طفل يولد كل 12 ساعة مع تشوّه في القلب في لبنان والتحدّيات كثيرة في ظلّ الأزمة

1

تعبيرية

جراحات القلب للأطفال من التحدّيات الكبرى في القطاع الصحي. فارتفاع كلفتها من الأعباء الأساسية التي يتحمّلها المواطنون الذين يهدّد الموت حياة أطفالهم في أي لحظة بسبب عدم القدرة على تحمّلها. وإذا كانت الجمعيات قد ساهمت طويلاً في دعم العائلات في نسبة عالية في هذا المجال، اختلفت الأمور خلال الأزمة وزادت التحدّيات مع تراجع معدلات التمويل وانخفاض معدل الدعم من قِبل الدولة بالمقارنة مع تكاليف العملية العالمية التي ارتفعت إلى حدّ كبير بالدولار الأميركي. 

ما التحدّيات التي زادت بشكل خاص خلال الأزمة؟توضح الشريك المؤسس ورئيس مجلس إدارة Brave Heart Fund جومانا غندور عطالله، انّ الأعباء كثيرة من بداية الأزمة. فمنذ تاريخ تأسيسه قبل 20 عاماً، يعمل الصندوق على تقديم الدعم المادي لعمليات تشوّه القلب للأطفال، حتى يتمكن هؤلاء من متابعة حياتهم بصورة طبيعية. علماً انّ ثمة 35 نوعاً من تشوّهات القلب لدى الأطفال المتفاوتة في الحدّة والتي يمكن ان يكون منها حالة طارئة ومنها قد تكون قابلة للتأجيل. إذ يتطلّب التشوه أحياناً أن تُجرى الجراحة من اليوم الأول للولادة من دون تأخير، او يمكن الانتظار لفترة. فلكل طفل حاجة مختلفة. وحصل تطور مهمّ في مجال جراحات قلب الأطفال، حيث أصبح من الممكن تصحيح الكثير من التشوهات من خلال تدخّل طبي بسيط، ونسبة نجاح العملية تصل إلى 97 في المئة، خصوصاً في حال إجرائها في الوقت المناسب. وفيما تتابع الجمعية تقديم الدعم وتأمين ما ينقص العائلة من تكاليف، لكن كانت وزارة الصحة وصندوق الضمان الاجتماعي يؤمّنان نسبة عالية من تكاليف العملية في التغطية، فيما يتحمّل صندوق Brave Heart القسم المتبقي، وذلك في أي من المستشفيات الكبرى المجهّزة لإجراء مثل هذه العمليات. إنما في ظل الأزمة تراجعت قدرة الجهات الرسمية على تأمين الدعم، وباتت النسبة التي تؤمّنها بسيطة بالمقارنة مع تكاليف العملية المرتفعة، وها ما زاد من الأعباء على الأهل وعلى الجمعية.وفيما كان الصندوق حريصاً على تأمين حسابات التمويل لعامين إلى الأمام، ليكون الدعم متوافراً بأسرع وقت ممكن عند الحاجة لهذه العمليات الطارئة. علماً أنّه كل 12 ساعة يولد طفل في لبنان يعاني تشوّهاً في القلب، ومن هذه التشوهات ما يُعتبر من التشوّهات الصعبة جداً، وإن كانت في معظمها قابلة للمعالجة بفضل التطور الطبي في هذا المجال، بحيث يتابع الطفل حياته الطبيعية.  طوال 20 عاماً استطاع الصندوق تقديم الدعم لـ4600 تدخّل جراحي و5500 تدخّل طبي من تشخيص وغيره بحسب الحاجة. اما اليوم فيبدو الوضع أصعب مع زيادة الأعباء في تغطية التكاليف، حيث كان معدل الدعم المطلوب بين 40 و60 في المئة من تكاليف العملية، فيما لا تتخطّى تغطية الدولة للتكاليف حالياً 3,5 في المئة منها، بحيث تضاعفت الحاجة إلى مساعدة الصندوق. حالياً أصبحت المبالغ نفسها قادرة على تغطية تكاليف نصف العمليات التي كانت تُغطى سابقاً. كما تراجعت معدلات التمويل بسبب الوضع المعيشي الصعب في البلاد. ولا بدّ للجمعية من الاستمرار في تقديم الدعم أياً كانت الظروف، لإنقاذ حياة مئات الأطفال الذين يولدون سنوياً وهم بجاحة إلى إجراء العملية. هذا وتشير عطالله إلى أنّ جرّاحاً واحداً في لبنان يقوم بكافة العمليات في مختلف المستشفيات. ومع تراجع قدرة الأهل على تحمّل تكاليف الجراحة، بات كثيرون يؤخّرون العملية، ما يؤدي إلى تدهور حالة الطفل تدريجاً بانتظار إجرائها له، رغم ازدياد صعوبتها نتيجة التأخير.

التعليقات معطلة.