عراقجي لترامب: التفاوض يختلف عن البلطجة ولن نتفاوض تحت الضغط

1

Iran's Foreign Minister Abbas Araghchi speaks to AFP during an interview at the Iranian consulate in Jeddah on March 7, 2025. Iran will not resume negotiations with the United States on its nuclear programme while President Donald Trump applies his "maximum pressure" policy, Foreign Minister Abbas Araghchi told AFP during the interview. (Photo by Amer HILABI / AFP) (Photo by AMER HILABI/AFP via Getty Images)


طهران

صابر غل عنبري

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منشورات على منصة إكس، اليوم الاثنين، تعليقاً على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة، أن “التفاوض يختلف عن البلطجة وإصدار الأوامر”، مضيفاً أن البرنامج النووي الإيراني “كان وما زال سلمياً بالكامل”، موضحاً أنه على أساس ذلك “لا يوجد شيء باسم العسكرة الذاتية” للبرنامج النووي.

وشدد عراقجي على أن بلاده “لن تتفاوض تحت الضغط والترهيب، ونحن لن نناقش تفاوضاً مماثلاً أياً كان موضوعه”، لافتاً إلى أن إيران تتفاوض حالياً مع فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، فضلاً عن مفاوضات منفصلة أخرى مع الروس والصين “في ظروف سواسية واحترام متبادل”، قائلاً إن الهدف من هذه المفاوضات هو “بحث طرق لخلق المزيد من الثقة والشفافية بشأن البرنامج النووي الإيراني، مقابل رفع العقوبات غير القانونية”.

وتابع وزير خارجية إيران أن الولايات المتحدة الأميركية “في الماضي، كلما تصرفت مع إيران باحترام في خطابها، واجهت الاحترام في المقابل، وعندما تقوم بالتهديد، ستتصدى له إيران، وأي فعل يستتبع ردة فعل”.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد صرح، أمس الأحد، في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأميركية بأن “هناك طريقتان للتعامل مع إيران، إحداهما عسكرية، والأخرى عن طريق اتفاق، وأنا أفضّل الاتفاق”، مشيراً إلى أنه أرسل رسالة إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، معرباً عن رغبته في إبرام اتفاق مع الإيرانيين “يكون فعالاً بقدر الحل العسكري، ولكن الحقيقة هي أن الوقت ينفد”. وأكد الرئيس الأميركي في الوقت ذاته أنه “إذا اضطررنا إلى التدخل عسكرياً بشأن إيران، فسيكون ذلك أمراً فظيعاً عليها”.

أخبار

إيران: سندرس التباحث مع أميركا حول مخاوف من استخدام برنامجنا النووي

في غضون ذلك، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، مساء الأحد، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره، إن إيران ليست بصدد صناعة السلاح النووي، مؤكداً “أننا نعتبر أي توتر واضطراب ومواجهة يضر بنا وبالمنطقة والعالم، وسياستنا الثابتة هي إزالة التوترات والوحدة في المنطقة”، موضحاً في الوقت ذاته “أننا سنتصدى أيضاً لأي تهديد ضد أمننا، ومصالح بلادنا بشدة وقوة”.

وأضاف بزشكيان، وفق الموقع الإعلامي للرئاسة الإيرانية، أن “الجمهورية الإسلامية لطالما حافظت على الاستقرار والأمن في المنطقة، ومنعت نشوب أي حرب ومواجهة قدر المستطاع”، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي هو العامل الرئيس لخلق التوترات والأزمات في المنطقة، فضلاً عن الحروب وارتكاب جرائم ضد الإنسانية وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، قائلاً إن الاحتلال “من خلال اختلاق أكاذيب، يسعى إلى الترويج بأن الأنشطة النووية السلمية للجمهورية الإسلامية هي عامل انعدام الأمن”.

وقال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، السبت الماضي، في كلمة له أمام كبار المسؤولين الإيرانيين، إن طهران لن تتفاوض تحت ضغط من أي “دولة تمارس البلطجة”، وذلك بعد يوم من إعلان ترامب أنه بعث رسالة إلى السلطات الإيرانية للتفاوض على اتفاق نووي، تقول طهران إنها لم تصلها. وانتقد خامنئي “إصرار بعض الدول والشخصيات البلطجية على التفاوض ليس لأجل حل القضايا، بل للتحكم وفرض توقعات على الطرف الآخر”.

إلى ذلك، أكد رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، الأحد، أن بلاده لن تنتظر “رسالة من أميركا”، وأضاف تعليقاً على تصريحات ترامب: “نحن على قناعة بأن رفع العقوبات يمكن أن يحصل فقط في حال أصبحت إيران قوية وتمكنت من إفشال مفاعيل تلك العقوبات”.

في سياق آخر، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير السويدي احتجاجاً على تصريحات وزير التعليم السويدي يوهان بيرسون بشأن سجين يحمل جنسية مزدوجة في إيران، وفق ما أورده التلفزيون الإيراني. وأبلغ رئيس الدائرة الثالثة لغرب أوروبا في وزارة الخارجية الإيرانية شهرام قاضي زادة السفير السويدي أن الحكومة السويدية “ليست في موقع يخولها أن تشكك في أداء المؤسسات القانونية لدولة أخرى والدفاع عن مجرم ثبتت جرائمه”.

ويقصد قاضي زادة أحمد رضا جلالي، وهو مواطن سويدي من أصل إيراني، حاصل على الدكتوراه في الإسعاف الطبي، وهو معتقل منذ الثالث من مايو/أيار 2016، يواجه حكماً بالإعدام بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، إلا أن الخارجية السويدية أعلنت في فبراير/شباط 2018 أن جلالي يعتبر مواطناً لها، و”لا ينبغي إعدامه”. واتهمه المدعي العام السابق لطهران بـ”نقل المعلومات المرتبطة بالمشاريع السرية للغاية في المجالات البحثية، والعسكرية، والدفاعية، والنووية لإسرائيل، لقاء الحصول على حق المواطنة السويدية لنفسه ولعائلته”.

التعليقات معطلة.