نضال حمادة
في مقر (جوكيز كلوب) المخصص فقط للأثرياء والذي يقع في جادة شانزيليزيه في العاصمة الفرنسية باريس، وبدعوة من مدراء صناديق نقد عالميين عقد قبل نحو أسبوعين اجتماع مغلق ضم رجال أعمال وساسة فرنسيين، وعلى جدول أعمال هذا الاجتماع الذي يعقد سنوياً والمخصص لبحث مسائل نقدية واستثمارات مالية، تكلّم المنظر السياسي الفرنسي اليهودي والمحسوب على اللوبي الصهيوني “ألكسندر آدلير بالسياسة وتناول نظرته في ثلاث مسائل تتعلق بمستقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كوريا الشمالية وإيران.
في هذا الاجتماع المغلق الذي حضره مصدر فرنسي ونقل لنا وقائعه كانت كلمة الكسندر آدلير محط اهتمام الجميع لما للرجل من علاقات وطيدة مع اللوبي الصهيوني الأمريكي ومع الساسة في الكيان الإسرائيلي، وقد تناول آدلير المواضيع الثلاثة بإسهاب حسب المصدر الفرنسي، الذي أكد لنا أن “كلامه حول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان جازما ودون أي غموض”، وحسب المصدر الفرنسي قال آدلير أن “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يكمل ولايته الرئاسية وسوف يتم عزله قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة”، وقال أدلير في كلمته أن “هناك شبه اتفاق بين قادة الحزب الجمهوري الكبار ورجال القضاء والمال في الولايات المتحدة الأمريكية على ضرورة عزل ترامب”، وشرح أدلير أن “السبب الأول لغضب رجال الدولة الأمريكية العميقة على دونالد ترامب يعود إلى علاقاته الوطيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والشكوك شبه المؤكدة في واشنطن عن دور روسي خفي ساهم في نجاح حملة ترامب الرئاسية وإيصاله الى البيت الأبيض”.
ومما قاله أدلير أن “جميع القوى النافذة في أمريكا تقول بخطر نجاح ترامب في تولي دورة رئاسية ثانية ما سيجعله أكثر حرية بالتصرف وأقل ارتباطا بمؤسسات الدولة الأمريكية ومراكز النفوذ في واشنطن”.
الموضوع الثاني الذي تناوله أدلير في كلمته ودائما حسب المصدر الفرنسي كان كوريا الشمالية التي اعتبر أدلير أن “الغرب تأخر كثيرا في معالجة الأزمة معها”، وأضاف: “لم يعد هناك أية إمكانية لمنع الكوريين الشماليين من تطوير قدراتهم النووية التي وصلت الى مستوى عال من التقدم والدقة”، لافتا الى “أنهم في كوريا الشمالية أكملوا الدورة الصاروخية والنووية عبر إطلاق صاروخ قادر على الوصول إلى أية نقطة على وجه الأرض”.
يضيف: “هناك قلق فعلي يراود رجال الدولة العميقة في واشنطن من سياسة ترامب الاستفزازية اتجاه بيونع يانغ والتي قد تتطور بشكل مفاجئ لتصل إلى المواجهة العسكرية”، وقال أدلير أن “هناك في واشنطن من يعتقد أن روسيا تريد جر أمريكا إلى مواجهة عسكرية مع كوريا الشمالية تستنزف الولايات المتحدة وتضعفها أكثر امام حلفائها في العالم”، ليؤكد أدلير أن “ترامب لا يصغي إلى كل التحذيرات التي يتلقاها من الساسة الأمريكيين الكبار ومن أجهزة الاستخبارات الأمريكية والتي تنصحه كلها بوقف كل انواع التصعيد الكلامي مع رئيس كوريا الشمالية”.
الموضوع الثالث الذي تناوله الكسندر أدلير في مداخلته كان إيران وملفها النووي، ونقل المصدر الفرنسي عن أدلير قوله أن “إيران تقف على حافة عبور الخط النووي ويلزمها كبسة أصبع لتصنيع القنبلة الذرية”، وقال أدلير أن “أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تتعامل على أساس إيران دولة نووية، بينما يرفض الساسة الإسرائيليون الاعتراف بهذا الواقع الصعب، ويعملون على جر الولايات المتحدة لشن حرب عسكرية ضد إيران لن تكون أقل خطرا وضراوة من الحرب ضد كوريا الشمالية”. يضيف أدلير أن “الدول الأوروبية الكبرى تتعامل مع إيران كدولة نووية تقنيا لكن يلزمها بعض الوقت لاستكمال الدورة وامتلاك صواريخ عابرة للقارات قادرة على حمل رأس نووي”.
وقال الخبير المقرب من اللوبي الصهيوني الفرنسي أن “فرنسا مثلا تعول على روسيا لتحجيم دور إيران في سوريا والعراق واليمن، وهذه الرغبة الفرنسية تقف خلف الإعتراض الفرنسي على قرار ترامب نقل سفارة الولايات المتحدة من تل ابيب الى القدس”، وقال أن “قرار ترامب هذا أخرج إيران من عزلتها في العالم الإسلامي، منهيا كلامه بالقول ان طهران وموسكو تتحكمان بمفاصل القوة على الأرض في أفغانستان رغم تعزيز واشنطن لقواتها وقدراتها العسكرية هناك”.