أعطت “إدارة الغذاء والدواء” الأميركية التي تشتهر بإسمها المختصر “أف دي إيه” FDA موافقتها على علاج جديد لنوع شائع من سرطانات الثدي كي يستخدم في مرحلة انتشار الورم الخبيث في الجسم أو عدم إمكانية استئصاله جراحياً، بحسب ما نشر في موقع “ويب ميد” Webmd .
ما هو العلاج الجديد؟
يعرف العلاج الجديد بإسم “داتوبوتاماب ديروكستكان” (datopotamab deruxtecan )، ويُسمّى تجارياً “داتروواي” (datroway). ويعمل عبر التأثير على مناطق معينة في الخلايا السرطانية تتأثر بالهرمونات، خلال مرحلة ما بعد تعرضها للعلاجات الهرمونية والكيميائية.
وقد تبعث هذه الخطوة الجديدة الأمل في نفوس مريضات سرطان الثدي اللواتي يكُنَّ في مراحل متقدمة منه وتقل الاختيارات العلاجية المتاحة لهن.
تجدر الإشارة إلى أن سرطان الثدي يحل في المرتبة الثانية بين الأورام الخبيثة الأكثر شيوعاً بعد سرطان الجلد، إضافة إلى كونه السبب الثاني للوفيات بين الأميركيات, وفي الولايات المتحدة، تُشخَّص 300 ألف إصابة جديدة به سنوياً، ويصنّف 70 في المئة منها بأنها “تتفاعل”، سواء إيجاباً أو سلباً، مع هرمونات معينة.
و خلال مراحل مبكرة من الإصابة بسرطان الثدي، تحدث استجابة جيدة للعلاج، فيما يعيش شخص من ثلاثة لأكثر من 5 سنوات حينما يصل ذلك الورم الخبيث إلى المراحل المتقدمة التي ينتشر خلالها في الجسم. وتؤكد تلك الأرقام أهمية تطوير العلاجات التي تستهدف الخلايا السرطانية تحديداً، وتتجنب إصابة الخلايا السليمة في الجسم.
ويعتبر “داتروواي” من عائلة العلاجات بالأجسام المضادة التي تستهدف الخلايا السلرطانية وحدها. وتوضيحاً، مع تطوّر الورم الخبيث، يتحرك جهاز المناعة في الجسم فيّنتج مكوّنات مختلفة لمحاربته، بينها أجسام مُضادة للخلايا السرطانية تحديداً. وبالتالي، تتصف العلاجات المستندة إلى الأجسام المضادة بأنها تضرب الخلايا الخبيثة وتتفادى الأنسجة الصحيحة.
ويجمع “داتروواي” الأجسام المناعية المضادة لذلك النوع من الورم الخبيث، ” داتوبوتاماب ” ( datopotamab )، مع العلاج الكيميائي ” ديروكستكان” (Deruxtecan). وبالتالي، تتلقى الخلايا الخبيثة ضربتان إحداهما بالأجسام المناعية المضادة لها والأخرى بالدواء الكيميائي الذي توصله تلك المكوّنات المناعية إلى الورم السرطاني تحديداً.
وتجدر الإشارة إلى أن العلاج الجديد يعطى بالوريد كل 3 أسابيع.
ما مدى فاعلية العلاج الجديد؟
جرى تقييم فاعلية العلاج الجديد في تجارب سريرية أجريت على 732 مريضة كُنَّ في حالٍ سيئة وتعذَّر حتى الاستمرار في إعطائهن جرعات من العلاجات بالهرمونات، إضافة إلى إنهن كنّ قد خضعن لجلسات العلاج الكيميائي للحالات المتقدمة. وتوزَّعت المريضات على مجموعتين حصلت إحداهما على العلاج الكيميائي التقليدي، ونالت الأخرى العلاج الجديد. وتبين أن المريضات في المجموعة الثانية عشن 6,9 أشهر كمعدل عام من دون أن يشهدن تراجعاً في حالتهن مقارنة بـ4,9 أشهر لدى من خضعن للعلاج الكيميائي التقليدي. وقد حصل تحسن في حالة 36 في المئة من المريضات اللواتي تلقين العلاج الجديد، مقارنة مع نسبة 23 في المئة ممن تلقين العلاج الكيميائي التقليدي.
ما الآثار الجانبية الناتجة من العلاج الجديد؟
تمثلت غالبية تلك الآثار الجانبية بحدوث الأعراض الآتية:
– تقرّحات في الفم
– غثيان
– تقيؤ
– إمساك
– تعب
– تساقط الشعر
– التهاب في العينين
– جفاف في العينين
– خلل في عدد خلايا الدم وأنزيمات الكبد.