سمير عطا اللهكاتب عربي من لبنان، بدأ العمل في جريدة «النهار»، ويكتب عموده اليومي في صحيفة «الشرق الأوسط» منذ 1987. أمضى نحو أربعة عقود في باريس ولندن وأميركا الشمالية. له مؤلفات في الرواية والتاريخ والسفر؛ منها «قافلة الحبر» و«جنرالات الشرق» و«يمنى» و«ليلة رأس السنة في جزيرة دوس سانتوس».
الصيف الماضي أعلن الرئيس الأوكراني أن بلاده سوف تنتقل، للمرة الأولى في تاريخها، من الروزنامة الغريغورية الروسية، إلى الروزنامة الغربية. مجرد خطوة رمزية لا تقاس إطلاقاً بالانتقال إلى الحلف الأطلسي. ووقع الموت والقتل في هذا العالم مرشح للازدياد في العام المقبل، سواء كان ميلادياً غربياً، أو شرقياً أرثوذكسياً، أو يحمل اسماً من أسماء الحيتان والديوك في الصين واليابان. واسم العام المقبل في طوكيو، أم التقدم الصناعي، التي تستعد لإرسال رائد فضائي إلى القمر، على عربة أميركية، هو التنين.
والتنين، كما نعلم، حيوان أسطوري يتصاعد اللهب من فيه. أما في الحقيقة، فالنار لا تخرج من فم أحد سوى سحرة المسارح. ومن البشر. ولا تنتظر الحرائق بدايات السنة أو نهايتها. إنها مثل بركان «فيزوف» الإيطالي، تقذف الحمم طوال السنة، وعلى مدى السنين.
قسّم الإنسان أعوام حياته إلى 12 شهراً. لكن الحقيقة إنها مثل الليل والنهار متواصلة متصلة وأسرع من الزمان. ومتشابهة. وغالباً كئيبة أو أكثر. والسنة الجديدة تجر خلفها أوصال، وأوحال السنة الفارطة. والناس تخجل من تبادل التمنيات في مثل هذا الحطام وهزيمة النفس البشرية. التنين يتمشى في الأمكنة يهدد وينفث النار. كيفما تلتفت ترَ خوفاً وترَ عبثاً دموياً في طمأنينة البشر. من رماد غزة، إلى كبريت لبنان، إلى غرق أوكرانيا، وانهيارات أوروبا، إلى مذلة مجلس الأمن. إلى نيران الحوثيين في أعالي البحار، الهادئة سابقاً. قتوم يغمر رأس السنة وذيلها. والتنين يهدد بلسانه ويضرب بذيله.
مسكينة دول الانتظار. تخيل بلداً مثل لبنان، لا يعرف إن كان في حالة حرب، أو مشروع حرب. وهل هو دولة قائمة، أو كيان لا يسمح بقيامه. يتوعده نتنياهو بالعصر الحجري ثم يعده بغزة. هل يعود مهماً أن تكون السنة شرقية أم غربية؟ العام الماضي ابتهج الناس بمستقبل جديد. تجارة تربط دروب الأرض وموانئها. سلام يعبر الحدود ويسقط الأسوار. قادة شباب يغيرون حركة النمو. فجأة قام من يسد دروب البحر. ويشعل طرق التجارة. ويجرد العالم حتى من تقاليد التمني. عام التنين.
الصيف الماضي أعلن الرئيس الأوكراني أن بلاده سوف تنتقل، للمرة الأولى في تاريخها، من الروزنامة الغريغورية الروسية، إلى الروزنامة الغربية. مجرد خطوة رمزية لا تقاس إطلاقاً بالانتقال إلى الحلف الأطلسي. ووقع الموت والقتل في هذا العالم مرشح للازدياد في العام المقبل، سواء كان ميلادياً غربياً، أو شرقياً أرثوذكسياً، أو يحمل اسماً من أسماء الحيتان والديوك في الصين واليابان. واسم العام المقبل في طوكيو، أم التقدم الصناعي، التي تستعد لإرسال رائد فضائي إلى القمر، على عربة أميركية، هو التنين.
والتنين، كما نعلم، حيوان أسطوري يتصاعد اللهب من فيه. أما في الحقيقة، فالنار لا تخرج من فم أحد سوى سحرة المسارح. ومن البشر. ولا تنتظر الحرائق بدايات السنة أو نهايتها. إنها مثل بركان «فيزوف» الإيطالي، تقذف الحمم طوال السنة، وعلى مدى السنين.
قسّم الإنسان أعوام حياته إلى 12 شهراً. لكن الحقيقة إنها مثل الليل والنهار متواصلة متصلة وأسرع من الزمان. ومتشابهة. وغالباً كئيبة أو أكثر. والسنة الجديدة تجر خلفها أوصال، وأوحال السنة الفارطة. والناس تخجل من تبادل التمنيات في مثل هذا الحطام وهزيمة النفس البشرية. التنين يتمشى في الأمكنة يهدد وينفث النار. كيفما تلتفت ترَ خوفاً وترَ عبثاً دموياً في طمأنينة البشر. من رماد غزة، إلى كبريت لبنان، إلى غرق أوكرانيا، وانهيارات أوروبا، إلى مذلة مجلس الأمن. إلى نيران الحوثيين في أعالي البحار، الهادئة سابقاً. قتوم يغمر رأس السنة وذيلها. والتنين يهدد بلسانه ويضرب بذيله.
مسكينة دول الانتظار. تخيل بلداً مثل لبنان، لا يعرف إن كان في حالة حرب، أو مشروع حرب. وهل هو دولة قائمة، أو كيان لا يسمح بقيامه. يتوعده نتنياهو بالعصر الحجري ثم يعده بغزة. هل يعود مهماً أن تكون السنة شرقية أم غربية؟ العام الماضي ابتهج الناس بمستقبل جديد. تجارة تربط دروب الأرض وموانئها. سلام يعبر الحدود ويسقط الأسوار. قادة شباب يغيرون حركة النمو. فجأة قام من يسد دروب البحر. ويشعل طرق التجارة. ويجرد العالم حتى من تقاليد التمني. عام التنين.