هنادي عيسى
يتمتع عابد فهد بكل مواصفات النجومية، فهو فنان يبهرك في مختلف الأدوار التي يقدمها، سواء الاجتماعية أو التاريخية. وفي شهر رمضان الحالي، يتلهّف المشاهد العربي لمتابعة أحداث مسلسل «طريق»، والعمل التاريخي «هارون الرشيد» اللذين يقوم ببطولتهما… في هذا الحوار يحدّثنا عابد فهد عن دوره في هذين العملين، وعن جديده على الصعيد السينمائي، كما يكشف لنا عن رأيه بالمنافسة القوية التي ستدور رحاها بينه وبين زميله تيم حسن.
– كيف كانت أجواء التصوير في «طريق»… وهل تأخرتم في تصوير المشاهد؟
في الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك، انتهينا من التصوير، والأجواء كانت رائعة والعمل بدأ يحقق صداه بين الجمهور.
– بين قراءتك لرواية «الشريدة» للكاتب الراحل نجيب محفوظ ونص مسلسل «طريق» المأخوذ منها، ما الفارق الذي لمسته في دورك على الورق وتجسيده في موقع التصوير؟
أولاً، يبدأ الاختلاف من تأدية الممثل للدور، وأحداث مسلسل «طريق» مأخوذة من رواية «الشريدة»، وهي تدور حول رجل أُمّي، لكنه يملك ثروة كبيرة، ويرتبط بامرأة متعلّمة وتطمح للوصول إلى مكانة اجتماعية عالية، وتحقيق أحلام ونجاحات كثيرة، من دون أن يمانع زوجها في تقديم المساعدة لها، لكن في منتصف الطريق ينتبه إلى أن هذه المرأة لم تعد موجودة في حياته كرجل… وهذه هي الفكرة الرئيسة لرواية «الشريدة».
– لكن هذه الرواية سبق أن قدّمها النجم محمود ياسين من خلال فيلم سينمائي، و«طريق» هو مسلسل مؤلف من 30 حلقة، ما وجه الاختلاف بينهما؟
أحداث هذه القصة القصيرة لا تصلح للعرض في 30 حلقة تلفزيونية، لذا اضطر كاتب العمل لفتح خطوط درامية جديدة تتشابك فيها الأحداث، مع الحرص على أن يكون للحدث الرئيس الذي يجمع بين بطل المسلسل وبطلته وقع خاص.
– ماذا تعني بذلك؟
في الواقع، كل شخص يتعرف إلى أشخاص قريبين من بيئته، أي أن الطبيب يتعامل مع أطباء مثله، وكذلك المحامي… بينما في مسلسل «طريق» اختلف الأمر بحيث يرتبط البطلان في وقت ينتمي كلٌ منهما إلى بيئة مختلفة عن الأخرى.
– وفي رأيك، هل يستطيع صاحب المال أن يسيطر على ذوي العقول النيّرة فيقودهم أم العكس؟
في ما يتعلق بالمسلسل، يكون البطل وهو رجل غني سنداً للبطلة بهدف تحقيق أحلامها، لكن مع مرور الأيام يحدث صراع بين الزوجين وينفصلان لتتطور بعدها الأحداث. وتتخلل هذا العمل مفاجأتان تتمثلان بدخول عناصر جديدة لها علاقة بالسياق الدرامي.
– قلت إن ليس معيباً إذا قلّدت الفنان محمود ياسين في أدائه دور البطولة في فيلم «الشريدة»… هل شاهدت الفيلم قبل أن تبدأ تصوير دورك في مسلسل «طريق»؟
لم أشاهد الفيلم كاملاً، بل مقتطفات منه على موقع «يوتيوب»، وذلك لئلا أتأثر بأداء الفنان القدير محمود ياسين. شخصياً، التقليد لا يستهويني، ولا أحبّذه، لذا قدّمت دوري في المسلسل بروح جديدة و«كاركتير» يشبهني ونابع من شخصيتي، ربما يتقاطع بالشكل فقط مع محمود ياسين أو مع بعض المواقف الحادّة في الشخصية.
– بعد مسلسل «لو» الذي جمعك بنادين نسيب نجيم، غبت لسنوات عن الدراما العربية المشتركة بسبب اختلاف في وجهات النظر مع شركة «صبّاح ميديا»، أخبرنا كيف تمت العودة؟
لم أتحدّث يومها في أي أمر شخصي يتعلق بنادين، بل عرضت وجهة نظر فنية لم أسئ فيها إلى أحد. وطبعاً، لكل ممثل أداؤه الخاص، وفي مسلسل «لو» كانت المرة الأولى التي ألتقي فيها نجيم، وقد اعتبرتها حينذاك نجمة 2014، لكن في بداية تصوير هذا المسلسل لم يحصل تناغم بيننا، وأعتقد أنها كانت قلقة من صعوبة دورها، ولم تقوَ على التفاهم مع شريكها في المشهد، وبقينا على هذه الحال إلى أن تجاوزنا المسألة.
أما في «طريق» فقد اختلف الأمر، بحيث أصبحت نادين متمكنة من النص والحوارات وتتفاعل مع الممثل الذي يقف أمامها، وأظن أن تراكم تجربتها التمثيلية منذ 4 سنوات قد أكسبها خبرة واسعة، كما أن تعاونها مع النجم تيم حسن أغنى مسيرتها الفنية.
وبصراحة، أود أن أشكر شركة «صبّاح ميديا» لصاحبها صادق صبّاح، والتي تجاوز القيّمون عليها الاختلاف في وجهات النظر، وأصرّوا على أن نتعاون مجدداً، وكل ذلك بهدف إنجاح أعمالهم، وهذه نقطة تُحسب لهم.
