(عمر التيار والأطار لم يعملان لإنقاذ شعباً متعباً وبلداً منهار)

1

حسن فليح /محلل سياسي

مايقارب العشرون عاما منذُ سقوط النظام السابق والحد الان شعبنا يعيش حالة القتل والتشرد والنزوح والنهب المنظم لثروات البلاد ونعدام الخدمات وتردي التعليم وتفشي المخدرات والبلد أصبح ساحة مفتوحة للتدخلات الإقليمية والدولية ونعدام السلم الأهلي وضاهرة السلاح المنفلت وضعف الحكومات المتعاقبة ولتي لن تتشكل الا برضىٰ هذا الطرف الدولي أو ذاك واقواً سياسية لاتمتلك رؤيا ولا أهداف واضحة ولا مشروعا سياسيا وطنيا حقيقيا لقيادة البلاد ولازالت تعيش متاهتها الفكرية وعقمها السياسي الأمر الذي جعلها ان تصف أزمتها الحالية بالانسداد السياسي بالتزامن مع عزلتها الشعبية الواسعةوحالة الرفض الجماهيري لسوء الأداء السياسي للأحزاب المتحكمة بالعملية السياسية سيئة الصيت بفعلها وممارساتها واخرها مانشاهدهُ من انقسام سياسي حاد بين الصدريين والاطاريين الذي أشعل أزمة تعطيل تشكيل الحكومة وغياب الحلول لمشكلة مااسموه بالانسداد السياسي ، ولا أدري من اين جائو بهذا المصطلح الغريب على السياسة و السياسيين الحقيقيين ، هم يعيشون حالة عجزهم الفكري الغير منتج للحلول هم تعودوا آن يحكموا ويتحكموا عن طريق التوافقية والتحاصص والمحاصصة وهم بارعين وجيدين في هذا الأمر وبعد الرفض الشعبي للمحاصصة والتوافقية وجدوا أنفسهم لايجيدون فن السياسة ولايجيدون للغة الحوار والتفاهم بعد ان تهددت ركائز العملية السياسية التي تبنت التوافقية والمحاصصة الأمر الذي أشعرهم بخيبة الأمل والخذلان وافضح عجزهم السياسي من الوصول لاتفاق وطني خارج المعادلات الإقليمية والدولية المرتبطين بها طيلة الأعوام العجاف التي مضت ، اليوم نحن كشعب نعيش ازمة خلافاتهم وليست خلافاتنا نحن نعيش أزمة تخلفهم السياسي وليس تخلفنا نحن نعيش أزمة أرادتهم المرتهنة بجهاة معروفة وليست أرادتنا ، لقد قالها شعبنا عبر ثورته العظيمة وخطها بدماء شهدائه وجرحاه في سوح التظاهرات التي عمت جميع مدن وشوارع العراق ، وبصوت مدوي لا للتوافقية ولا للمحاصصة ولا للتبعية ولا والف لا للخونة والتابعين ، لا لقتلة الشعب ولا لزعماء الفتنة والتدمير ، ولا لسراق المال العام والمفسدين ، ونعم لوحدة العراقيين ، ونعم للتغير ، على شعبنا ان يتضافر لإنقاذ نفسه ويوحد الجهود بمثقفيه ومناضليه لإنتاج رؤياه للحل بعيدا عن الأدلجة الفكرية و بعيدا عن البعد الديني والمذهبي والمكوناتي ولاعتماد على تفعيل العوامل الوطنية في للغة الخطاب الموجه الى العراقيين والعمل على تفعيل الإرادة الوطنية المغيبة من خلال كتابة دستور جديد للبلاد بدلا من الدستور الحالي المشبع بالألغام يحفظ حقوق العراقيين جميعاً دون تمايز طبقي أو عرقي أو قومي أو ديني أو مذهبي ، واعتماد العلم طريقا للتطور والتنمية البشرية ، مع الإشارة ان العراق شعباً وبلداً يحترم ويقدر مصالح الدول والشعوب شريطة ان لاتتعارض مع مصالح العراق الوطنية ، لتكون رؤية شعب ووطن منقذه لحالنا والمرتكز للبديل الوطني للعملية السياسية الحالية وسد الفراغ السياسي الحاصل بالبلاد .

التعليقات معطلة.