طهران تتهم واشنطن بمحاولة افتعال أزمة «نووية»

2

اتهمت طهران المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي بـ «الكذب»، معتبرة أنها «مُكلّفة بفتنة جديدة». وأكدت أنها لن تتجاوز «خطوطاً حمراً»، مستبعدةً أن «ترضخ» الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمطالب واشنطن بتفتيش مراكز عسكرية إيرانية، في إطار الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست.
وكانت هايلي أعربت عن «ثقة كبيرة في الوكالة الذرية»، مستدركة أنها «تتعامل مع بلد له تاريخ واضح من الكذب والسعي إلى برامج نووية سرية». وأضافت بعد لقائها المدير العام للوكالة يوكيا أمانو في فيينا الخميس الماضي: «نشجّع الوكالة على استخدام كل السلطات التي تملكها وانتهاج كل السبل الممكنة للتأكد من التزام الاتفاق النووي الذي لا يميّز بين المواقع العسكرية وتلك غير العسكرية. هناك أيضاً مواقع كثيرة غير معلنة ولم تُفتّش. هذه مشكلة».
وعلّق الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قائلاً: «لن نستسلم أمام طمع حكومات، كما نستبعد أن ترضخ الوكالة الذرية لمطالب غير معقولة وغير واقعية لدولٍ، نظراً إلى سياستها المستقلة ومكانتها دولياً». وأضاف: «سنتابع تعاوننا مع الوكالة في إطار التعهدات السابقة، ولن نتجاوز إطلاقاً خطوطنا الحمر، على رغم أننا وجّهنا إليها التحذيرات اللازمة وقدمنا توصيات». وتابع: «لن نسمح لأحد بدخول مجالات محظورة في الاتفاق النووي، وعمليات التفتيش التي تنفذها الوكالة ستُنجز في إطار سياساتنا الداخلية».
وسخر من وصف هايلي محادثاتها مع أمانو بأنها ناجحة، قائلاً: «لدينا مصطلح في وزارة الخارجية مفاده: ليست لدينا أي زيارة غير ناجحة. ويمكنها أيضاً الادعاء بأن زيارتها كانت ناجحة». واتهم واشنطن بانتهاج «أساليب قديمة وعقيمة»، وحضّ البلدان الأوروبية في الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) على «التصدي للسياسات الأحادية لأميركا».
أما رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي فرأى أن الولايات المتحدة «تحاول المسّ بالاتفاق النووي واستفزاز إيران، لجعلها تتخذ قرارات تؤمّن لها ذريعة لإطلاق مزيد من التهديدات». واعتبر أن «الإدارة الأميركية تعاني من ارتباك استراتيجي سياسي»، وزاد: «نشهد للمرة الأولى في أميركا اضطراباً وفوضى. وإيران بدرايتها وذكائها ستردّ في الشكل المناسب».
وتطرّق إلى مطالبة واشنطن بتفتيش المراكز العسكرية الإيرانية، مشيراً إلى أن هذا الأمر «يخضع لنقاش في هيئة الإشراف على (تطبيق) الاتفاق النووي»، ومرجّحاً أن يطلب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اجتماعاً على مستوى وزاري بين بلاده والدول الست، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر المقبل.
في السياق ذاته، اعتبر الجنرال حسن فيروزآبادي، وهو مستشار عسكري للمرشد علي خامنئي، أن هايلي «مُكلّفة بفتنة جديدة»، واتهمها بـ «الكذب»، إذ إن الاتفاق النووي «لا يجيز تفتيش المراكز العسكرية» في إيران.
على صعيد آخر، دعا خامنئي حكومة الرئيس حسن روحاني إلى «استيعاب الأصوات المعارِضة والترحيب بالمنتقدين والاستفادة من انتقاداتهم»، معتبراً أن «التزام المواقف الثورية يؤدي إلى احترام الآخرين». وحضّ خلال استقباله روحاني والوزراء على «فتح مظلة الديبلوماسية على العالم أجمع» و «الامتناع عن التركيز على العلاقات مع دول محددة»، مشدداً على وجوب تبديل التوجّهات من «الاقتصاد النفطي» إلى «الاقتصاد المنتج والشعبي».
أما روحاني فدعا إلى «تقليص الفجوة بين الطبقتين الغنية والفقيرة»، معتبراً أن ذلك يتحقق «من خلال تغيير ضريبي».

التعليقات معطلة.