شنّت قوات عراقية، مدعومة بقوات من الحشد الشعبي، حملة عسكرية لتطهير مناطق جنوب شرقي كركوك حيث سلسلة جبال حمرين الوعرة التي تشرف على طريق خط نقل النفط براً من كركوك إلى مصفى كرمنشاه الإيراني.
وتنشط في هذه المنطقة مجموعة مسلحة أطلقت على نفسها اسم «الرايات البيض»، وقال مطلعون إن الحديث الإعلامي عنها أكثر من حجمها الفعلي.
وقال الناطق باسم «قيادة العمليات المشتركة» العميد يحيى رسول ، إن «قطعات أمنية وعسكرية تضم الفرقة المدرعة التاسعة والرد السريع وفصائل من الحشد الشعبي، بينها لواء علي الأكبر وبدر الجناح العسكري، إلى جانب قوات البيشمركة، وبإسناد من طيران التحالف العراقي والدولي، بدأت صباح اليوم (أمس) عملية عسكرية نوعية لتطهير مناطق شرق طوزخرماتو وسلسلة حمرين الجبلية، وملاحقة عناصر تنظيم ما يعرف بالرايات البيض، وفق معلومات استخباراتية دلت على أماكنهم وملاذاتهم». وأكد أن «المعلومات تفيد بوجود حوالى 500 من عناصر التنظيم في المناطق المستهدفة».
وكان وزير النفط العراقي جبار علي اللعيبي، أكد في وقت سابق اتفاقاً على نقل 30 ألف برميل نفط يومياً من كركوك إلى مصفى كرمنشاه الإيراني. ومن المفترض أن تمر طريق شاحنات النفط بمناطق جنوب كركوك، لتخترق سلسلة حمرين، وصولاً إلى محافظة ديالى، ومنها إلى الحدود العراقية- الإيرانية في معبر المنذرية.
ولا تُظهر المعلومات أي حضور جدي لمجموعة «الرايات البيض» التي تم تداول اسمها للمرة الأولى تزامناً مع دخول القوات العراقية إلى منطقة طوزخرماتو جنوب كركوك، إذ ساد اعتقاد أنها تتكون من مقاتلين أكراد غاضبين من عمليات نزوح جماعية طاولت السكان الأكراد في المنطقة.
وكانت القوات العراقية التي استقرت في كركوك تعرضت لهجمات متفرقة، لكن غير منظمة، وفق مسؤولين أمنيين اعتبروا مراراً أن «الرايات البيض» مجرد «وهم إعلامي».
ونقلت وسائل إعلام كردية مقابلات مع مجموعة مسلحة أطلقت على نفسها «المتطوّعون»، معظم المنتمين إليها من نازحي منطقة طوزخرماتو الأكراد، فيما لم تُظهر المعلومات سوى صورة لمجموعة تحمل راية بيضاء رُسم عليها وجه أسد، وتردد أنها تتكوّن من مقاتلي تنظيم «داعش» الهاربين من بلدة «الحويجة» التي تحررت قبل شهرين.
لكن المطلعين على طبيعة عمل التنظيمات الجهادية، يؤكدون في المقابل أن استخدام الرسوم في الرايات ليس من ضمن معتقدات هذه التنظيمات، وأنها في الغالب تتكوّن من مقاتلين من سكان مناطق جنوب شرقي كركوك يمارسون أعمال سلب ونهب على طريق بغداد– كركوك.
إلى ذلك، أكدت وسائل إعلام كردية أن محكمة عراقية أصدرت أحكاماً بالسجن المؤبد في حق مجموعة من مقاتلي البيشمركة بتهمة الانتماء إلى «داعش»، مشيرة في المقابل إلى أن المقاتلين كانوا أسرى لدى التنظيم.