طالبت العالمة والباحثة العراقية اقبال لطيف الرئيس الامريكي دونالد ترامب بضرورة تحمل مسؤولياته تجاه الأخطاء التي ارتكبتها الادارات الامريكية السابقة والتي كانت سببا رئيسيا في تفشي السرطانات في العراق وتلوث التربة والمياه وبالتالي القضاء على الاجيال القادمة.
وقالت لطيف في تصريح موجهة كلامها الى ترامب “نطالبكم بالتدخل الشخصي والفوري لإنقاذ الشعب العراقي من الموت البطيء والمحقق بعد اعترافكم بأن غزو العراق كان خطأً فادحا وخاصة بعد ان تسببتم بتدميره وبالتواطؤ مع بعض دول الخليج العربي، حيث تسبب استخدامكم للأسلحة المحرمة الدولية من اليورانيوم المنضب وصواريخ الكروز والقنابل العنقودية بتلوث التربة تجاوزت المعايير الدولية المسموح بها وهذا التلوث انتشر في المياه السطحية والجوفية والهواء والنبات وادى الى انتشار الامراض السرطانية والولادات المشوهة خلقيا”.
واضافت ان “الحرب على العراق أدت الى ضرر كبير في البنى التحتية للبلد اضافة الى التدهور الصحي للإنسان والحيوان والنبات فلقد اعترفتم في تقرير غاو باستخدامكم الاسلحة واختبارها لاول مرة على الشعب العراقي وذلك وفقا لتقرير (GAO / NSIAD-95-116 Cruise Missiles والدراسات التي أجراها مركز التحليلات البحرية الامريكية ووكالة الاستخبارات الدفاعية وتحليل GAO للقوة الجوية الامريكية في حرب الخليج) في عام 1991 ومنها صواريخ الكروز ذي الرؤوس الحربية المحشوة باليورانيوم المنضب، والتي سعيتم الى تطويرها واختبارها على منشأة الزعفرانية في بغداد في 17 يناير 1993 بضربها ب42 صاروخ توماهوك كروز من السفن البحرية في البحر الاحمر وهي منشأة مدنية وليست نووية كما أوردته استخباراتكم الخاطئة دوما، ولما تنبهت الدفاعات الجوية العراقية الى مسار الموقع العالمي للصواريخ كما ورد في تقريركم سعيتم الى تطويرها مرة اخرى واختبارها على مقر احدى المؤسسات الحكومية في المنصور وسط بغداد بضربها ب23 صاروخ توماهوك كروز في يونيو للعام نفسه وهذا يثبت انكم اخترقتم اخلاقيات الحروب من خلال تجربة اسحلتكم المحرمة على الشعوب, ولكوني احد الباحثين في مجال التقنيات الاحيائية لاستصلاح التربة الملوثة كيميائيا واشعاعيا فعند اجراء البحث نلتزم باخلاقيات البحوث بعدم الاضرار بالبيئة او التجارب على البشر فكيف اذا كانت هناك حرب يستخدم فيها اسلحة محظورة”.
وأعربت الباحثة العراقية عن “صدمتها” بعد تعرفها على نتائج الفحوصات المختبرية للتربة والنبات والمياه التي اجرتها في منطقة جنوب شرق بغداد مع اجراء دراسة احصائية لوبائية السرطان في السكان والوقوف على مسبباتها وصواريخ الكروز كانت احدها, مؤكدة سعيها الجاد لايجاد الحلول لها, مشددة الى ان معامل الانتقال للنويدات المشعة من التربة الى نبات كرسون الحدائق كانت اعلى من الحدود الدولية المقبولة بـ 148 مرة لسلسلة اليورانيوم وبـ393 مرة لسلسلة الثوريوم مع فقدان التربة لخصوبتها وانتشار الامراض السرطانية في العراق بصورة عامة وسكان منطقة الزعفرانية وجسر ديالى والمدائن بصورة ملفتة للنظر وخصوصا في الاطفال”.
ونوهت الى انتشار السرطانات النادرة مثل سرطان العين وداء الزرقاء في الولادات الحديثة فضلا عن سرطانات العقد العصبية للشريان الابهري في الاطفال الرضع وكذلك التشوهات الخلقية بدون اذرع وبدون عين وبدون عمود فقري مع ظهور جنس لاذكر ولا انثى ولا خنثى، لذا فان نتائج معامل الانتقال لا تؤثر على العراقيين فقط وانما ستؤثرعلى القوات الامريكية في بغداد والعراق بأكمله كما ان نتائج معامل الانتقال تحتم علـيً الملاحقة القضائية في المحاكم الدولية ضد من تسبب بانعدام الامن الغذائي والاضرار الصحية والبيئية في العراق لكون هذه الاضرار طويلة الامد ضد الرؤساء الامريكيين السابقين جورج بوش الاب والابن وبيل كلنتون ورئيس الوزراء البريطاني السبق توني بلير باعتبارهم مجرمي حرب وتم بالفعل جمع تواقيع المتضررين من ضحايا التلوث باليورانيوم المنضب وذوي المتوفيين بالسرطان في منطقة جنوب شرق بغداد مرفقه مع التقارير الطبية الكاملة للمطالبة بالتعويضات من التحالف الدولي وفقا للمادة السابعة من قانون المحكمة الجنائية الدولية”.