حسين الذكر
في احدى المؤتمرات سألت عن ظاهرة التسول.. التي تبدو بسيطة وادواتها المنفذة على الميدان ابسط واتفه لدرجة يستطيع أي موظف ان يضع حلول وينفذها .. لكن التسول ملف اصبح اعم واخطر برغم الاف الاعمدة والندوات وعشرات القرارات والتوصيات .. وذلك : ( لان التسول ليس ظاهرة بنت بيئتها ونتاج مجتمعها .. بل هي اجندة سياسية بكل ما يعني اصطلاح المفردة بالحرب الخفية وادواتها الناعمة ) .
على قاعة الحكمة في مطعم عيون بغداد دعيت من قبل الزميلين الدكتور عدنان السراج والأستاذ عقيل الشويلي لحضور ندوة عن ظاهرة المخدرات اقامتها جريدة كل الاخبار بالتعاون مع مركز التنمية الإعلامية ومديرية مكافحة المخدرات وبحضور شخصيات رسمية وإعلامية واكاديمية وصحفية وفكرية ومجتمعية ..
السراج تحدث عن أهمية المؤتمر التي تتجلى بالدعوة الى تعاون الاعلام والمواطن مع الأجهزة المختصة .. الأستاذ سمير عبيد القى بما يشبه بالخطبة التحريرية ( العصماء ) تحدث بها عن الأسباب الكامنة و مسؤولية الأحزاب الحاكمة والقوى المهيمنة على العراق منذ 2003 حتى اليوم .. بما اسماه بالتقصير في مكافحة المخدرات .. كما اكد على ان احتلال العراق وفتح الحدود على مصراعيها يعد الافة الأخطر في جوهر ملف الإرهاب الاجتماعي ( المخدرات ) .. الأستاذ مدير جهاز مكافحة المخدرات تحدث بواقعية وبسلاسة معززة بالأرقام وما يبذل من جهود وظيفية تحتاج الى تعاون اكبر من الحكومة والمواطنين والمنظمات لحل المشكلة او الحد من تداعياتها السلبية .. اللواء سعد معن : تطرق الى الجهود الجبارة والدور الكبير الذي تقوم به الجهات المعني للتصدي وبرغم التضحيات الا ان اليد الواحدة لا تصفق .. ويجب ان يكون هناك تعاون وثيق بين الاعلام والفن والثقافة والمواطنين اجمع كي نصل الى الهدف .
وسط هذا الزخم المكافحاتي والالم المخدراتي الموجع في ضمير المواطن وبقلب الوطن عزف النشيد الوطني كما تغنى عن حب العراق وبغداد بصوت الملحن الفنان نزار كاظم .. بمقطوعات موسيقية غنائية حزينة وعذبة ومتسقة مع الحدث .
ربما باكورة العمل وزخم البرنامج لم يتح لبقية الاخوة الحاضرين من المشاركة عبر طرح اسئلة واستفسارات كانت مختمرة جاهزة وحتما ستضيف الكثير للمؤتمر برغم ان الأستاذين الشويلي والسراج تداركوا ذلك وتركوا الباب مفتوح لمن يرغب بالإضافة وإعادة صياغة البيان الختامي من خلال الكروبات المخصصة عبر الواتسب ..
قلت في ذلك : ( ان ظاهرة المخدرات وبرغم كل التضحيات والجهود والافراد والاموال المخصصة … لم تستطع الحد من خطورتها .. وبرغم القاء القبض في كل يوم على تجار وحائزين او مروجين ووسطاء او ضحايا … الا ان العملية برمتها بتصاعد بلغ حد الخطورة .. السبب كله يرجع الى العلة الأولى .. بان أي ظاهرة عصية العلاج تعد ليست وليدة نفسها ولا بنت بيئتها وتتطور تصاعديا برغم الإجراءات والجهود .. فان ذلك يدعو الى النظر ابعد من الميدان وعد العملية برمتها فعل مؤجند سياسي خارجي أولا .. وغض الطرف فيه من قبل المتنفذين ثانيا .. مما يدعو الى إيجاد حلول سياسية لظاهرة سياسية أبا عن جد .. ولا يمكن النظر لها على انها وظيفية او نحصرها بهذا العنوان المضلل .. فان ذلك يعد ظلما لجهود العاملين بصدق والمضحين بإخلاص للوطن ) .