– تدخل هذا العام في منافسة قوية مع زميلك تيم حسن عبر مسلسل «الهيبة» الذي حقق جزؤه الأول نجاحاً باهراً، ألست قلقاً من هذه المنافسة؟
لا بد من أن تكون هناك منافسة، فمسلسل «الهيبة» حقق نِسب مشاهدة عالية ونال جوائز، وبالتأكيد المُشاهد ينتظر الجزء الثاني منه، وهذا يعود إلى نجومية تيم حسن وقدراته التمثيلية الكبيرة وتألقه في عالم التمثيل، ولا شك في أنني أفكر في كل هذه الأمور، لكنني لا أخاف منها ولا تضايقني.
– هل تتوقع لمسلسل «طريق» أن يحصد نجاحاً باهراً؟
إن شاء الله سيكون حضوره مميزاً بين الأعمال الرمضانية.
– تشارك في الدراما الرمضانية لهذا العام بعمل فني تاريخي عنوانه «هارون الرشيد»، حدّثنا عن دورك فيه؟
أشارك في هذا المسلسل ضيفَ شرفٍ، وأقدّم فيه شخصية «موسى الهادي» في الحلقات السبع الأول، وأنا لا أتحدّى نفسي في رمضان لأن دوري في مسلسل «طريق» اجتماعي، بينما أُجسّد في «هارون الرشيد» شخصية تاريخية، وهذه شروط الشركة المنتجة لئلا يتضارب أي عمل فني آخر مع «طريق».
– في رمضان الماضي قدّمت مسلسل «أوركيديا» مع مجموعة من النجوم السوريين، لكنه لم يحقق انتشاراً كبيراً، لماذا؟
كنا نرغب في جمع أكبر عدد من الممثلين السوريين في عمل تاريخي ضخم، واتُّخذ قرار بأن يتم التصوير في استديوات بوخارست في رومانيا، لكن للأسف الشديد، وقع ما لم يكن في الحسبان، إذ تعرضت جهة الإنتاج لعملية نصب، ولم تُنفَّذ الديكورات وفق المتفق عليه، مما اضطرنا إلى نقل التصوير من رومانيا إلى تونس، وتحديداً إلى مدينة طارق بن عمار، فاختلفت أجواء التصوير، وتعكّر مزاج كلٍ من المخرج والممثلين وكل فريق العمل… ولهذه الأسباب لم ينل «أوركيديا» حظه من النجاح.
– يبدو أن الفضائيات العربية لم تعد ترغب في عرض الأعمال التاريخية…
هذا ما قلته في بداية حديثنا… أن تشارك في عمل تاريخي هذا العام، والجمهور لم يعد يرغب بمتابعة هذا النوع من الأعمال.
– ولماذا تشارك في الأعمال التاريخية؟
أنا ممثل ولست صاحب شركة إنتاج، وربما لدى أصحاب الشركة التي أنتجت «هارون الرشيد» وجهة نظر معينة يرغبون في عرضها من خلال هذا العمل، خصوصاً أن المشاهدين في الخليج يحبّذون هذه النوعية من الأعمال.
– ما الأسباب التي أدّت الى تراجع مستوى الدراما السورية بعيداً من ظروف الحرب الدائرة منذ 8 سنوات؟
لا سبب آخر لذلك. فقط الحرب هي التي أثرت سلباً في أداء كل من يعمل في الدراما السورية بدءاً من الكاتب، فهو ابن البيئة التي تحترق، وكيف له أن يكتب نصاً غريباً عما يحصل في سوريا!
– في السنوات الأخيرة، تابعنا بعض المسلسلات السورية الاجتماعية التي تناولت قصصاً جريئة جداً جعلت المشاهدين ينفرون من الدراما السورية، ما تعليقك؟
هناك فعلاً بعض الأعمال السورية الهابطة والتي أُنجزت بسبب تقاعس الكتّاب الحقيقيين والذين لم يساعدهم مزاجهم يومها في كتابة نصوص راقية، ما اضطر شركات الإنتاج للاستعانة بكتّاب مبتدئين قدموا أعمالاً سيئة.
– كانت لك تجربتان في الدراما التلفزيونية المصرية، هل اللهجة وقفت عائقاً أمام مشاركتك في أعمال مصرية أخرى؟
لا شك في أن النص هو الذي يجذبني لأي عمل أقدّمه. أما العمل في مصر فيتعلّق بالرغبة، وهناك نصوص عرضت عليّ في مصر لم تستهوني، ومنها أدوار البطولة، وأنا لا أطمح الى الانتشار من خلال التمثيل بكل اللهجات العربية إلا اذا كان النص مقنعاً، وقبل فترة شاركت في بطولة فيلم سينمائي تونسي وتكلمت فيه باللهجة التونسية وهو من كتابة وإخراج نجوى سلامة، وعنوانه «فوزي وموستاري»، وهو اسم مبدئي، والعمل يتناول قصة حقيقية للمخرجة سلامة التي توفيت قبل أن تشاهد النسخة النهائية للفيلم الذي تتمحور أحداثه حول بطل مريض بالسرطان، وسيُعرض في دور السينما قريباً.
– ما دورك في هذا الفيلم؟
أجسّد في الفيلم شخصية «موستاري» الذي يسجن لمدّة 15 سنة بتهمة هو بريء منها ويعاني مرض السرطان، وبعدها تدور أحداث القصة حول تفاعله مع هذا المرض قبل وفاته بأسابيع قليلة.
– هل لدى ابنتك «ليونا» أي ميول فنية؟
ابنتي في الرابعة عشرة من عمرها، وهي تميل الى كتابة السيناريو، لذلك أرسلتها الى الخارج لتشارك مدّة 3 أسابيع في دورة تختص بهذا المجال. أما في ما يتعلّق بمستقبلها فالله أعلم.