وجد تحليل جيني للأشخاص والقوارض والأسماك أن طول الحمض النووي الخاص بهم مرتبط ارتباطاً مباشراً بعمرهم البيولوجي، حيث ارتبطت الجينات الأقصر بأعمار أقصر، بينما ارتبطت الجينات الأطول بصحة أفضل وطول العمر.
يعتقد العلماء أنه إذا تمكنوا من فهم هذه الآلية فهماً دقيقاً، فيمكن لذلك أن يمهد الطريق أمام مجموعة من أدوية الشباب التي يمكن أن تبطئ الشيخوخة أو حتى توقفها.
قال الدكتور توماس ستويجر، المؤلف الرئيسي للدراسة من جامعة نورث وسترن في إلينوي: “أجد أنه من الرائع جداً أن مبدأ واحداً ومختصراً نسبياً يفسر تقريباً جميع التغييرات في نشاط الجينات التي تحدث في الحيوانات مع التقدم في العمر”.
يعتمد طول الجين على عدد النيوكليوتيدات الموجودة فيه. فكل سلسلة من النيوكليوتيدات تتحول إلى حمض أميني ومكون بروتيني، لذلك ينتج الجين الطويل جداً بروتيناً كبيراً، بينما ينتج الجين القصير بروتيناً صغيراً. وتحتاج الخلية إلى عدد متوازن من البروتينات الصغيرة والكبيرة لتحقيق التوازن، وتحدث المشاكل عندما يخرج هذا التوازن عن السيطرة.
في هذه الدراسة، نظر الباحثون في البيانات الجينية للعديد من مجموعات البيانات الكبيرة، بما في ذلك مشروع التعبير الوراثي عن الأنسجة، وهو بنك الأنسجة الممول من المعاهد الوطنية للصحة، والذي يقوم بأرشفة عينات من متبرعين بشريين لأغراض البحث.
قام فريق البحث أولاً بتحليل عينات الأنسجة من الفئران والجرذان وسمك كيلي فيش من مختلف الأعمار، وقد لاحظ الباحثون تغيرات طفيفة في آلاف الجينات المختلفة عبر العينات في جميع الحيوانات.
وبعد الانتهاء من أبحاثهم على الحيوانات، حول الباحثون انتباههم إلى البشر، ودرسوا التغيرات في الجينات البشرية من سن 30 إلى 49، ومن 50 إلى 69 ثم 70 وما فوق، ولاحظوا بالفعل تغييرات قابلة للقياس في نشاط الجينات، وفقاً لطول الجين بحلول الوقت الذي بلغ فيه البشر منتصف العمر.
وبحسب الدكتور ستويجر، فإن خلايا الإنسان في سن مبكرة قادرة على مواجهة الاضطرابات التي قد تؤدي إلى اختلال التوازن في النشاط الجيني، ومع التقدم في العمر قد تعجز الخلايا عن مواجهة هذه الاضطرابات.
ووجد العلماء أنه مع تقدم العمر داخل الخلايا تصبح الجينات أقصر، وهذا يخل بالتوازن. ويأمل العلماء أن تحفّز هذه الدراسة التي نُشرت في مجلة نيتشور إيجن على تطوير علاجات لإبطاء مسار الشيخوخة أو إيقافه، وفق ما نقلت صحيفة ديلي ميل البريطانية.