مقالات

عذر هزلي

 
 
استدعى الجيش الأميركي وحدة نخبة من القوات البحرية الخاصة “Navy Seals” من العراق يوم الخميس الماضي، بسبب “عدم الانضباط والالتزام”، الذي أدى إلى فقدان ثقة القيادة العسكرية في قدرة الفريق على أداء مهامه، وقالت قيادة العمليات الخاصة بالجيش الأميركي، في بيان إعلامي، إن “قيادة عملية العزم الصلب في العراق أمرت بإعادة نشر وحدة النخبة مبكرا إلى سان دييجو بسبب عدم الانضباط والالتزام خلال الفترات التي لا يشاركون فيها في عمليات”.
الخطوة الأميركية غريبة ومفاجئة، خاصة في توقيت وكيفية القرار بل وإعلانه، خاصة انها اعلنت أن قائد عملية “العزم الصلب” فقد الثقة في قدرة الوحدة على أداء مهامها”، وبرر مصدر عسكري مطلع لسي ان ان القرار بأن “الخطوة غير الاعتيادية بإعادة الفريق إلى الولايات المتحدة جاءت بسبب ادعاءات خاصة بتناول المشروبات الكحولية خارج أوقات العمل، مخالفة للأوامر الصادرة للقوات المشاركة في عمليات خارج الولايات المتحدة، رغم أنه لا توجد أدلة على تناولهم الكحوليات خلال أداء مهامهم ولا توجد أدلة على تعاطيهم للمواد المخدرة”.
الجيش الأميركي فتح تحقيقا في الادعاءات، خاصة أن قواته فقدت هيبتها في العراق، وفي ظل تواجد قوات النخبة التي تنتمي إلى العمليات الخاصة الأميركية في العراق في محاربة فلول تنظيم “داعش”، ولا تزال تعمل في المنطقة على الرغم من فقدان التنظيم الأراضي التي كان يسيطر عليها، وربما ينظر لها عالميا على أنها قوات عسكرية تفتقد الدور المنوط بها، وهو ما يعزز فكرة تواجدها كقوات احتلال تدعم القوات المتواجدة منذ الغزو الأميركي للعراق.
لا ينكر أحد أن القوات الأميركية في العراق فشلت في كل المهام التى تم إنزالها من اجلها، وان هناك رغبة للبيت الابيض في تواجدها؛ لكن في نفس الوقت تصطدم الرغبة بفشل تأقلمها مع اوضاع المنطقة، وهو ما يطرح عليها فكرة “الانسحاب”، فهل تقبل الهيبة العسكرية لأميركا هذا المصطلح؟ أم أنها تحاول الخروج من الموقف بطريقة تحفظ لها هيبتها وانضباطها؟
حسب وجهة نظري أنه بعد فقدان مبرر داعش الذي كان ركيزة لتواجدالقوات الخاصة الأميركية وتدخلها؛ فإن أميركا تريد الانسحاب الجزئي وسط مخاوف من ادعاءات العودة المستقبلية، وكذلك عدم تقبل فكرة الانسحاب وتداولها إعلاميا، في حين أن لفظ الاستدعاء مقبول إلى حد ما، لا سيما وأن الإدارة الأميركية لم تحدد امكانية إرسال بدائل لها، وأن ادعاء تناول المشروبات الكحولية “عذر هزلي”.
 
د. أسامة نور الدين