عباءات وبناطيل جينز.. أزياء بنات بغداد

1

 بغداد: مآب عامربنطال جينز ممزق عند الركبتين، تيشيرت بنصف كم مطبوع، وحذاء رياضي مع تسريحة شعر ذيل حصان البسيطة.. هذا ما كانت ترتديه رنا سامر “19عاماً” عند تجوالها للتبضع بصحبة أمها في شارع الأميرات ببغداد. كان الوضع أكثر من الطبيعي والمعتاد، حتى بدأت الأم تشعر بالملل من تجريب قطعة تلو الأخرى من دون ان يصادف ذوقها السعر الذي يناسبها، فقررت البحث عما تحتاجه في سوق أخرى. احتاجت الأم إلى وقت كثير حتى اقنعت رنا بمرافقتها إلى سوق حي العامل الشعبي، ولكن ما أن اخذتا في التجوال داخل المساحات الضيقة التي تحيط بالمحال التجارية حتى تملك رنا شعور بعدم القدرة على الاستمرار.إذ اظهر الكثير من المارة وأصحاب هذه المحال علامات استغراب وايحاءات بعدم تقبل ما ترتديه من ثياب.ولم ينته الأمر عند ذلك، فقد عرض أحد أصحاب هذه المحال على ام رنا عباءة سوداء بنصف مقدار سعرها أو حتى مجانية من المعروضات لديه “مقابل أن أقوم بتغطية نفسي”، كما تقول الفتاة.انتقال رنا من منطقة إلى أخرى بالثياب نفسها التي ترتديها جعلها تواجه مشكلة عدم تقبلها، “كان الأمر أشبه بالانتقال من مدينة لأخرى مختلفة ومغايرة عنها بكل شيء”.القضية لا تتوقف عند منطقتي حي العامل أو شارع الأميرات، فالعديد من المناطق، بما في ذلك أسواقها تختلف بشكل واضح عن المجاورة قربها في العاصمة، وتُظهر الكثير من التباين في ثقافتها وتحمل ازدواجية وتشابكاً في الهوية، فضلاً عن الانغماس بتوجهاتها المدنية والدينية والاقتصادية بل وحتى السياسيةمنها.بعد أن خاضت رنا هذه التجربة، أصبحت تهتم كثيراً باقتناء ملابس لا تنم عن ذائقتها وتوجهاتها هي وأسرتها فقط، بل صارت اختياراتها بحسب التنوع الحاصل في المناطق كافة، فهي تستفسر دائما على ذائقة المكان وعادات سكانه وتوجهاتهم قبل الاستعداد لزيارته خشية التعرض إلى مواقف مشابهة.بغداد غريبة كما تقول رنا وتضيف:”عندما اسافر لبلدان مجاورة اشعر اني بكامل الحرية لان كل الناس تحترم ثقافة الملبس ولا تعترض عليها سواء كانت عصرية ام تقليدية الا بغداد التي ناسها يريدون التدخل في كل شيء ويعتقدون ان لهم الحق في فرض اذواقهم وثقافتهم ومعتقداتهم”.تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط

التعليقات معطلة.