علوم وتكنولوجيا20:00 24 ديسمبر, 2018العدسات اللاصقة.. «نيران صديقة» قد تُخبئ الخطر وراء لمعانها البراق

1

ميرهان فؤاد

من المؤكد أنك سمعت عن حوادث الاستخدام السيئ للعدسات اللاصقة، مثل عروس تقضي ليلة زفافها في الطوارئ بسبب استخدامها لعدسات لاصقة مجهولة المصدر. صحيح أن هناك فوائد للعدسات اللاصقة الطبية؛ فهي تتيح لك الرؤية بشكل طبيعي بدون نظارات، بعض الأطفال والمراهقين الذين يرتدون عدسات لاصقة يصرحون أنهم يشعرون بحالة جيدة أفضل مما يرتدون النظارات، خاصة الذين يمارسون ألعابًا رياضية، لكنها لا تخلو كذلك من الأخطار؛ فعدساتك اللاصقة يجب أن تكون مريحةً، وتُتيح لك الرؤية الجيدة، إذا لم تتوفر هذه الشروط فأنت في حاجة إلى زيارة طبيب العيون.

تاريخ العدسات اللاصقة قبل أن يرتديها 125 مليون شخص في العالم
يظن البعض أن العدسات اللاصقة اختراع حديث، لكنها في الحقيقة غير ذلك، بدأت العدسات اللاصقة كفكرة في خيال الرسام الإيطالي ليوناردو دافنشي في 1508، حين وضع دافنشي وجه شخص في وعاء من الماء لتصحيح انكسار الصورة، وكان الشخص قادرًا على الرؤية السليمة.

العدسات كما رسمها ليوناردو دافنشي

محاولات دافنشي لم تضع هباءّ، رينيه ديكارت فكر في فرضية أخرى، تتمثل وضع أنبوب زجاجي بداخله سائل، مباشرة نحو القرنية، لكن هذه الطريقة كانت غير عملية أيضا، حجمها كان لا يمكّن مستخدمها من الرَمش.

في عام 1827 عمل السير جون هيرشل قالبًا لشكل العين، سمح بإنتاج عدسات لتصحيح الإبصار يمكن تركيبها على سطح العين. وفي 1887 استخدم الفسيولوجي الألماني أدولف فيك فكرة هيرشل في تصنيع أول عدسة، وكانت من الزجاج. تطورت صناعة العدسات الحديثة بسرعة عندما صُنعت عدسات من السيليكون في عام 1998، وهي المادة التي تُستخدم في صنع العدسات الآن.

يستخدم العدسات اللاصقة 38 مليون شخص في أمريكا وحدها، ونحو 125 مليون شخص في العالم، من أجل حلّ معظم مشاكل الرؤية مثل: قِصر النظر، وطول النظر، والاستيجماتيزم وقصر النظر الشيخوخي. في البداية يجب علينا أن نعرف أن كل العدسات اللاصقة، التي تصحح الرؤية، وحتى التي لا تصحح الرؤية التي تستخدم لتغيير لون العين فقط هي أداة طبية لا تستخدم بغير وصف طبيب العيون، وإلا ستكون العواقب وخيمة.

الاستخدام الخاطئ للعدسات اللاصقة هو عامل إضافي نحو التسبب في المضاعفات الخطيرة، مثل استخدامها لوقت طويل، أو عدم اتباع التعليمات. العدوى والمحلول المستخدم قد يسبب آثارًا سيئة، العدسة نفسها قد تسبب لك أضرارًا إذا لم تكن مناسبة لك، بعض الناس لا تتكيف عيونهم مع مواد معينة مصنوع منها العدسات.

أخطار العدسات اللاصقة ومضاعفاتها
تنقسم مضاعفات العدسات اللاصقة لقسمين، مضاعفات تُحدثها العدسات مباشرةً، ومضاعفات تحدث بسبب تفاقم مشاكل موجودة بالفعل، الآلية التي تُحدث بها العدسات اللاصقة التغيرات في العين تشمل: الإصابات، انخفاض نسبة الأكسجين التي تغذي بها القرنية، الحساسية والالتهابات والعدوى الجرثومية.
أعراض هذه المضاعفات هي: الألم وفي الحالات الشديدة يتعرض مستخدمو العدسات لنقص الحس وضعف حدة الإبصار، واحتقان الملتحمة وهو التهاب ينتج عن العدوى أو الحساسية. ومن ضمن المضاعفات عدم القدرة على استخدام العدسات دون الشعور بألم ويسبب ذلك الحكة والانزعاج واحمرار العينين، والبعض قد يعاني من الألم أثناء استخدام العدسات، والبعض الآخر يصبح غير قادر على استخدامها تمامًا.

