تتفاعل بلدان العالم الحضارية مع التكنولوجيا والإلكترونيات واستبعاد أعمالها الورقية في المعاملات والمراجعات وإلغاء شيء اسمه ملفات جمع الأوراق والمستندات والذي ولى وانتهى ولم تعد هناك أرفف ومخازن لجمع الملفات وكل مراجع واضع تحت إبطه وماسك بيده ملفاته يراجع بها القطاعات المختلفة العامة والخاصة لإنهاء إجراءات معاملته ولكن هناك الملفات الالكترونية والأرشيف الالكتروني ويكفي أن تعطي الموظف رقم تليفونك أو رقم بطاقتك المدنية أو حتى جواز سفرك لاستخراج مستندات معاملتك وإجراء إنهاء معاملتك في حينها .
ومن خلال الحكومة الإلكترونية في بعض القطاعات تم إلغاء الطوابير الطويلة وكل واحد ماسك بيده ملفه والعرق يتصبب من جبينه في الجو الحار ليسقط عرقه على الأوراق التي يحملها منتظراً دوره للمراجعة بينما تستطيع الآن دفع فواتير الكهرباء والماء والمخالفات المرورية وتجديد دفاتر السيارات ورخص القيادة والسحب الآلي ببطاقتك من الأجهزة الإلكترونية بسهولة ويسر .
إن بعض الدول قد سبقتنا في تطبيق التطور التكنولوجي والإلكتروني وإن كنا لا نزال من خلال الحكومة الإلكترونية في بعض القطاعات لا تمارس أعمالها بالتكنولوجيا وأن كتابكم وكتابنا واللف والدوران للبحث على من يوقع على معاملتك والذي يخرج أحياناً في إجازته الاعتيادية أو الرسمية أو يغيب عن العمل لمختلف الأسباب وينتظر المراجع حضوره للتوقيع على معاملته وأحياناً يوجد أكثر من توقيع على المعاملة وبعض توقيعات المسؤولين ليست نهائية وإنما تحتاج لأكثر من توقيع إلى جانب الأختام المختلفة وهذا تعجيز للمراجع بالإجراءات القديمة التي قضت عليها الحكومة الإلكترونية في بعض البلدان وإن كان ذلك قد بدأ يخف عندنا.
إن عالم التعامل بالأوراق قد بدأ ينتهي بما في ذلك في بعض الإعلام المقروء والذي تستطيع أن تكتب وتقرأ بالالكترونيات الأخبار المختلفة والكتب والمراجع في أي موضوع تريده والعم جوجل لم يقصر لتجد ضالتك التي تبحث عنها في أي موضوع كان تجده أمامك خلال ثوان وليست دقائق أو ساعات وحتى الاتصالات الهاتفية التي تصلك أرقامها ولا تعرف من مرسلها تستطيع أن تعرف أصحابها .
آخر الكلام :
إن هذه التجربة الجديدة بالتكنولوجيا والإلكترونيات جربتها بنفسي فعندما ذهبت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبقيت فيها حوالي عاما كاملا للبحث والدراسة بما يخص عملي في جامعة الكويت كانت إقامتي في الفندق لمدة يومين فقط وبعد ذلك انتقلت إلى الشقة التي أجرتها في أحد المدن الأمريكية وما كان مني إلا أن ذهبت إلى المولات الكبيرة لشراء أثاث شقتي وعندما اخترت الأثاث المطلوب مع جهاز التليفون إلى جانب تأجير السيارة لأذهب بعد ذلك إلى محل بيع المواد الغذائية وبعد أن أعطيت الجميع عنوان شقتي رجعت بعد ساعتين لا أكثر لأفتح باب شقتي لأجد الأثاث المنزلي موضوع بالترتيب في قاعة الاستقبال وغرف النوم والمطبخ وحتى أدوات الحمام وكل شيء موضوع بترتيب بالإضافة إلى جهاز التليفون ومشغل الخط الخارجي وأجد السيارة المؤجرة واقفة أمام شقتي .
وفي هذه اللحظة اتصلت مع الكويت لأخبر من أريد بوصولي إلى أمريكا وأعطيهم رقم هاتف شقتي .
إن هذه التكنولوجيا التي اخترعها الغرب هي التي نحتاجها الآن .
أما عندنا في الكويت فالأثاث الذي تشتريه يصلك أحياناً ناقص أو مكسر بعضه لتعيده مرة أخرى لتبديله وأمور كثيرة الكل يعرفها ولا مجال لذكرها وذلك بسبب عدم تطبيقنا للتكنولوجيا الحديثة والتي لا نزال متأخرين عنها .
وبيننا وبين العالم من غير أوراق وقتاً طويلاً وجاعلون همنا فقط نقد وحش تلك الدول الحضارية التي تنتج وتخترع لنا اختراعاتها الحديثة لنستعملها ولا نستغني عنها ونطب فيها بالشتم والسب والانتقاد السلبي .
وأكثر من ذلك ندرس أبناءنا في جامعاتها ومدارسها ونعالج مرضانا في مستشفياتها ونشتري المنازل والشقق والسيارات منها ونسافر إليها ونقف بالطوابير الطويلة لاستخراج الفيز للسماح لنا بدخولها.
والأكثر من ذلك نستقدم عمالتها الوافدة ولا نعطيها حقوقها الإنسانية مع أننا لا يمكننا الاستغناء عنها وبيوتنا ومصانعنا وشركاتنا وبنوكنا متروسة بالعمالة الأجنبية الوافدة ونقول ما نبيهم روحوا عنا .
بالإضافة إلى مستشفياتنا وجامعاتنا ومدارسنا وحتى تنظيف شوارعنا والعمل في مطاعمنا وكافيترياتنا ومحلاتنا ومولاتنا تديرها العمالة الأجنبية الوافدة ومحطات البنزين والفنيين وكل شيء يعملونه ونرى من يتحدث عن الاستغناء عن العمالة الأجنبية الوافدة وبيوتهم هذه العمالة الأجنبية الوافدة يعملون بها بأكثر من أهل البيت بالمربيات والطباخين والسواقين وإصلاح حدائقهم وحراسة شاليهاتهم .
وأخيراً قد يقول من يقول ترى أنت خرجت عن الموضوع الذي تحدثت عنه بعنوان (عالم من غير أوراق) ودخلت في العمالة الأجنبية الوافدة والتي دوخت رؤوسنا في كتابة مقالاتك لتأتي الآن لتخلط الحابل بالنابل تكنولوجيا والكترونيات وعمالة أجنبية وافدة ولا ندري اشتبي تقول .
والذي أقوله احمدوا ربكم على هذه النعمة التي تنعمون فيها مع عالم من غير أوراق وعمالة أجنبية وافدة إلى أن تصلوا إلى ما وصلت إليه الدول المتقدمة المتحضرة وبعد ذلك نتحدث لكم ونرضيكم بعد أن تصلون مثلهم فهم يعملون بصمت وإنتاج عالمي ونحن ما عندنا إلا الانتقاد السلبي فتركدوا يا أحبائي وخلوكم مع العالم من غير أوراق .