة النموذجية.
حتى أنه يجلس على الطاولة مع الأعظم، منذ أن تم اختياره كأفضل لاعب في موسم 2023-2024 في الدوري الإنكليزي الممتاز.
أورتيغا البديل المضمون
اعتمد سيتي، ثاني أفضل خط دفاع في إنكلترا خلف أرسنال، لفترة طويلة على حارس مرماه الأول الدولي البرازيلي إيدرسون. لكن بديله أورتيغا، خرج من الظل ببراعة عندما تعلق الأمر بتعويض غيابه.
واضطر الألماني البالغ من العمر 31 عاماً إلى اللعب اضطرارياً أمام ليفربول ونوتنغهام فوريست وخاصة توتنهام (2-0) الثلثاء، وهي المباراة المؤجلة التي كانت حاسمة في الفوز باللقب، حيث تألق بتصديات رائعة عدة، من بينها واحدة أمام الدولي الكوري الجنوبي هيونغ-مين سون في الدقيقة 86.
قال يومها لاعب ليفربول السابق جايمي كاراغر الذي أصبح مستشاراً لقناة “سكاي سبورت”: “لقد سمح لهم أورتيغا، الليلة فقط، بالفوز بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز. (…) لو لم يتصد لهذه الكرات عندما كانت النتيجة 1-0، فإن أرسنال سيفوز بالبطولة”.
وأشاد غوارديولا بحارس مرماه الذي وصل مجاناً في صيف 2022 قادمًا من أرمينيا بيليفيلد الذي هبط إلى الدرجة الثانية الألمانية، قائلاً: “إنه جيد حقاً، حقاً، حقاً. لقد اتخذ مدرب حراس المرمى لدينا قراراً رائعاً بإحضاره إلى هنا”.
دي بروين وهالاند الثنائي الجهنمي
دي بروين الذي أصيب في النصف الأول من الموسم، عاد إلى المنافسة في كانون الثاني (يناير) فقط، لكنه عوض الوقت الضائع. سجل لاعب الوسط المهاجم أربعة أهداف وقدم عشر تمريرات حاسمة في المباريات الـ17 التي لعبها.
وأصبح البلجيكي البالغ من العمر 32 عاماً ثاني أفضل ممرر في تاريخ البطولة الإنكليزية الثلثاء الماضي أمام توتنهام بعد تمريرة حاسمة لهالاند افتتح منها التسجيل.
شريكه النروجي، البالغ من العمر 23 عاماً، يعرف أفضل من أي شخص آخر كيفية التعامل مع التمريرات الحاسمة لدي بروين. ومرة أخرى أسعد جماهير الـ”سيتيزنز” بوفرة أهدافه: 27 في 31 مباراة.
وغاب هالاند لمدة شهرين تقريباً هذا الشتاء، وتباطأت وتيرة هزه الشباك في بداية عام 2024 وتعرض لانتقادات حادة في بعض الأحيان، لكنه أنهى الموسم بقوة بتسجيله تسعة أهداف في سبع مباريات.
غفارديول لمسة غوارديولا
أنفق أبطال أوروبا ما يصل إلى 90 مليون يورو، حسب الصحافة، للتعاقد مع غفارديول، البالغ من العمر 21 عاماً في ذلك الوقت، من نادي لايبزيغ الألماني الصيف الماضي.
قال غوارديولا إن المدافع الكرواتي لم يكن مغامراً جداً في الهجوم، وفي بعض الأحيان كان متجاوزاً دفاعياً “واجه مشكلة صغيرة” في البداية.
وأضاف المدرب: “لقد وصل إلى الفريق الذي فاز بالثلاثية (الدوري والكأس المحليان ودوري الابطال)، وفي البداية كان خجولاً بعض الشيء”، موضحاً: “كانت مسألة وقت”.
في الواقع، غالباً ما يواجه الوافدون الجدد صعوبة في التأقلم مع مبادئ اللعب التي يتبعها المدرب الإسباني. تدارك قطب الدفاع الكرواتي الذي أشركه غوارديولا مدافعاً أيسر، الموقف وتحول إلى لاعب رائع في قيادة الهجمات وحتى إنهائها بهز الشباك بتسجيله أربعة أهداف منذ منتصف نيسان (أبريل).
رودري تعويذة الحظ
يعد لاعب الوسط الدفاعي البالغ من العمر 27 عاماً أكثر من أي وقت مضى عنصراً أساسياً في اللعب الجماعي لفريق سيتي، فهو صعب المنال دفاعياً ومساند فعَّال هجومياً (8 أهداف و9 تمريرات حاسمة) وتعويذة حظ.
مع وجود رودري في التشكيلة، لم يخسر مانشستر سيتي مباراة واحدة في الدوري منذ 5 شباط (فبراير) 2023، أمام توتنهام، وهي مناعة امتدت على مدار أكثر من 470 يوماً وخمسين مباراة للإسباني!
وخسر “سيتيزنز” ثلاث مرات فقط هذا الموسم في الدوري (ولفرهامبتون، أرسنال، أستون فيلا) وفي جميعها كان صاحب هدف الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، موقوفاً.