خدش القرنية أحد أشهر مضاعفات الاستخدام الخاطئ للعدسات، أو بسبب وجود جسم غريب تحت العدسة، وهو عبارة عن خدش جزء من سطح قرنية العين، ويُسبب ألمًا، وعدم راحة في العين، وحساسية من الضوء. وعلاجه يعتمد على شدته، ويُستخدم قطرة ترطيب للعين، وقطرة مضاد حيوي.

تشمل المضاعفات الأخرى الحساسية، وهي عبارة عن احمرار في العين، وحكة، وهي تنتج كرد فعل للمحلول المستخدم لحفظ العدسات، بالأدق المواد الحافظة المستخدمة فيه، ويتضمن العلاج تغيير محلول العدسات.

وهناك اتساع الأوعية الدموية، فعندما ينخفض الأكسجين الذي يصل لسطح العين، ينتج عنه اتساع الأوعية الدموية في القرنية، ويحدث ذلك مثلًا بسبب ارتداء العدسات أثناء النوم. و«التهاب الملتحمة الحليمي العملاق» هي حالة يحدث فيها انتفاخ وتورم للبطانة الداخلية لجفن العين، وتتطور إلى نتوءات صغيرة، وتنتج عن الحكة الشديدة بسبب استخدام العدسات اللاصقة. هذه النتوءات الصغيرة تتطور إلى ما يُشبه الحصوة. ويعاني المريض من حساسية الضوء واحمرار العينين، ويتضمن علاج الحالة بالامتناع عن استخدام العدسات لفترة. وتُستخدم أيضًا قطرة تحتوي على «ستيرويد».

عدوى القرنية واحدة من أخطر المضاعفات التي قد تحدث جراء ارتداء العدسات اللاصقة، فالعدسات قد تسبب ضررًا للنسيج الطلائي بالعين، فينتج عنه اختراق بكتيري لينتج عنه بالتبعية أحد أخطر المضاعفات وهي قُرحة القرنية وهي عبارة عن فقدان نسيج القرنية، ويكون مصحوبًا بالتهاب، معظم قرح القرنية يسببها عدوى بكتيرية أو فيروسية. ويميزها وجود ألم، وإفرازات واحمرار بالعين. ويمكنك تجنب هذه الحالة باتباع أساليب النظافة لاستخدام العدسات.

كيف تتجنب مشاكل العدسات اللاصقة؟
أول خطوة هو استخدام العدسات اللاصقة المناسبة لنظرك، مع التذكير بأنه ليس هناك شخص مؤهل لوصف العدسات المناسبة لك سوى طبيب العيون، وليس أي شخص آخر، واغسل عدساتك يوميًا بمحلول العدسات، لا تستخدمها لوقتٍ طويل، وتأكد من نظافة يديك قبل استخدام العدسات، ملحوظة أخرى هي كيف تمسك العدسة بالشكل الصحيح، وهو أن تكون العدسة على شكل حرف.

إذا كنت من مستخدمي العدسات اللاصقة إسأل نفسك يوميا ثلاثة أسئلة: هل عيني تبدو جيدة شكلًا؟ هل أشعر أن عيني سليمة؟ هل أرى جيدًا؟ إذا شعرت باحمرار، حكة، إفرازات، رؤية مشوشة، أو ألم، اخلع العدسات على الفور. احترس أيضًا أثناء السفر؛ حيث يصعب الحفاظ على روتين النظافة الشخصية، وتأكد من وجود محلول عدسات كافٍ، ونظارة على سبيل الاحتياط.

عند استخدام العدسات تأكد من أنك تضع العدسة اليمين في العين اليمين والعكس بالعكس. تأكد من غسل يديك أثناء إزالة العدسات، إذا واجهتك صعوبة في إزالة العدسات استخدم جهاز إزالة العدسات. ولا تخزن عدساتك في الماء أبدًا.

استخدم عدسات تحجب أشعة الشمس فوق البنفسجية لحماية عينيك من آثارها الضارة. إذا كنتِ تضعين مساحيق تجميل فوق عينيكِ، فضعي العدسات قبل وضع مساحيق التجميل، كي لا تلتصق بها. ضعي مساحيق لا تسبب حساسية العين، ويفضل أن تكون من نوعيات جيدة.

أغلقي عينيك أثناء وضع المكياج. ويُنصح بعدم ارتداء العدسات عند وجود جفاف بالعين، وعند السباحة أو عند وجود التهابات بالعين. ولا يُنصح باستخدام الحوامل للعدسات اللاصقة؛ لأن العين يحدث بها بعض التغيرات أثناء الحمل بسبب الهرمونات فيحدث مثلًا تورمًا مائيًا وجفافًا بالعين. كذلك يجب عليك استبدال العدسات كل ثلاثة أشهر بعد استشارة الطبيب.

التعليقات معطلة.