المصدر : النهار العربي
قد لا يكون الموت المفاجئ بسبب مشكلات في القلب متوقعاً، كما أنّه ليس شائعاً. لكن يبدو أنّه يتمّ الكشف عن المزيد من الحالات التي تظهر فيها مشكلات في القلب لدى الأطفال، ما يستدعي نشر الوعي في هذا المجال، لاعتبار أنّ قسماً كبيراً منها قابل للوقاية حتى يكون من الممكن إنقاذ حياة الطفل في الوقت المناسب، وفق ما يوضحه الطبيب الإختصاصي بأمراض القلب لدى الأطفال في المركز الطبي للجامعة اللبنانية- الأميركية-مستشفى رزق الدكتور جوني عبود.
لماذا يمكن أن يتعرّض الأطفال للموت المفاجئ بسبب مشكلات في القلب؟
يمكن أن يعاني الأطفال أمراضاً في القلب في سن صغيرة، ومنها ما يرتبط بالعامل الوراثي. فاحتمال أن تكون هناك مشكلة ترتبط بالتضخم او الضعف في عضلة القلب او بكهرباء القلب. إلاّ أنّ العامل الوراثي ليس سبباً دائماً للإصابة بهذا النوع من المشكلات. إذا كان العامل الوراثي سبباً قد يكون من الممكن الكشف عن المشكلة من خلال الفحوص التي يشدّد على أهميتها عبود بشكل خاص، في حال وجود حالات موت مفاجئ في العائلة في مرحلة الطفولة. هذا، فيما يشير إلى أنّ مشكلات القلب والموت المفاجئ في مرحلة الرشد تكون مختلفة ولها أسباب أخرى.
هل من مؤشرات معيّنة يمكن أن تستدعي اللجوء إلى الفحوص أيضاً؟
-التسارع في دقات القلب في حال القيام بمجهود بسيط أو حتى في حال عدم القيام بأي جهد-الوجع في الصدر-الإغماء. هي من العلامات التي تستدعي حكماً استشارة الطبيب لإجراء الفحوص اللازمة والتخطيط للقلب، حتى في حال عدم وجود عامل وراثي. ويمكن أن يجرى التخطيط عندها في أي عمر كان وليس من الضروري الانتظار حتى سن معيّنة. فهي علامات يمكن أن تشكّل إنذاراً فتدلّ إلى وجود مشكلة ما. مع الإشارة إلى أنّه من الممكن ألاّ تظهر أي علامات، ويسبب العارض الوفاة من دون أن يكون من الممكن التدخّل في ذلك.
هل من سن معيّنة تُلزم الأطفال أن يجروا فيها التخطيط للقلب؟
ما من توصيات في لبنان بهذا الشأن تدعو كافة الأطفال إلى اللجوء إلى التخطيط في حال عدم وجود عامل وراثي أو علامات تُنذر بوجود مشكلة، وإن كانت بعض الدول توصي بذلك. فمن الممكن إجراء الفحوص والتخطيط على نطاق واسع، ويمكن ألاّ يظهر سوى عدد محدود من الحالات في المقابل، من المهمّ نشر الوعي حول أهمية إجراء التخطيط في حال وجود علامات تُنذر بالخطر أو في حال وجود عامل وراثي، لأنّ هذا يمكن أن ينقذ حياة كثيرين من الأطفال. هذا، وفي حال تبيّن وجود مشكلة معيّنة في التخطيط يمكن اللجوء إلى الصورة الصوتية وإلى مزيد من الفحوص للحدّ من خطر حصول وفاة مفاجئة. لكن في الوقت نفسه، يشدّد عبود على أنّه من الممكن ألاّ تظهر كافة المشكلات في التخطيط، لكنه على الأقل يمكن أن يكشف قسماً كبيراً منها، ما يسمح بحماية كثيرين. وفي حال وجود عامل وراثي، تزيد فرص كشف المشكلة من خلال التخطيط، وعندها يجب عدم إهمال الحالة أبداً من السنوات الأولى. مع الإشارة إلى أنّ ثمة حالات ومشكلات تظهر عند القيام بجهد وممارسة الرياضة، كبعض الأمراض الخلقية. لكن هذا لا يعني أنّ الرياضة تشكّل خطراً على الطفل. وتبرز هنا أيضاً أهمية التخطيط للوقاية من أي مشكلة يمكن أن يواجهها الطفل. أما العلاجات المتاحة في حال وجود مشكلة فهي الأدوية، وربما تكون هناك حاجة إلى البطارية بحسب الحالة. وثمة حالات قد تستدعي وقف ممارسة الرياضة ومنها ما قد لا يتطلّب ذلك، فيحدّد الطبيب ذلك ويوجّه الطفل بحسب حالته.