مقالات

( على ماذا الحوار )

حسن فليح / محلل سياسي

الحوار في الظروف الحالية غايته أجهاض الثورة الشعبية وكسر أرادة الشعب المنتفض ضد التبعية والفاسدين وخونة الوطن لاحوار مع من خان الشعب ولاحوار مع قتلة المتضاهريين ولاحوار مع سراق المال العام والكاذبين ، انها ثورة حتى التغير والتحرير من التبعية والاحتلال بكل اشكالة وعناوينه والوانه ، العراق اليوم على اعتاب مرحلة جديدة بكل المقايس وبطريقة غير معهودة ، لاول مرة في تاريخ العراق ، شعبنا يسعى لتغير النظام السياسي بطريقة سلمية وحضارية تجنبا لاراقة الدم وبوسائل شرعية وقانونية ، اذن مع من يتحاور شعبنا الثائر والمنتفض وعلى اي نقطة او موضوع يجري الحوار ، كل الدعوات التي صدرت من دول وموؤسسات وشخصيات سياسية وحكومية واحزاب وحركات تدعو الى الحوار ، من المؤكد انها مستفيدة من الوضع القائم حاليا بالعراق الهش والمخترق والضعيف خشيةً منها على مصالحها التي تشكلت في ظروف استثنائية مرت بالعراق حرص جميع المستفيدين منها دولاً واحزاب وشخصيات على ديمومتها واستمرارها خدمةً لمصالحهم وغاياتهم وغير آبهين بمعانات شعبنا من جراء العملية السياسية القاتلة والمقرفة والتي تشكلت برعاية امريكية وبأدارة ايرانية استطاعت ايران من حرف التجربة الديمقراطية عن مسارها المنشود وابعادها عن تطلعات شعبنا ومصالح بلادنا وهمومه الوطنية ، تارتاً بالتزوير وتارتا بالترهيب ولتي امتدت لعقدين من الزمن كان ضحيتها شعبنا وبلادنا على يد حفنه من المنحرفين عن خطهم الوطني من تبعيين ووالائين ومثري الفتن بين ابناء الشعب الواحد ، على ماذا نتحاور هل يعقل ان يتم الطرح بهذا الشكل غير المسؤول والان ، بعد كل الذي جرى للعراقيين ، وهل يعقل ان تلبىٰ تلك الدعوات بعد ان بلغت الثورة ذروتها وشكلت اروع صور التلاحم الشعبي والوطني وبعد ان اصبح شعبنا قريبا جدا من تحقيق اهدافة عبر التغير الشامل والمطلوب جماهيريا ، من المؤكد ومن غير الانصاف ان لا نشير ان الثورة اليوم هي امتداد واضح لثورة تشريين وروحها الحاضرة في أذهان شعبنا وضمائرهم ولتي شكلت عنوانا تاريخيا لاينسىٰ في نضال شعبنا لاجل الحرية والخلاص والتي كسرت حاجز الخوف والتردد ، لابأس ان يعي البعض من اطراف الطبقة السياسية الاخطاء التي ارتكبت وسعت بعد انتضار طويل الى تصليح مواقفها وتلك فضيلة فمن المعيب ان نستمر باخطائنا الى ما لانهاية وعلى طول خط مسار حياتنا السياسية ، اليوم نجد أن تشكيلاً سياسياً مهماً له تأثيره الواضح في الحياة السياسية في البلاد ومشهود له بولائه لوطنه وشعبه العراقي ولذي لم يأتي مع المحتل وهذا مايمزهُ عن جميع القوى والاحزاب السياسية الاخرى وأخذ يتطور واتسعت رقعتهُ الجماهيرية واْكتسح الجميع في نتائج الانتخابات الاخيرة ، ادرك فأستدرك طبيعة المخاطر على الشعب والبلاد من العملية السياسية الكسيحة الغير منتجه بل اصبحت المعطل الحقيقي لحياة العراقيين فأستجاب ووقف الموقف المطلوب وطنيا وشعبيا وشرعيا ، واستنهض روح الثورة واهدافها المعلنة نحوا التغير ، على جميع الفرقاء السياسين من الذين لم تلطخ اياديهم بدماء العراقيين ومن الذين لم يساهمو بسرقة الشعب ومن الذين لم تكن عليه شبهات بعلاقة خارجية على حساب الوطن والشعب الالتحاق بالثورة والتاسيس عليها ومباركتها وبخلاف ذلك لااحد منكم سيسلم من غضبة الشعب وانزال عقابه الصارم بسراقة واخونته وقاتليه ، الاستجابة للحوار الان تعني تراجعا مخيباً للآمال الشعبية وخيانة عظمىٰ للدماء والارواح التي زُهقت على طريق الثورة والتحرر من التبعية وأسر العملية السياسية سيئة الصيت .